سلام،
R03;
1) من المعروف أن من سمات الشخصية الوسواسية: فقر العاطفة والوجدان. سؤالي هو: هل طفولة وعائلة مريض الوسواس القهري (أو لنفترض صاحب أي شخصية وسواسية وليس مريضاً بالوسواس القهري) انعدم فيها تقريباً جو المحبة والعاطفة، وتفشّت المشاكل اليومية والكراهية والأزمات؟ هل هي من الأسباب الرئيسية لفقر هذا المريض من الناحية الوجدانية والعاطفية وقدرته على الحب الصادق الذي يبحث عنه ولا يجده (لأنه حب مثالي ودائماً حسب مفهوم الكمالية في مرض الوسواس القهري)؟.
2) أنا شخص أحب الفلسفة وعلم النفس وكل الأمور غير المادية، أتفلسف كثيراً أمام أصدقائي، لي "نظريات" وأفكار ومبادىء متقدمة ومميزة كثيراً عن الناس، وعادة ما أفتخر بها... إنني مصاب بالوساس القهري، وقد قرأت أن من سمات مريض "الشبه فصامي" هو الفلسفة، علماً أن فلسفتي وانفتاحي في عالم الأفكار المتقدمة هي عادة ضد المجتمع، وحسب المنطق قد تبدو صحيحة لبعض الناس. هذه الأفكار بدأت بالتزامن مع إصابتي بالوسواس القهري، علماً أنني أستمتع بالفسلفة وأحب هذا العالم. أريد أن أعرف: هل الفلسفة التي أستمتع بها هي عارض للوسواس القهري أو أي مرض آخر، أم هي فعلاً سمة من شخصيتي التي أتمتع بها وبالصدفة بدأت بالظهور تزامناً مع بداية الوسواس القهري؟.
3) هناك شذوذ جنسي غير مرغوب، بيدوفيليا غير مرغوبة، ما قصتها؟ ولماذا يوصف المصابون بها بالمنحرفين؟ ألا يخطر على بالهم أن هذا "المنحرف" يرفض مرضه ويسعى جاهداً للمقاومة؟ ثم إن كل التركيز الإعلامي في هذا الموضوع على المصابين الذين يقبلون مرضهم ويرضون به ويتعدون على الصغار؟.
4) أحس أنني أريد كل بنات العالم لأحبهم! فبعد التغلغل في علم النفس العيادي والطب النفسي، وجدت أن هذه الحالة تدعى "الفراغ العاطفي"، ما قصتها؟ وأرجوك لا تقل لي الحل بالرياضة، لأنني أعتقد أن الحل أعمق من أن يكون مجرّد رياضة.
5) ما مشكلة حبّي للطقس الماطر؟ فهو يمثل لي الأمل والسعادة والمستقبل، أما إذا أشرقت الشمس فهو انعدام الأمل وعسر المزاج والاكتئاب والتشاؤم!.
6) أنا شخصياً مهتم بعلم النفس العيادي والطب النفسي، لقد قرأت القليل عن التنويم الإيحائي أو المعروف بالمغناطسي، أريد أن أعرف: هل يمكن لأي شخص تعلّم التقنية وممارستها؟ وهل من الممكن أن تشرح لي بعض التقينات لكيفية ممارستها؟ وهل ممكن للمنوّم أن ينوّم نفسه؟.
شكراً جزيلاً،
وأهنئكم على هذا الموقع.
14/09/2009
رد المستشار
صديقي،
سوف أرد على أسئلتك في صيغة "س" و"ج":
س1: من المعروف أن من سمات الشخصية الوسواسية: فقر العاطفة والوجدان. سؤالي هو: هل طفولة وعائلة مريض الوسواس القهري (أو لنفترض صاحب أي شخصية وسواسية وليس مريضاً بالوسواس القهري) انعدم فيها تقريباً جو المحبة والعاطفة، وتفشّت المشاكل اليومية والكراهية والأزمات؟ هل هي من الأسباب الرئيسية لفقر هذا المريض من الناحية الوجدانية والعاطفية وقدرته على الحب الصادق الذي يبحث عنه ولا يجده (لأنه حب مثالي ودائماً حسب مفهوم الكمالية في مرض الوسواس القهري)؟.
