ساحر الصحراء ..!؟
يا جماعة أنا لم أخلق الوحدة في نفسي! ليس هناك من يرغب في مصاحبتي؛ الجميع يريد المصلحة مني وفقط! وحين بدأت أنشط في الجامعة وأحاول أعقد صداقات رجعت أقعد في البيت ثانية لأن استيعابي ضعيف جداً، أذاكر من أول السنة لآخرها لأنجح بصعوبة بالغة وليس لأحصل على تقدير. من أين يأتيني الأمل وأنا أذاكر وحدي ليل نهار وأنجح بشق الأنفس ولا أرفّه نفسي أبداً؟! لست من النوع الخجول، فقد قابلت 100 بنت وأكثر وفعلاً لم تقبلني أيّاً منهن بسبب شكلي الذي يوحي بصغر سني على الرغم من أني في 25 من عمري، وبسبب ظهري، وكل هذا... وأما عن العادة السرية؛ فماذا تنتظر من شاب يعاني الوحدة كل ما يفعله هو المذاكرة ولا يوجد أي مساحة للترفيه لديه؟!.
لقد ذكرت لي مثالاً وحيداً، إذن هي حالات قليلة، ومعنى كلامك أني سأظل أصارع الدنيا لأحصّل أقل حق لي يحصل عليه إنسان عادي بسيط من غفير معارك! يعني سأدخل في معارك وأتحدى واقع 100 مرة وقد أنجح أو لا أنجح، فأين السهولة في الأمر؟ لا أفهم، يعني مثلاً خلقت نفسي بكل هذه المشاكل؟! وكلام حضرتك عن أني يجب أن أحارب لأصل لأقل نتيجة بأكبر مجهود في حين أن الأشخاص الطبيعيين يصلونها بأقل مجهود. لا أدري، هل حلّ مشكلتي أن أظل أحارب في الدنيا؟ لا تقل أن الكل لديه مشاكل، صحيح لكنها لا تصل لهذه الدرجة، معظم الناس مشاكلها عادية وخاصة الشباب، أمّا مشاكلي فهي من النوع الفردي. معنى كلامك أني إمّا أحارب أو يحكم عليّ بالإعدام في حياتي والعوض من الله وأنتظر الموت! لا أفهم! أنت ترى المشكلة بسيطة، وأن تلك الحرب أمر سهل!! بصراحة أنا احترت!.
27/5/2009
ثم أرسل بعد ذلك يقول:
أرجوك يا قارئ الرسالة أن تهتم بحل المشكلة بذكر أمثلة، وشكراً. تحمّلني أرجوك، أنا مرضت وسقمت بسبب الوحدة، ما الحل الآن لأخرج من الوحدة؟ هل أمشي في الشارع وأطلب من الناس أن يصاحبونني؟ وإن كان هناك من حل وبدأت أتعرّف على الناس، كيف أتعامل معهم؟ حتماً سيلاحظون عليّ أموراً غير طبيعية، مثلاً حين نذهب لأي مكان سيجدونني أجهل كل ما يتعلق به، كما أن المصطلحات الشبابية وأنواع السيارات والهواتف الجوّالة والتعامل مع البنات وغيره... سيجدون أني صفر! ماذا أفعل؟ لا يوجد حلّ في الطب النفسي، لا حلول! والطامّة حين يعرفون سنّي ولم أكوّن بعد علاقات، وسيلاحظوا أن ليس عندي أصحاب، أأقول لهم أني خائب، أم أشرح لهم عقدي النفسية؟ عندما يعرفون أن سني 25 سنة، وأني توّي بدأت التعرّف في حين أن من في سنّي ملّ وضجر من العلاقات ويبحث عن الاستقرار،
متى سأصل لكل تلك المراحل؟
ما الحل يا أيها الأطباء النفسيون؟!.
17/7/2009
رد المستشار
يبدو أن الإنسان أدمن الضحك على نفسه ومن نفسه!؛ خمسة وعشرون عاماً تتقوقع داخل نفسك بمحض إرادتك، وتتلذذ بعقدك النفسية سواء حقيقية أو مزيفة، وتتعايش مع جهلك المتعمد لكيفية التواصل مع البشر والحياة، ثم تقف الآن في وسط الطريق تنادي على أطباء النفس وأنت تقول لهم بلسان حالك أنكم غالباً ستفشلون، وغالباً لن يكون عندكم حلولاً، وأروني ماذا ستفعلون معي على أنه إذا فكر أحد منكم في أن يتحدث بشيء فليتحدث بشكل تفصيلي وبأمثلة مع الأخذ في الاعتبار أن تردوا على تساؤلات البشر -على اعتبار ما سيكون في تصوراتك-، وحين يأتي في رأسهم السؤال البديهي والمتوقع جداً عن مدى جهلي كيف صار ولماذا وصلت لهذه الدرجة!!.
والأطباء النفسانيون ليسوا في الحقيقة فئة من البشر تلعب لعبة البيضة والحجر، وليسوا أصحاب كرامات وقدرات خارقة للعادة، وكذلك ليسوا المساندين لمن لا يرغب في مساندة نفسه أولاً وبصدق، وإن كنت نويت حقاً أن تلقي دثار الوحدة والخلل عندك الذي تخفيت تحته منذ زمن، فلتكن رجلاً "كفاية" لهذه الخطوة، وتحدثنا عن حياتك وعن أهلك وعن مشكلاتك وعن مشاعرك وعن دراستك وعن كيف تقوقعت كل تلك السنوات ولم تخرج بأحد يؤنسك في تلك الحياة لمدة عشر سنوات سابقة على الأقل بشكل من التفصيل، وليس مطلوباً منك أن تكون على قدر من النظام والقدرة على الكتابة أو الترتيب فهذا هو عملنا نحن، مطلوب منك فقط إن كنت حقاً تريد أن تساعد نفسك أن تتحدث حديث الراغب في العلاج، أما الصراخ والعويل في وسط الطريق فدعه لمن لا ينوي التغيير ولكنه يضحك على نفسه ببعض الصرخات التي يوجهها لغيره وكان هو الأولى بها.
وإن كنت أرى أن معظم مشاكلك عائد لمفاهيم عششت في رأسك تحتاج لتعديل فوري لأنها بهذا الشكل تؤثر عليك بشكل قوي لا لسبب غير أنها غير صحيحة، كفكرة الاستغلال، والشكل، والتحصيل الضعيف، وعلاقة سرعة القذف بالعادة السرية، والحرب، ومواجهة الجهل المكاني.... الخ، هل ستتحدث أنت بأمثلة أم ستكتفي بما تفعل، ثم تتهمنا نحن بأننا نقول إن لم تحارب وتقاتل 24 ساعة في الـ 24 ساعة فلتنتظر الموت أفضل؟!.