أخاف من الغيرة جداً ولا أدري ماذا أفعل..؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، جزاكم الله خيراً لكل ما تقدمونه، لقد استفدت كثيراً من هذا الموقع الكريم ومن الاستشارات خاصة.
أنا فتاة عمري 28 سنة، نحن خمس أخوات وأخ واحد، ترتيبي هو الرابع بينهم، ووالدتي متوفاة منذ 6 سنوات تقريباً. كانت رحمها الله هي عصب البيت كما يقولون ليس لقوة شخصيتها إنما لأن والدي لا يحب تحمّل المسؤولية والتي أجبر عليها بعد وفاتها رحمها الله، لكنه لم يتحملها كلّها فقد أوكل لي بكثير منها لأني وقتها لم أكن أعمل وإنما أتابع دراسة في معهد لحفظ القرآن بعد تخرجي من إحدى كليات القمة -كما يقولون-، لكني لم أعمل بمجالها، ومنّ الله سبحانه وتعالى عليّ وختمت الحفظ وانطلقت في تعلّم علوم القرآن وتعليمه، لذلك ذكرت أني معلمة، فأنا معلمة قرآن للأطفال والكبار.
المهم وجدت أني أحمل عبئاً كبيراً -وذلك بشهادة والدي وإخوتي-؛ فأختي الكبرى متزوجة، والثانية ليست كذلك ولكنها لا تتحمل المسؤولية ولا تحب المشاركة في شيء منذ صغرها، والثالثة -التي هي وأختي الكبرى قريبتان لي- تزوجت بحمد الله منذ عامين بعد تجربة خطوبة لم يقدر لها النجاح، وإن كانت استمرت لفترة ثم منّ الله عليها بزوجها الذي أحسبه على خير، لكن كنت يجب أن أكون أمها و أختها، ووجدت نفسي في موقف لا أحسد عليه من حيث التجهيز والفرش وما يصاحب ذلك من أشياء ومستلزمات، إلى استقبال الضيوف وتحضير الولائم، وكنت أشعر بعبء ثقيل، ولكن الحمد لله فهو سبحانه من ييسر الأمور، وكانت لي خالتي التي هي توائم أمي رحمهما الله، لقد كانت تهوّن عليّ كثيراً، وهي متزوجة من عمي لذا فأبناؤهم بمثابة الأخوة لنا. ثم هناك أخي الذي يصغرني بعامين وقد تزوج، وأيضاً كان يريد أمه، وإن كان توقيته بعد فترة قصيرة من وفاة خالتي وولادة ابنة خالتي التي استلزمت أن أكون بجانبها في هذا الوقت، فهي بنت وحيدة مع ثلاثة أولاد.
أين المشكلة؟ المشكلة أنه تقدم لي حتى الآن خطّاب كثيرون إلى حد ما، وهو ما كان يزعجني ولا أدري لماذا! غير أني مع أكثر من واحد يتقدم أجدني أشعر أن ليس هذا الشخص، وأحياناً أشعر بهذا الشعور قبل أن أراه، أو أشعر بالضيق أثناء المقابلة مع أنه قد لا يكون بهذا السوء، وكثيراً ما يظهر منهم القبول أثناء المقابلة ولكن لا أدري ما يحدث لي! هذا الشعور ليس دائماً، فهناك من تقدم لي وارتحت له كثيراً وقد أكون تعلّقت به لفترة ولكن لم يحدث النصيب بالرغم من ارتياحه هو أيضاً، لكن قدّر الله وما شاء فعل.
منذ أكثر من عام تقدم لي ابن خالتي وهو ابن عمي في نفس الوقت، وهو على خلق ودين وصلة القرابة بيننا وثيقة، وعرفت من ابنة خالتي أنه يريد التقدم لي منذ فترة ولكن خالتي رفضت لحبها الشديد لي فخافت أن أرفض لأنه متزوج ولديه أطفال صغار، ولكنه على غير وفاق معها دائماً، فخلق زوجته ليس جيداً على مرآى جميع من يعرفها -ومع ذلك فعلاقتي معها جيدة إلى حد ما-، وهو لن يطلق زوجته خوفاً على الأطفال وهي لن تطلب الطلاق، ولأنه أيضاً يتقدم لي من يفوقه وهي ترى ذلك فخافت أن أغضب أو أن أبتعد عنها وهي من تعتبرني بمثابة الابنة لقربي الشديد وصلتي بهم قبل وفاة أمي وبعدها، فقد أحبها جداً وأحب الجلوس معها ومع عمي، وسافرنا معاً كثيراً، ولذلك كانت تلمح فقط ولكني لم أعرف وقتها فتحدثت معي بعد ذلك أخته، ونحن مقربتان جداً ولم يمضِ على وفاة خالتي سوى مدة قصيرة، وجدتها تحدثني ثانية في الفترة التي كنت فيها معها بعد ولادتها.
