ألتمس له العذر دائماً..!؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، قبل كل شيء اعذروا أسلوبي الركيك في الحديث فأنا لا اعرف كيف أكتب المشكلة.
مشكلتي أني تعرفت على شاب عند دخولي للجامعة في السنة الأولى، وجمعت بيننا علاقة صداقة، فكان يتصل بي في كل وقت ولا يتركني وحدي وأصبح يغار عليّ كثيراً حتى من صديقاتي فأخبرني بعد شهر بأنه معحب بي وبأنه يحبني ويرغب بي زوجة، بدأ الحب وبدأ الشيطان يحلل لنا بالقبلات....!! أستغفر الله غفرانك ربي، أنا أسأل نفسي كيف رضيت لنفسي في وقته بهذا الشيء!.
كنت مترددة قي علاقتي به لأننا في نفس العمر، بل أكبره بشهور، ولكنه أصبح أقرب الأشخاص لي. كنا كثيراً ما نتشاجر معاً والسبب أن شخصيته ضعيفة أمامي، فتركته مرات عديدة وهو لا يرضى فيبقى يبكي لي على الهاتف ويقول أنه يريد الزواج، فوافقت. وبدأ في كل شهر يجمع نقوده ويتركها عندي حتى أجمعها له لغرض شراء الذهب ((هو طالب ولكن يشتغل عند شركة أبيه)) وفعلاً جمعنا مبلغاً وذهبنا واشترى لي ما نال إعجابي، وكانت سعادته بالغة جداً.
وحان موعد حديثه مع عائلتي فأخذ مني رقم هاتف أخي، وفعلاً حدث الاتصال وأخبر أخي بأنه يرغب بي كزوجة وأنه قد عرفني عن طريق أخته ((هذا ما أخبرته أنا ليخبر أخي به))، فقال أخي أنه سيسأل عنه وعن عائلته وإلى حين ذلك سيتصل به ويحدد موعد قدومه للبيت لخطبتي رسمياً. كان يتصل بي كل يوم ويسألني هل أخبرك أخوك عني شيئاً؟ هل سأل عني؟ وكانت الإجابة بأنه ما يزال يسأل عنه.
ظل هذا الحال لمدة ثلاثة أسابيع فاتصل بأخي وقال له أنه مستعجل وأنه يريد القدوم إلى البيت بأسرع وقت، فأخبره أخي بأن بعد سبعة أيام سيتصل به ويخبره بموعد قدومه وأنه مشغول ولمّا يسأل عنه بعد.
فاتصل بي في اليوم السادس وأخبرني أنه تعرض لحادث سيارة وبأنه لا ينفع لي وأنه ليس له القدرة على فتح بيت، وأن لديه مشاكل مع أبيه ولا يريد محادثتي مرة أخرى. صدمت كثيراً في وقتها وأخبرته أني يمكنني انتظاره طوال العمر وأن نبدأ من الصفر، فقال أني أقول ذلك الآن وبعد فترة سأتركه..!
صار لا يرد على اتصالاتي ((للعلم اتصلت بأخته وقالت أنه لا يوجد أي مشاكل! ولكن حادث سيارة حصل فعلاً وبقدرة الله خرج منه))، فكذبت على أخي وأخبرته بألا يتعب نفسه ويسأل عنه بحجة أنه لا يريدني أن أكمل دراستي فوافق أخي ونسي الموضوع وقال: "يعوض عليك الله خيراً منه"، ومن يومها تركني حائرة وبدأت أشك حتى في نفسي وأصبح جسمي نحيلاً جداً وشعري يتساقط. اتصل بي أسبوع في الساعة والنصف صباحاً وسألني عن حالي..! فبكيت وبدأ هو يبكي وقال أنه النصيب بدأت أتصل به ولكن يرد علي بجفاف.
مرت شهور عديدة رجعت خلالها إلى الله وصليت كثيراً واستغفرت ربي، وطلبت بأن يفرج ضيقه وبأن يعود ويكمل طلبه بالزواج مني. بدأ الفصل الجديد وبدأ هو يأتي الجامعة وكان قد اشترى سيارة جديدة...! ورجع يتصل بي وأخبرني أنه لا يريد الزواج وأنه مرتاح هكذا، وأنه يعيش حياته ويشرب الخمر ومسرور بحاله هذه، وأنا أنصحه ولكن عندما أنصحه يبدأ بشتمي ويقول ساقطة...! بكيت كثيراً، فأنا لا أتوقع منه أن يقول عني ذلك، ولكن ظل يتصل بي وقال أنه عندما يكون سكراناً ينفعل ولا يستطيع السيطرة على نفسه. من حوالي الشهر عرض عليّ معاشرته من الخلف، أستغفر الله.! وأن نبقى دائماً مع بعضنا وبأني ساقطته..! أستغفر الله، أستغفر الله، أستغفر الله.
كان وقع كلامه مؤلماً على نفسي؛ أنا أتمناه زوجاً وهو يفكر بي بهذه الصورة، فأخبرته ودموعي على خدي بأني أحبه، فإن كان يبحث عن الحب فهو موجود عندي، أما غير ذلك فلا أجد إلا أن يخرجني من حياته، وبأني سأتعذب لفراقه الآن لكن أفضل من أن أتعذب بالعار فيما بعد! فيضع لومه عليّ ويقول بأني لا أفهمه.
