السلام عليكم ورحمة الله،
أنا شاب أبلغ من العمر 26 عاماً، نظراً للأفلام البوليسية التي شاهدت بعضها وللقصص التي سمعت بها من الواقع، تنتابني أحياناً فكرة أن المكان الذي أتواجد فيه مرصود بكاميرات المراقبة أو أجهزة التنصت وأن خط الهاتف مراقب أمنياً، إن هذه الأفكار عندما تأتيني لا تتجاوز خمس ثوان، ولكنني أخشى أن تكون مؤشراً على إصابتي أو قابلية إصابتي بالفصام، فكما تعلمون تعد الأفكار الاستخباراتية إحدى أهم أعراض الإصابة بالفصام، فما تقييمكم لحالتي؟؟.|
وشكراً.
21/6/2009
رد المستشار
صديقي،
إذا كانت الأفكار عابرة فليس هناك خطر من الاندماج في الخيال العلمي ونسج سيناريوهات بوليسية في مخيلتك. يصنع المخ البشري على الأقل ستين ألف فكرة في اليوم الواحد، أغلبها أفكار عابرة، ومن حين لآخر تكون غريبة.
قد تكون لديك رغبة في أن تكون مهماً لدرجة المراقبة من الآخرين أو الأجهزة الأمنية، وقد تكون لديك موهبة التأليف للقصص البوليسية والخيال العلمي، وأعتقد أن هذا هو أفضل طريقة لاستخدام هذه الأفكار، لماذا لا تكتب قصة قصيرة فيها كل ما ذكرت؟ صحيح أنها أفكار مستخدمة كثيراً ولكن كل الأفكار مستخدمة كثيراً!
ما هو جديد دائماً هو طريقة تناول للفكرة؛ فمثلاً فيلم "بولترجايست" لستيفن سبيلبرج ما هو إلا قصة اختطاف طفلة ومحاولة أهلها إعادتها سالمة، ولكن الفرق هو أن المختطفين هم أرواح معذبة لا تدري أنها انتقلت إلى العالم الآخر ومنجذبة لقوة الحياة في هذه الطفلة... أطلق العنان لخيالك المبدع ووجهه في اتجاه مثمر وصحي.
أما من ناحية الفصام فمن أعراضه أيضاً سماع أصوات وهلاوس بصرية يرفض المريض تصديق أنها من عقله الباطن وقدراته الإبداعية ويصرّ على أنها حقيقية ومن مصادر تريد به السوء لسبب لا يعرفه، ولكنه كثيرا ما يخترع سبباً مثل أنه يمثل قوى الخير ولذلك تحاربه قوى الشر والسحر والتي تعلم بأهميته للعالم وتريد أن تحول دون أن يتحقق الخير والشفاء للعالم على يديه... أعتقد أنك بعيد جداً عن هذا.
وفقك الله وإيّانا لما فيه الخير والصواب.