السلام عليكم ورحمة الله،
أود شكركم على هذا الموقع الأكثر من رائع وعلى سعة صدوركم.
لي صديق عجزت تماماً عن فهم شخصيته أو تحليلها، وهذا ما أود منكم تفصيله لي ولكم جزيل الشكر مسبقاً.
عمره 22 سنة من أصل لبناني، متفوق جداً في دراسته، عائلته متشددة في تربيته بحيث انه دائم المكوث في المنزل، وإذا تأخر بعد أداء الصلاة لمدة خمسة دقائق سيعاقب ضرباً بالسوط 15 مرة، كما ويضرب عقاباً على كل شيء فهذا أسلوب تربية والديه، وممنوع من التعرف على أصدقاء أو حتى زيارات، وحفظ القران مذ كان عمره 10سنوات. هو إمام المسجد في غالب الأحيان وهو مستقيم ومحافظ على صلاته حتى صلاة آخر الليل لا يتركها مهما كان الأمر، ويصوم يوماً ويفطر يوماً، ويراجع حفظه في حلقة التحفيظ بعد كل صلاة فجر كل يوم، ويحضر الكثير من المحاضرات والندوات الدينية، ومحبوب كثيراً ممن حوله. هو يدرس حالياً بالجامعة صباحاً ويعمل سكرتيراً في مؤسسة مساءً، يلعب رياضة يومياً بالنادي ويعرف الكثير عن العلاج الطبيعي والإبر الصينية لأن ميوله طبية في البداية لكنه تحول إلى الحاسوب وهو بارع فيه وقد اخترق الكثير من المواقع وكان يتجسس على إخوته وعلى إيميلاتهم... وإلخ.
المشكلة أنه اعترف لي منذ سنتين أنه شاذ جنسياً! ما أسميتموه في موقعكم بالمثلية، ويمارس العادة السرية باستمرار وقد حاول كثيراً تركها ولم يستطع. كنت في البداية أستغرب أنه يحب أن أناديه باسم بنت وأتحدث معه على أنه بنت ولم أوقع أن يكون السبب شذوذه، يحب اللون الوردي كثيراً، وقد تحدثت معه لكي يذهب لأخصائي نفسي ولم يقتنع ويقول أنه لا فائدة منهم ويعلم أن علاجه عن طريق "خط الزمن" فقط لا غير، وأنا لا أعلم ما هو خط الزمن!.
دائماً تأتيه حالة يعتزل فيها كل شيء ولا يريد التحدث حتى مع أصدقائه وإخوته وجواله يكون مغلقاً، وعند ذهابه أيضاً للجامعة لا يتحدث مع من حوله أبداً وكأنه لا يسمع ويقول: "أريد أن أعيش وحدي، فأنا إنسان قذر للغاية"، وهو يكره والديه كرهاً شديداً ولكن لا يظهر ذلك لهما. المشكلة أنه أمام الناس بشخصية ومع نفسه شخصية أخرى تماماً، وهو يتعذب في نومه كثيراً برغم قراءته لأذكار النوم ونومه على شقه الأيمن متوضأً، فهو يرى أحلاماً مزعجة وجاثوم بشكل يومي تقريباً، وإن لم تكن مزعجة ومخيفة فهي أحلام جنسية. والذي أستغربه أنه برغم شذوذه فهو ذكي جداً جداً ودائم التفوق على من حوله في أي موضوع وأي نقاش، وحتى في الأعمال فهو دائم أعلى. ودائم البكاء والندم ويتمنى الموت لأنه يعلم تماماً عاقبة فعله، وهو حالياً مصاب بالجرب من أثار شذوذه. برغم نجاحه في كل أنشطة حياته العلمية والعملية وهو ذو إرادة قوية، ولو أراد شيئاً يصل إليه مهما كان صعباً ماعدا مشكلة شذوذه لم يستطع تركها، وهو على الشذوذ منذ ست سنوات.
كل ما أرجوه منكم أن تفصّلوا لي شخصيته، هل لديه ازدواجية أم ماذا؟ وكيف يمكن علاجه؟ وما هو خط الزمن؟ وكيف لي أن أساعده؟ من الناحية الدينية هو يعلم كل شيء، ومن الناحية الطبية أيضاً يعرف ومدرك تماماً لنتائج شذوذه، ومن الناحية النفسية فهو يقرأ كثيراً في علم النفس وبرمجة العقل اللاوعي والواعي ويقيم الكثير من المحاضرات في ذلك. يا ترى أين تكمن مشكلته؟.
اعذروني على ركاكة أسلوبي، وأرجوكم لا تهملوا رسالتي،
وأنا أتقبل أي رأي بكل رحابة صدر.
12/06/2009
رد المستشار
صديقي،
أحييك على اهتمامك بصديقك وبمصلحته وصحته النفسية.
بداية، المثلية لا علاقة لها بالذكاء أو التدين لأن منها ما سببه خلل في هرمونات الجسم أثناء وجود الشخص في رحم أمه، ومنها ما تسببه أحداث يكون لها هذا التأثير على نفسية الشخص. فمثلاً، إذا تعرض الشخص لخبرة أو تجربة مثلية في الصغر (أو على الأقل يعتقد هو أنها كذلك) قد يعتقد أنه شاذ جنسياً بناء على سوء فهم أو خطأ في التقدير، ولكن ما يعتقده المرء عن نفسه يصبح حقيقة مع مرور الوقت.
من ناحية أخرى فإن المعاملة العنيفة من الأهل وخصوصاً التي تؤدي إلى أن يفتقد المرء حنان الأب (الوالد من الجنس المماثل) قد يميل إلى الجنسية المثلية بحثاً عن الحب والحنان من بدائل لهذا الوالد الغليظ العنيف الجاهل.
يقول صديقك أن علاجه في طريقة خط الزمن ولكن كيف لم يطلب من أحد أن يساعده في ذلك؟ وإذا كان يعلم الكثير عن الموضوع ويحاضر فيه فلماذا لم يستعن بأحد؟ أغلب الظن أنه يحتاج إلى حل عقدته مع أبيه أولاً.. هذا لأن العلاج بخط الزمن لا يتطلب أن يعرف المساعد أية تفاصيل عن ماضي صديقك أو موقفه من الجنسية المثلية. دع الأمر إلى أن يطلب صديقك المساعدة ولا تتدخل بالنصائح المكررة.
وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب.
* ويضيف د. وائل أبو هندي الابن العزيز أهلا وسهلا بك وشكرا على ثقتك وعلى رغبتك في مساعدة صديقك ، وليست لدي إضافة بعد ما تفضل به مجيبك غير الإشارة إلى تكرار مثل هذه الحالات التي يبدو فيها اهتمام مفرط بأشياء مثل العلاج بخط الزمن والعلاج بالطاقة جنبا إلى جنب مع أحد الانحرافات الجنسية المشينة وغالبا ما يكون هؤلاء المرضى أصلا فصاميين أو ربما ثناقطبيين لكنك في النهاية لا تملك إلا الصبر على سلوكه وربما التدخل من خلال أسرته في فترات انعزاله لتطلب منهم عرضه على طبيب نفساني... أهلا بك.