ألتمس له العذر دائماً بأنه سكران وليس في وعيه، أما عنه فهو يظل يتصل ويسأل عن حالي لفترة، ثم يرجع ويفتح هذا الموضوع فأرفض وأخبره ألا يتحدث معي بهذا الأسلوب وأن يذهب في حاله، ولكنه يذهب ليوم أو يومين ويعود ليزعم أنه يريد الاطمئنان عليّ ويقفل الخط!. أنا أرد على اتصالاته على أمل أن يرجع لسابق عهده؛ الشخص الطيب المحب، وأشعر أن ضميري يؤلمني لو لم أرد على اتصاله وأني تركته بسهولة وأنه في الحقيقة ليس هكذا.
لقد أخذت قراري بالانفصال عنه، فلم أعد أحترم نفسي، وكلما فكرت في التنازلات التي قدمتها في السابق أكره نفسي وأعاقبها وأبكي وأندم، بت إنسانة مكتئبة حزينة لا أضحك من قلبي إطلاقاٌ.
أحياناً كثيرة أنظر في عيون أمي وأبي وإخوتي وأقول ماذا سيفعلون لو علموا أن ابنتهم الصغيرة -آخر العنقود- الجالسة بقربهم رخصت في نفسها يوماً؟! فأبكي وأدعو الله أن يسامحوني. صليت لله ركعتي توبة وعزمت أن أنهي كل شيء، فأنا أعلم أن هذا ليس حباً في عقلي ولكن لا أعرف بم أفسره؟!.
ماذا أفعل بعد توبتي لله؟ وماذا أفعل مع هذا الشخص؟ كثير ما نصحوني أن أغلق هاتفي ولا أعرف ماذا أفعل؟ لم أعد أعلم، لم أعد أعرف ماذا أريد! دائماً ما أتخيل أنه تزوج ويعيش حياة مستقرة، وأني لم أنسه وأن حياتي واقفة.
أعتذر عن أسلوبي في الحديث،
ولكن أخبرتكم بما يضايق خاطري وبكل صراحة من أجل مساعدتي بالطريقة الصحيحة.
21/06/2009
رد المستشار
أبدأ معك أختي رندة بالتهنئة على أنك صحوت من غفلتك، واعلمي أن ما تمرين به ليس حالة حب بل هي حالة "تعوّد" على الشخص الذي يملأ الفراغ في حياتك. فحتى يبقى الحب مزدهراً في القلب لا بد من سقايته بالرعاية والحنان والحرص، وما دام الشاب الذي تتحدثين عنه قد توقف عن رعايتك والحرص عليك فقد توقف عن حبك منذ زمن، ولست مضطرة أن تتحملي مزاجيته وأخلاقه السيئة وألفاظه النابية بحجة الضمير وخوفك عليه! الغريب أنك سمعت منه كلمات تسئ إليك في الصميم وبقيت تستقبلين اتصالاته! وما عليك الآن هو أن توقفي هاتفك فعلاً أو تغيري رقمه، وألا تستقبلي اتصالاته مهما كان السبب ومهما تذرع لك بالحجج، ولو رأيته يبكي بدل الدمع دماً، أنت غالية ولست رخيصة -كما يعتبرك الآن-، وليس له الحق في أن يكلمك بطريقة سيئة أو يطلب منك الفاحشة بأسوأ صورها بذريعة أنه سكران وليس بوعيه!!! هذه مشكلته التي أوقع نفسه بها وليست مشكلتك، بل هي وحدها كفيلة بأن تكون السبب لتركك إياه.
حافظي على نفسك واحترمي أنوثتك ولا تسمحي لهذا المنحرف أن يضللك، وحافظي على الثقة التي ما زال أهلك يمنحونك إياها، واشكري الله عزّ وجلّ أن هداك وعرّفك بحقيقته قبل أن تتورطي بالزواج منه؛ فهو كاذب وضعيف الشخصية، ومتقلب المزاج، تصوري كيف ستكون حياتك معه وهو يسكر ويعود إليك ليلاً بلا وعيه؟! الله وحده يعلم ما قد يطلبه منك وماذا سيفعل بك، أظن أقل ما كان يمكن أن يحصل هو ما يطلبه منك الآن.
أما بالنسبة للفراغ -الذي ذكرته لك في البداية- والذي يملؤه في هذه المرحلة هذا الرجل، فما عليك إلا أن تملئيه بما سواه. التجئي إلى الله تعالى كي يخفف عنك، واستغفريه على ما بدر منك من أخطاء وعلى ما اقترفت مع هذا الشاب، وداومي على صلواتك المفروضة منها والنوافل، واقرئي القرآن فبه تشفى الصدور وتشرح القلوب، واشغلي نفسك بهوايات نافعة وبعلوم وقراءات تحبينها، وسيعوضك الله تعالى خيراً منه فمن ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه.
وفقك الله وأبدل به من يصونك ويحميك ويأخذ بيدك إلى دروب الخير والطاعة والجنات.
اقرئي أيضاً:
لا يا زينب... الحب ممكن ينتهي