السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
بدأت المشكلة يا دكتور من قبل 5 شهور تقريباً حينما تخرجت من الجامعة وتم قبولي في إحدى الشركات في مدينة تبعد عن مديني بـ 3 ساعات واضطررت أن أسكن في مدينة عملي وكان هذا العمل الذي اشتغلت فيه قالوا لي أنك لابد أن تتعلم لغة أخرى غير لغتك العربية وهذا من شروط العمل فقلت لهم أعطوني مهلة حتى أتعلم اللغة.
عموماً اكتشفت أن هذه الشركة غير جيدة ومديرها جداً سيء في التعامل والاحترام والأخلاق رغم أن رواتبها عالية، المهم تأذيت كثيرا من الموظفين الذين معي وخاصة من مدير المصنع أثناء فترة التدريب وقائد لوحة التحكم هناك فبعد أن سمعوا أنني موظف جديد معهم وأنني في مرحلة تدريب وعن راتبي العالي الذي يساوي راتبهم وهم يعملون منذ فترة 7 سنوات، وكذلك تأذيت أنا منهم لأنهم على غير مذهبي وهم دائماً يسألون أنت شافعي أم حنبلي أم ماذا وفي هذه المنطقة يهتمون بهذا الأمور وعشت من هذه الأيام والأمور في فترة غلق نفسي؛
وتراودني وساوس كثيرة وحاولت أن أصبر وصبرت إلى أن أتى التدريب في أحد المزارع في البر وذهبت في منطقة برية قاحلة وحاولت أن أتعايش وسكنت لوحدي في سكن غير مناسب، ومن بعد هذه الأيام أشعر بضيق وغلق وكآبة في صدري ولا يأتي لي النوم ودائماً أفكر وبالي مشغول كثير وتفكيرات ووساوس في النوم ورغم ذلك كان السكن الذي أسكن فيه غير مناسب وأخبرت أهلي وذهبت إلى طبيب نفسي وقال لي أن معك شيء يسمى عدم التأقلم وأعطاني دواء يساعدني لا يحضرني اسمه في هذه الفترة، ومن ثم زاد علي الهم والغم وصار لي لخبطة وتلعثم في الكلام، وثقل في المشي وأمور كثيرة أتعبتني، وبعد التشاور مع والدي قرر لي وقال لي اخرج من هذه الشركة وبعد التفكير قررت الخروج من الشركة وتعدلت أوضاعي جميعها وذهب عني كل ما ذكر سابقاً.
وبعد فترة من ذلك جاءني قبول في مؤسسة حكومية في نفس تخصصي وفي نفس المنطقة التي عملت فيها في العمل السابق وراتبها جداً عالي شيء خيالي ومن أول اتصال يخبرونني أنني قبلت رجعت لي الحالة السابقة لي وزادت وجاءني حالة من الخوف والرعب وتفكيرات ووساوس وعدم القدرة على النوم ودائماً بالي مشغول وأخاف الخروج لوحدي أو البقاء لوحدي أثناء النوم وأخاف من الذي سوف أسكن معهم لأنني قررت ترك سكني السابق الذي سكنت فيه أثناء عملي في الشركة الأولى التي خرجت منها وكذلك هذا العمل يبعد كثير عن العمل السابق تقريباً يبعد ساعة كاملة.
وذهبت لنفس الدكتور السابق وقال لي لماذا تركت العلاج فقلت له لما رأيت نفسي أصبحت جيداً قررت تركه ولم أكن أعلم أنه ستأتينني نفس المشكلة وتتأزم لدي، ووصف لي علاج آخر وقال لي أنه لديك رهاب اجتماعي ووصف لي علاج (سبرليكس) أو (سبراليكس) Cipralex وبالقوة والإقناع ذهبت إلى عملي الجديد في المنطقة التي تبعد عن بلدي 3 ساعات وبقى الخوف فيني والارتباك وعدم النوم لمدة أسبوع ثم تلاشى، ولم أجد سكن مع أحد والمناطق القريبة من مقر عملي سعرها مرتفع في الإيجار وغالية جدا وسكنت مع اثنين من الشباب إلى أن أجد لي سكن مناسب، ومررت بفترة صعبة جداً وجاءتني مشكلة وحالة صعبة جداً وغيرت السكن وذهبت مع أناس سيبقون في سكنهم إلى شهر بعد رمضان تقريباً لأنني لم أجد سكن إلى الآن ولا يوجد سكن إلا بعيدا جداً يبعد ساعة ونصف أو ساعة عن مقر عملي ونصحوني بالسكن لوحدي وربما أجد شخص يسكن معي لاحقاً وهذه نصيحة أهلي لي...
وأنا الآن تأتي لي نوبات من الخوف في بعض الأحيان وكذلك تأتي لي في الصباح قبل الذهاب للعمل وتأتي لي يوم الجمعة قبل الذهاب من مدينتي إلى المدينة التي أعمل فيها لأنني أنزل في فترة الويكند الخميس والجمعة.