ج1: نعم هي قد تكون من الأسباب ولكن ليست بالضرورة أن تكون هي السبب أو أحد الأسباب، من الممكن أن يتمتع المرء بطفولة رائعة وعائلة جميلة ومع ذلك يعاني من الوسواس القهري، والعكس صحيح تماماً. بالمناسبة، كيف عرفت أن ما بك هو وسواس قهري؟ وما هو العرض الأساسي والفكرة المسيطرة؟ من الذي شخّص حالتك؟ وكيف وصل إلى هذا التشخيص؟.
من ناحية أخرى، ما هو تعريف الحب المثالي؟ مثالي بالنسبة لمن؟ ما هي سماته؟ وهل أنت قادر على إعطاء الآخر ما تطلبه أنت في هذا الحب؟.
س2: أنا شخص أحب الفلسفة وعلم النفس وكل الأمور غير المادية، أتفلسف كثيراً أمام أصدقائي، لي "نظريات" وأفكار ومبادىء متقدمة ومميزة كثيراً عن الناس، وعادة ما أفتخر بها... إنني مصاب بالوساس القهري، وقد قرأت أن من سمات مريض "الشبه فصامي" هو الفلسفة، علماً أن فلسفتي وانفتاحي في عالم الأفكار المتقدمة هي عادة ضد المجتمع، وحسب المنطق قد تبدو صحيحة لبعض الناس. هذه الأفكار بدأت بالتزامن مع إصابتي بالوسواس القهري، علماً أنني أستمتع بالفسلفة وأحب هذا العالم. أريد أن أعرف: هل الفلسفة التي أستمتع بها هي عارض للوسواس القهري أو أي مرض آخر، أم هي فعلاً سمة من شخصيتي التي أتمتع بها وبالصدفة بدأت بالظهور تزامناً مع بداية الوسواس القهري؟.
ج2: الفلسفة لا علاقة لها بالمرض، أي أنها لا تسببه ولا تكون من سماته، وشبه الفصامي يتحدث حديثاً فلسفياً ولكنه سطحي ودون فهم عميق لأي شيء يقوله، وإلا لطبقه في حياته ولما كان فصامياً أو شبه فصامي!.
مرة أخرى، ما هو وسواسك؟ وكيف يصاب الإنسان به؟ إنه ليس فيروساً أو بكتيريا قد تصيب الإنسان ولكن الوسواس ينتج عن أفكار يصنعها المريض ويكررها ويؤكدها ويصارع لكي يتخلص منها، ولكن كل هذا هو تمويه أو ستار دخاني يخفي وراءة فكرة مخيفة؛ ما هي أكثر فكرة مخيفة أو مثيرة للفزع إذا ما اكتشفتها عن نفسك؟ أتكره أمك؟ أباك؟ الله؟ أتريد ارتكاب جريمة أو فاحشة؟ ما هو خوفك؟.
س3: هناك شذوذ جنسي غير مرغوب، بيدوفيليا غير مرغوبة، ما قصتها؟ ولماذا يوصف المصابون بها بالمنحرفين؟ ألا يخطر على بالهم أن هذا "المنحرف" يرفض مرضه ويسعى جاهداً للمقاومة؟ ثم إن كل التركيز الإعلامي في هذا الموضوع على المصابين الذين يقبلون مرضهم ويرضون به ويتعدون على الصغار؟.
ج3: %0.3 من أي مجتمع مرضى بالبدوفيليا، وهي لا علاقة لها بالتدين أو بالمستوى التعليمي أو الاجتماعي، وتعرف بأنها "انحراف" في التوجه والتفكير والممارسة الجنسية، وبالتالي فمن يمارسونها منحرفون بغض النظر عن نيتهم أو معاناتهم أو قلة حيلتهم أو كيف نحس تجاههم.. هم مرضى ومرضهم هو الانحراف الجنسي وهو مرتبط بالتطور الجنسي أثناء الطفولة. أعتقد أن البدوفيليا هي مزيج من الرغبة في الحب الطاهر البريء والرغبة في التخلّي عن مسؤولية الحب الحقيقي. التغطية الإعلامية لا تتسبب في تفشي الظاهرة أو تشجيع هؤلاء المرضى على الاستمرار فيما يفعلون، لقد اختلقوا الأعذار لأنفسهم قبل وجود الإعلام، المسألة ترجع لقرون مضت وليست وليدة الحياة المعاصرة.
