هل أنا مريضة نفسيا؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
أنا إنسانة مسلمة وأعتقد أنني ملتزمة إلى حد كبير ولله الحمد ولكني شديدة الانطواء لا أستطيع التعامل مع كل الناس إلا مع أشخاص معينة، وإذا تعاملت مع الناس لا أستطيع معرفة صفاتهم أو أخلاقهم وفي النهاية أكتشف مدى سوء من كنت أتعامل معهم.
دائما ما أهرب من المواجهة لا أستطيع أن أكون مركز تكون أعين الناس عليه دائما، أحب الوجود في الخفاء حتى وإن كان لي دور بارز فيما تم عمله لا أقول أنا من قمت بذلك هل هذا خطأ؟
أيضا أكره أن أفكر أنني سأرتبط بإنسان...دائما أشعر أنني لا يمكن أن أثق في أحد.
أصدقائي قليلين ولا أتكلم معهم في أي مشكلة، أشعر أن لا أحد يفهمني سواي ولا أتكلم إلا مع ربي عن طريق الصلاة.
حاليا أفكر في السفر بعيدا وترك كل شيء والجلوس وحيدة لا أريد سماع أحد أو أحد يسمعني تعبت من الناس ولم أعد أحبهم.
هل أنا مريضة أم لا وإن كنت مريضة كيف أتصرف مع العلم أنني لست منزعجة من ما أنا فيه ولكنني أخشى أن أكون مخطئة وأندم بعد مرور الوقت
شكرا جزيلا
18/4/2009
رد المستشار
أهلا ومرحبا بك أختي الكريمة؛
تقولين أنك لست منزعجة ولكن تخشين أن تكوني على خطأ
نعم أنت على خطأ أين ثقتك بنفسك التي هي مرآة ثقتك بالناس
نعم هناك من ليسوا أهلا للثقة ولكن ماذا يعني في ذلك؟ ناس وخلاص مالنا ومالهم ولنبحث عن آخرين أهل للثقة
لكن لا.... لا تتركي عدم الثقة يجعلك تكرهين كل الناس... ولا تفترضي أن أهل الثقة هم أحسن الناس، واقبلي من الناس خيرهم وشرهم فالدنيا مليئة بكلا الصنفين وأهلا بهما في حياتنا، فالحياة من غير الناس لا معنى لها حتى أن هناك مثلا يقول "جنة من غير ناس ما تنداس"، ويقول النبيّ ـصلّى الله عليه وسلّمـ "المسلم إذا كان يخالط الناس، ويصبر على أذاهم؛ خير من المسلم الذي لا يخالط الناس، ولا يصبر على أذاهم" ( الترمذي: 2512). ...
ومن الناس نستسقي خبراتنا وعلومنا وثقافتنا فكوني إنسانة اجتماعية وانفتحي على المجتمع والناس شيئا فشيئا بهدف تعلم الخبرات والعشرة لا بهدف أن تأخذي الثقة منهم أو أن تجعليهم يتحكمون في أحاسيسك وحياتك، فحياتنا لا تقوم على أشخاص بل نحن من نصنعها بثقتنا بنفسنا وبعملنا المنتج في الحياة، فعندما نصنع جميلا يجب علينا أن نفرح به وننسبه لأنفسنا وإذا عملنا خطأ نصححه ولا نهرب منه وكل هذا يأتي من منطلق أننا بشر غير كاملين وكلنا نخطئ.
كما أن عملك كمدرسة مسئولة عن تربية أجيال يفرض عليك أن تغيري من شخصيتك هذه وأن تكوني غير ذلك.
وأرجع لمضمون رسالتك بأنك لا تستطيعين معرفة الناس جيدا ثم تكتشفين سوء أخلاقهم.
هل تعلمين أننا قد نمضى سنين طويلة لمعرفة شخص واحد وأنت من موقف أو آخر تحكمين بسوء الخلق!!
ومن أسباب حزنك وصدماتك المتكررة من الناس أنك تتوقعين الكمال وأن الناس كلها جيدة أو "كويسه"؛
لا يا عزيزتي ليس كل الناس جيدين أو "كويسين" ولا حتى الفرد الواحد حسن على طول الوقت ولا سيئ على طول الوقت بل الخير والشر في الناس كافة وحتى داخل أنفسنا
كل أسباب ضيقك وعدم ثقتك بنفسك تأتي من هذه الفكرة وهي فكرة الكمال والخير في كل الناس وهي فكرة خاطئة
لست بحاجة للسفر والهروب بعيدا حتى تصححيها.
نأتي الآن إلى سؤال "وما العمل؟"
العمل هو أن:-
0 تغيري فكرتك هذه أولا وتقبلي الدنيا والناس هكذا
0 تعاملي مع الحسن وتوقعي منه السوء
0 تعاملي مع السيئ وتوقعي منه الحسن
0 تعاملك مع كلا الصنفين سوف يعطيك خبرات في الحياة سوف تفيدك كثيرا
0 أعطي الناس فرصة ومساحة من الوقت لتعرفيهم جيدا
0 خذي من الناس أحسن ما فيهم ولا تغفلي الجانب السيئ فيهم
0 قولي لنفسك:
0 يومي لن يتأثر بسوء خلق فلان أو حسن خلق علان
0 حياتي لن أبنيها ولن أهدمها حسب أو على أخلاقيات الناس بل حياتي هي شيء بيدي أنا
0 أنا إنسانة متميزة حباني الله ببعض الميزات التي تجعل مني إنسانة متفردة عن غيري تماما كبصمة يدي يجب أن افخر بأعمالي وأحب أن أسمع كلمات الاستحسان دون غرور ودون إحساس بالدونية
0 أخطائي أتعلم منها, اليوم أخطئ وغدا لن أخطئ
0 وأخيرا.... أحبي نفسك أولا وعندها سوف تتعلمين حب الناس
وأهلا ومرحبا بك دائما.