السلام عليكم،
أود أن أشكركم على الاهتمام بمشاكل القراء.
مشكلتي تعود إلى ما قبل 12 سنة حين بدأت أولى بوادر الخوف والقلق المرضي وأصبحت تعاودني كلما وضعت في موقف مقلق... أصبحت أخاف وأقلق وتتوتر أعصابي لأتفه الأسباب وتتطور إلى خوف مرضي يعيق حياتي الاجتماعية والأسرية....
استشرت أطباء لم يكتبوا أي دواء سوى بعض النصائح السلوكية التي نفعتني لكن لم ترجعني إلى وضعي الطبيعي.
استشرت طبيبا في الوقت الحالي وكتب لي دواء سيبرالكس نصف حبة أول أسبوع ثم حبة كاملة بعد ذلك. أشعر بتحسن ملحوظ بعد مرور 20 يوم على العلاج ولكن بدأت مشكلة الأرق عندي منذ زيادة الجرعة إلى حبة كاملة. لدي عمل وأسرة وأنا لا أريد أن يؤثر ذلك في.
سؤالي: هل ستستمر مشكلة الأرق معي ما دمت على سيبرالكس أم أنها ستنتهي تدريجيا؟
أرجو طمأنتي لأني محبطة إن الدواء الذي بدأ ينتشلني من القلق أدخلني دوامة الأرق.
14/09/2009
رد المستشار
فتح الله عليك يا مس بغداد أحسنت التعبير عن مشكلة الأيام الأولى لاستخدام عقاقير الم.ا.س.ا مثلما أوضحنا من قبل في ردنا القديم: قلق الم.ا.س.ا ومضادات القلق حيث يشعر المريض بأن العقَّار الموصوف ليخرجه من القلق والضيق والأرق إنما يسبب له حالة من الاستثارة والاستفزاز وزيادة في القلق وغالبا أيضًا أرق وهو ما يجعل كثيرين من الأطباء النفسانيين يصفون مضادا للقلق في بداية العلاج بمعظم عقاقير الم.ا.س.ا لمدة أسبوع أو أسبوعين... ولكن كل هذا القلق الناتج عن استخدام عقاقير الم.ا.س.ا غالبا عابر إن شاء الله يا مس بغداد، فلن تستمر معك مشكلة الأرق في أغلب الأحوال وحتى لو استمرت فإن الرجوع إلى جرعة 5 مجم واستكمال العلاج ممكن أيضًا... وجديرٌ بالذكر أن كلا من عقاري الفلوفوكسامين Fluvoxamine والإيستالوبرام Escitalopram (السيبراليكس) يعتبران من أقل عقاقير الم.ا.س.ا المسببة لهذا النوع من الأثر الجانبي ولكن يبدو أنك حساسة أكثر من اللازم وهو ما يعني في رأيي أن جرعة أصغر ستكون مفيدة وبدون آثار جانبية.ورأيي شخصيا بالتأمل في المشكلة التي تذكرين هو أن الأنسب لك أن تعودي إلى جرعة نصف قرص سيبراليكس... ثم البحث عن من يستطيع مساعدتك في تطبيق برنامج علاجي معرفي سلوكي كامل متكامل وبمساعدة من معالج أو معالجة متدربة وليس مجرد نصائح تشبه الأقوال المأثورة التي نعجز عن تطبيقها كثيرا..العلاج المعرفي السلوكي الناجح هو الذي يصل بالمريض بعد استكماله بإذن الله لا إلى حالته قبل المرض بل إلى حالة أفضل منها لأنه يكون قد تعلم كيف يصون نفسه من خطر الانتكاس مرة أخرى... فإذا كانت النصائح السلوكية التي تتحدثين عنها لم توصلك إلى حالتك قبل المرض فهي إذن ناقصة ودون المطلوب فعليا بكثير.. اطلبي من طبيبك المعالج إذن أن يرشدك إلى من يجري معك التجارب السلوكية اللازمة ويساعدك على تغيير أفكارك التلقائية السلبية وربما افتراضاتك المعيقة أو قناعاتك الراسخة… فلا شك أن اثني عشر عاما من المعاناة مع القلق تنتج كثيرا من هذه الأفكار المراد تغييرها….. أي يرشدك إلى من يطبق علاجا معرفيا سلوكيا كاملا إضافة إلى عقار الم.ا.س.ا في جرعة أكثر مناسبة لك
وتابعينا بأخبارك.