السلام عليكم،
بلا إطالة، مشكلتي تتلخص في أني حين أتابع فيلماً أو مسلسلاً -المسلسلات خصوصاً- أو أقرأ قصص عبارة عن سلاسل كالرجل المستحيل مثلاً، أظل أتخيّل نهايتها وأتوقعها وأفكر في أحداثها طوال الوقت، وخصوصاً الرومانسية منها أو بالأحرى القصص الرومانسية المعذبة! وللأسف هذا يؤثّر عليّ وعلى تركيزي، ولا أتخلص من مسلسل معين إلا بعد وقت طويل أو عندما أتابع مسلسلاً آخر.
وقد تطور الأمر معي؛ فأنا أتابع إحدى الرياضات الفردية عبر التلفاز وفي البطولات المهمة أظل أفكر في اللاعبين والمباريات والنتائج كالمسلسلات!
وعلى فكرة، مشكلتي هذه معقدة جداً جداً لأنها تحرمني من التركيز، وكانت تؤثر على مذاكرتي جداً، فكنت كلما أذاكر -أنا متخرجة من كلية نظرية- أفكر في المسلسلات وحكايتها بدلاً من قراءة الكتاب، ولا أستطيع السيطرة على نفسي. ومع أني أنهيت الدراسة إلا أني ما زلت غالبية وقتي أفكر في هذه السخافات وأعجز عن السيطرة على نفسي، ولا أسعد إلا ساعة عرض المسلسل وإلا شاهدت حلقاته على النت، وأعيد وأزيد فيه لا أدري لماذا؟.
للأسف، تأثر قيامي بالواجبات الدينية بسبب ذلك، وتأثرت علاقتي بأسرتي أيضاً، فأنا لا أساعدهم إلا قليلاً جداً لأن وقتي كله في التليفزيون والنت. أتمنى التوقف عن عادة التفكير هذه، وأن أسيطر على تفكيري وأفكر في نفسي وفي مستقبلي قليلاً، وأفكر في الأشياء المهمة وأبتعد عن التفاهات.
على فكرة، أنا دائماً أركّز على القصص العاطفية والتضحية والكآبة في المسلسلات والقصص أو اللحظات البطولية في المباريات، وأظل أفكر فيها وأتخيل ما سيحصل، لدرجة أن المسلسل بنتهب وأستمر أنا في التفكير في مشاهد فيه من تأليفي أنا غير التي عرضت، بالرغم من أني لم أحاول مطلقاً تأليف قصص مثلاً، يا ترى هل هناك حل؟.
18/08/2009
رد المستشار
الست "ندى"، السلام عليكم؛
قد تكون مشكلتك نابعة من الفراغ والوحدة، وكنت أتمنى أن تذكري تفاصيل أكثر عن واقعك العائلي وعلاقتك بأفراد أسرتك، وهل كنت سعيدة في طفولتك ومرحلة المراهقة؟ وهل كنت في تلك المرحلة قادرة على التعبير عن مشاعرك؟ وهل أنت إنسانه لها علاقات اجتماعية؟
وأود أن أوضح أن أحلام اليقظة هي ممارسة متكررة في مرحلتي الطفولة والمراهقة ثم تقل بعد ذلك بالتدريج، وقد تكون ممارسة مفيدة يستخدمها الشخص في مواجهة قسوة الحياة التي يحياها، لكن إن زادت عن حدّها تحولت إلى اضطرابات في عدة محاور منها ما يسمى الخيال المرضي، ومحور ضعف الثقة بالنفس والعجز في القدرة على التركيز أو مشكلة عاطفية.
وقد تكون في هذه الخيالات تعويض عن فقدان الأمان والتقدير، وفيها أفكار ليس لها مكان في الواقع، وبذلك تقفز في عالم الخيال. تعطينا أحلام اليقظة فكرة عن طموحاتنا وأهدافنا، وما نراه من عيوب داخلنا ونود تغييره. إن واحدة لها قدراتك بإمكانها تدوين ما تمرين به للابتعاد عن الإحباط بهذه الصورة، يصبح الخيال –كما هو أصلاً- نعمة وليست معيقاً. أما سوء فهم ذلك أو الاستسلام للأحلام يؤدي بك إلى أمور سالبة قد تحتاج إلى عون متخصص كالطبيب النفساني.
واقرئي أيضًا على مجانين:
هل أحلام اليقظة تتعب الدماغ؟
أحلام يقظة أخي المفرطة أتعبتني
بين حديث النفس وأحلام اليقظة
أحلام اليقظة: أريدها وأرفضها
أحلام اليقظة الممتعة: طبيعية بشرط
أحلام يقظة أم وسوسة؟
أحلام يقظة مفرطة: مفتوحة كل الاحتمالات