س4: أحس أنني أريد كل بنات العالم لأحبهم! فبعد التغلغل في علم النفس العيادي والطب النفسي، وجدت أن هذه الحالة تدعى "الفراغ العاطفي"، ما قصتها؟ وأرجوك لا تقل لي الحل بالرياضة، لأنني أعتقد أن الحل أعمق من أن يكون مجرّد رياضة.
ج4: الفراغ العاطفي هو الفراغ الناتج عن عدم وجود عواطف حقيقية أو عطاء حقيقي داخل الشخص، وبالتالي يأمل الشخص في وجود شخص آخر ليملأ هذا الفراغ ويلهيه عن أن يواجه نفسه ويقرر مصيره ويكون مثالاً آدمياً جيداً في المجتمع البشري. ومن ناحية أخرى يرغب الشخص في كل من هم من الجنس الآخر لأنه لا يقدر على الالتزام ويتستر وراء سؤال "ماذا لو كان هناك ما هو أفضل؟" أو مقولة "أحبهم جميعاً"، وبالطبع هناك دائماً ما هو أفضل. الرياضة ليست هي الحل ولكنها أحد جوانب الحل إذا ما مارستها كنوع من الحب والرعاية والعناية نحو نفسك أولاً. الحل أيضاً له جوانب أخرى مثل أن تقرر ما هي صفات شريكة حياتك المثالية وماذا تتطلب هذه الصفات من صفات فيك أنت؟ ما الذي ستعطيه أنت في هذه العلاقة تحديداً؟ ماذا ستفعل حين الاختلاف في الرأي؟ هل تحب نفسك حتى تقدر على حب شخص آخر؟.
س5: ما مشكلة حبّي للطقس الماطر؟ فهو يمثل لي الأمل والسعادة والمستقبل، أما إذا أشرقت الشمس فهو انعدام الأمل وعسر المزاج والاكتئاب والتشاؤم!.
ج5: هذه مسألة تفضيل شخصي لمعنى اخترته أنت.. قد يكون الطقس الماطر وسيلة جيدة لعدم فعل أي شيء أو الاحتكاك بالحياة وبالآخرين.. ومن ناحية أخرى، المطر هو رمز للحياة كما هي الشمس، من الذي ألصق المعاني والأحاسيس المختلفة لكليهما إن لم يكن أنت؟.
س6: أنا شخصياً مهتم بعلم النفس العيادي والطب النفسي، لقد قرأت القليل عن التنويم الإيحائي أو المعروف بالمغناطسي، أريد أن أعرف: هل يمكن لأي شخص تعلّم التقنية وممارستها؟ وهل من الممكن أن تشرح لي بعض التقينات لكيفية ممارستها؟ وهل ممكن للمنوّم أن ينوّم نفسه؟.
ج6: نعم من الممكن لأي شخص أن يتعلم التقنية، أسهل التقنيات هي الاسترخاء التدريجي أو التفكير في هدف تريد تحقيقه وأن تمثله بداخلك بالحواس الخمسة كلها.. مثلاً تريد هدفاً، تخيل أنك قد حققته، ما الذي ستراه وتسمعه وتحسه وتتذوقه وتشمه في هذه الحالة.
وماذا أيضاً؟ نعم من الممكن أن ينّوم الشخص نفسه أو بمعنى أصح يوحي لنفسه أثناء الاسترخاء والتخيل المبلور.
أرجو أن أكون قد أضفت لمعلوماتك وأجبت تساؤلاتك.
وفقك الله وإيّانا لما فيه الخير والصواب.
واقرأ أيضًا:
العلاج الإيحائي (2)