السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
R03;
أشكركم على مجهودكم العظيم، فأنا متابعة لكم منذ فترة طويلة. مشكلتي هو موقفي من الناس؛ فأحياناً أشعر أني أكرههم جميعاً حتى المقربين لي من أهلي، ولا أرى إلا عيوبهم! حتى أصبحت أشعر بوجود حاجز بيني وبينهم، وأشعر بضيق شديد عندما أكون معهم -أحياناً أخرى أشعر أني فاقدة للإحساس وكأني جسد بلا روح-. عندما أكون في الشارع أو الكلية أشعر أن كل الناس تنظر إليّ وربما تسخر مني أو من شكلي! مزاجي متقلّب جداً، لكن في معظم الأحيان مكتئبة، ودائماً أعيش مع ذكرياتي الحزينة وأبكي كثيراً، وبدأت تراودني رغبة في إيذاء نفسي ولكن أتراجع لأني أعلم أن ذلك حرام.
أنا مترددة كثيراً، وأفكر طويلاً قبل اتخاذ القرار حتى وإن كان تافهاً. لا أشعر بالرغبة في فعل أي شيء، وهذا يقلقني لأن الدراسة على الأبواب. فكرت في الذهاب لطبيب ولكني خائفة جداً.
أرجو أن تعذروني إن كنت مشتتة ومضطربة.
أشكركم مرة أخرى، وجزاكم الله خيراً.
14/09/2009
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
كان الله في عونك وسدد خطاك. لست مشتتة كما تظنين، كما لا داعي أبداً للخوف من الطبيب النفسي فهو لن يؤلمك كطبيب الأسنان، ولن ينغزك بإبرة كباقي الأطباء ومع ذلك يمكنك في الزيارة الأولى اصطحاب أحد والديك أو صديقاتك لتشجعك فسطورك، تشير بحاجتك لمساعدة مباشرة أكثر من مجرد استشارة عبر الإنترنت.
سيساعدك في تقرير مدى ضرورة زيارتك للمختص معرفتك بأن الاضطرابات النفسية تشبه في جوهرها الانفعالات الطبيعية، ولكن تختلف عنها من بعض النواحي فمثلاً شعورك بالضيق ممن حولك طبيعي إن كان يتبع سلوكاً مزعجاً منهم ويزول بعد فترة مع زوال إزعاجهم لك، لكن إن كنت تجدين مشاعرك تطفو دون أسباب خارجية واضحة لك يتفق الناس على أنها مزعجة عندها تحتاج مشاعرك هذه لمساعدة مختص كي يضعها في نصابها الصحيح.
كما تتميز الانفعالات المضطربة عن الطبيعية بأنها شديدة القوة والتطرف ويصعب السيطرة عليها بالتفكير المنطقي لدرجة تعيق الإنسان عن القيام بمهامه في الحياة سواء كانت التركيز في الدراسة أو الانتظام في العمل، وهذه الإعاقة قد تكون بسيطة وقد تكون كاملة.
من الطبيعي أن نحزن ومن المتوقع أن يزورنا الحزن والألم في بعض جوانب حياتنا، ولكن حين يصبح الحزن ضيفاً ثقيلاً أو مقيماً مع أهل البيت تكون هناك حاجة أكيدة للاستعانة بطبيب نفسي وذلك إن كان لدينا بقية من سواءٍ نفسي يدفعنا للحرص على أنفسنا وينبهنا بأننا لسنا على ما يرام، فقد تكوني عبرت فقط عن أشياء نادرة الحدوث بسيطة التأثير في حياتك يمكنك تجاوزها مع زيادة ثقتك بنفسك وتعلمك التفكير بإيجابية، لكن الكلمة الأخيرة ستكون بعد المعاينة المباشرة فلا تؤجليها.
واقرئي أيضاً:
وحيدة ومكتئبة... مراجعة الطبيب فورا
شيماء.. والاكتئاب الجسيم
اكتئاب جسيم: أعراض سالبة؟
اكتئاب خاص جدا
اكتئاب مروة م