وبالرغم من أني في المرة الأولى قلت لها أني لم أرتح في الاستخارة وحكيت لها ما رأيت، ولكنها طلبت من أن أفكر ثانية وأن هذا الموضوع بيننا، ولكني وجدت أن كثيرين يعلمون ويحاولون التأثير عليّ منهم: عمتي بالتلميح وزوجة عمي الآخر بالتصريح، حتى عمي الذي ينزلني بمنزلة الابنة وهو أيضاً قريب لي ويعلم حبي له كوالدي... وتكرر فتح الموضوع وأغلقه، وكان عمي قد خصص له شقة أخرى ليتزوج فيها ثانية وعرف الجميع بذلك، حتى أن والدي أخبرني بهذا وكان مقتنعاً أن ابن عمي لا بد له من الزواج بسبب زوجته، لكن دون أن يعلم وقتها أنه يريدني.
كنت أشاور أختيّ المقربتين وأخي الذي رأى أنه مناسب وعلى خلق ودين ومريح بالرغم ممن يراهم يتقدمون لي، وبعد فترة من المحاوارات انتهيت إلى أن هذا الارتباط سيكون صعباً عليّ نفسياً فرفضت رفضاً قاطعاً، وأخبرت ابنة خالتي بألا تفتح معي الموضوع نهائياً مرة أخرى ودعوت الله أن يرزقه الزوجة الصالحة، بالرغم من أن زوجها أيضاً كان يلح عليّ ويقول لي لو أن له أختاً مثلي ليست متزوجة فسيكون هو من يعرض عليه زواجها، وللعلم فهو كان يرشح لي كثيراً من أصدقائه.
المهم أن بعد ذلك ابنة خالتي احترمت مشاعري، وعندما نتحدث أو نتقابل لم تعد تتطرق إلى هذا الموضوع ولكنها تلمح وسط الحديث معي أو مع أختي الأخرى عن الموضوع، وهو إلى الآن لم يتزوج بالرغم من إلحاح عمي عليه، وهو لن يتزوج أخرى ما دامت هذه الأخرى ليست أنا- هذا ما عرفته عندما سألتها في إحدى المرات عندما كانت تتناقش معي في أسباب رفضي، فقلت لها: "لماذا لم يتقدم إلى غيري؟" فقالت أنهم عرضوا عليه كثيرات وذلك أيضاً في حياة خالتي ولكنه رفض أن يتقدم إلا لي، وانه إذا لم يتزوجني فلن يتزوج بأخرى، وهذا كان أحد الأسباب القوية التي جعلتني أرفضن فقد خفت على أولاده أن يتأثروا وقلت لن أكون سبباً وإن كان من يكلمني يكاد يجزم أن أولاده سيتأثرون بالإيجاب ولكني خفت من الظلم.
المشكلة الآن أني أفكر فيه أنه مناسب ديناً وعقلاً مقارنة بكثيرين ممن أراهم، وهو يحبني جداً وهذا ما دللت عليه الأيام، وقد عرفت أنه فتح الموضوع قبلها بعامين لكنه أُغلق لِما ذكرت، فأجدني أحياناً أقول ولمً لا؟ فزوجة ثانية سيترك لي وقتاً لعملي الدعوي خصوصاً أني أعرفه منذ الصغر، ولكني أخاف من الغيرة جداً ولا أدري ماذا أفعل؟ أختي الكبرى ترى أني أستحق من هو أفضل، وأختي الثانية رحبت أول الأمر ثم بعد حضورها الكلام مع ابنة خالتي وسماعها لردي لا تعرف! ووالدي عندما تحدثت معه أني من يريدها قريبي زوجة له رفض بالرغم من رؤيته لضرورة زواجه، فهو يرى أن يتزوج أرملة أو مطلقة. أعلم أن والدي قد يقتنع بعد فترة أو يوافق لموافقتي فهو في النهاية لا يريد إلا سعادتي، وليس لي أحد آخر أستشيره غيركم، فهلا ساعدتموني؟ جزيتم خيراً.
علماً أن ما يحدث من كلام في حدود الشرع فأنا منتقبة منذ ما يقارب ثلاثة أعوام والحمد لله، وعندما تجتمع العائلة يكون للرجال مجلس وللنساء مجلس، وإن كنا نجتمع سوياً أحياناً كأخوة ولكن لا يراني إلا بالنقاب، ولا تحدث أقوال خارجة والحمد لله. أعرف رأي الدين في مشكلتي من حيث أنه لا مانع شرعاً، ولكني أرغب في رأي الأم التي لا أجد لها بديلاً والتي أحياناً أقول أنها لن ترضى لي ان أكون زوجة ثانية.
أعتذر على الإطالة، لكن هل يمكن الرد على البريد الإلكتروني؟
وإذا تمّ نشر المشكلة فأرجو حجب أغلب التفاصيل، وجزاكم الله خيراً.
05/07/2009
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
سؤالك يا "هبة" حيّرني، ليس لصعوبته ولكن لأنك طلبت رأي الأم فيه، وبما أن ابنتي لم تصبح بعمر الزواج بعد فسأضع نفسي مكان أختك الكبرى فأعطيك رأيي.
لا شك يا أخيتي أن فيك من الخصال ما يحبب هذا الرجل فيك وغيره أيضاً، ولا شك أن أمامك فرصة كبيرة لانتقاء ما يرضيك من شريك الحياة، ولكن دعينا نتكلم بشكل منطقي بعيد عن العواطف:
1 - أنت تعرفين ابن عمك ومتأكدة من أخلاقه وسلوكه وهذا غير متوفر تقريباً تجاه أي شخص آخر.
2 - الزواج مسؤولية والتزام، وفعلاً زواجك منه قد يتيح لك الفرصة أن تستمري بالعمل في حفظ القرآن وتحفيظه.
3 - لا أخشى عليك من حسن المعاملة لأبنائه فما دمت توقنين أن الله مطلع عليك فلن تسيئي معاملتهم أبداً
ولكن:
لا شك أن هذه الأسباب لا تكفي إن لم تجدي في نفسك القدرة على تحمل الغيرة وهذا لا يمكن أن يحدده أحد إلا أنت، إضافة إلى ذلك لي رأي شخصي في جملتين ذكرتهما، الأولى: أنك تشعرين فيمن تقابلينهم من الخطاب أنه ليس الرجل المناسب وذلك لأن نصيبك لم يأتِ بعد، وهذا أمر طبيعي وستشعرين حين يحضر زوج المستقبل أن الأمور تسير بتيسير عجيب، فليس هذا مؤشر لشيء، أما بالنسبة لكونه لا يقبل الزواج من أخرى طالما ليست أنت فهذا شأنه هو ولا تدعي ذلك الأمر يسبب ضغطاً عليك بل انظري في مصلحتك، فالزواج ليس مشواراً يذهبه الإنسان يساير به أحداً، بل هو حياة طويلة بحلوها ومرها ومن المؤكد أن مصلحته فيها أهم من مصلحة أي شخص آخر كائناً من كان.
صديقتي،
لا أحد سواك يستطيع اتخاذ القرار وعليك أن توازني بين إيجابيات الزواج منه وسلبياتها وتتخذي قرارك عقلياً بنفسك طالما أنك استشرت كل هؤلاء.
أدعو الله تعالى أن يهديك لما فيه رشدك ومصلحتك وخيري الدنيا والآخرة.
وتابعينا بأخبارك وما أقدمت عليه، وفقت لكل خير.
اقرئي على موقعنا ملف: زواج ثاني
وفيه:
الشقاء الذي نطيق
عريس مناسب.... لكنه متزوج؟؟؟