ولدي مشكلة أخرى هي أنه لا أعرف كيف أتعامل مع زملائي في العمل ولا أعرف هل أنا الذي لا أعرف أتعامل معهم أم أنهم هم أصحاب المشاكل فأنا لدي زميل معي في العمل من نفس منطقتي وأنا فرحت بذلك ولكنه هذا هو يحب دائماً أن يفرض رأيه علي ودائماً رأيه كلمته هي الصحيحة ودائماً يحرجني بكلماته الجارحة لي وهو يخاطبني عند الزملاء وهو دائماً يحقر الشخص ولا يتملك أسلوبا للتفاهم وأنا شخص أصبحت حساس.
ومرة من الأيام كنت أتحدث معه في موضوع في العمل وقال لي أنه هذا غير صحيح وقلت له لماذا تتعمد تكذبني وأنت لا تمتلك أسلوب للتفاهم وقلت له لدي ما يثبت أن كلامي صحيح ورأيته ذلك وأقتنع وتأسف لي وشرحت له أنه لابد أن يغير طريقته معي ووعدني بذلك وقال لي أنه أنا طبعي أحب السيطرة وفرض الرأي وتغير لمدة يومين ثم عاد في تصرفاته السابقة وأكثر وقررت أن أحقره ولا أذهب بالقرب منه لأنه تعودت يومياً أذهب إلى مكتبه وبالقرب منه نتجمع مع زملاء وهو كذلك وقطعت هذه العادة لكي أبتعد عنه ولكن أشخاص نصحوني أنه إذا قرب مني أن أواجهه بأن طريقته خاطئة في التعامل معي ولكن لم يأتي إلي.
وفي أحد المرات اتصل بي على الموبايل وأنا حقرته في الكلام وكذلك أتى بالقرب مني وأنا لم أعطِه أي وجه ولم أدير له أي بال وأتوقع أنه فهم أنني لا أريد أن أتكلم معه وحتى بالأمس وأنا أسلم عليه يسلم علي وهو لافف وجهه وغير داير لي بال ولا أعرف ما هي الطريقة التي أتصرف معه علماً بأنه ينتمي لي في المذهب وهو من عشيرتي ومنطقتي ولكن هو أسلوبه هكذا غير جيد هل أحقره أم ماذا؟؟
وأصبحت أكره العمل والسبب هذا هو وصرت أتخوف أن أكلمه ولا أعرف ما هي الطريقة للتصرف معه وصرت أتخوف أن أكلم زملائي لأنني أكره المزاح وغيره.
وأريد أن أعرف هل هناك علاج يفيدني أو طريقة لأتعامل مع زملائي في العمل أو كتاب تنصحني به أنا مستعد لأي طريقة أعملها لكي أبقى في العمل والغربة يا دكتور،
مع العلم أنني مررت بمشكلة نفسية قبل 8 سنوات أو 9 سنوات تقريبًا في بداية الدخول في مرحلة الدراسة الثانوية وشفيت من المشكلة تماماً.
14/09/2009
رد المستشار
الأخ العزيز "ناصر" أهلا وسهلا بك على مجانين... تقول في بداية استشارتك أن عمر المشكلة التي تستشير بشأنها هو خمسة شهور.... ثم تأخذنا حكاياك عن نوائب الدهر وما ألم بك منها وما منه نجاك الله حتى أننا نُحس أنك تحكي عن سنوات..... -يستحيل أن تكون شهورا يا "ناصر" وتحدث فيها كل هذه الأحداث وتنتقل أنت فيها كل هذه النقلات-، ثم تبين في آخر فقرات استشارتك أن الاضطراب أو المشكلة الحقيقية في حياتك بدأت على الأقل منذ 9 سنوات وهذه مدة معقولة ليصل اضطراب التفكير لديك إلى الحد الذي يعكسه نص استشارتك لنا....
طبيبك النفسي في البداية أعطاك عقارا لا تذكر اسمه ولا يظهر أنك انتظمت عليه وقال لك اضطراب تأقلم! ولا أدري هل كان يقول الحقيقة فعلا لكن غير كاملة (عندك اضطراب تأقلم بدلا من عندك اضطراب ذهاني) لكي يخفف وطأة الأمر عنك فأنت على أغلب الظن ذهاني يمر باضطراب تأقلم ويقول لك هو فقط اضطراب تأقلم... وليتك ذكرت لنا العقار الذي وصفه لك فلعله أحد مضادات الذهان الحديثة من مجموعة الم.س.د (مضادات السيروتونين والدوبامين Serotonin Dopamine Antagonists واختصارا SDA ) والتي تعمل أيضًا كمثبتات مزاج!....
لكنك بعد قليل أخذتنا إلى النوبة الثانية التي أعطيتنا نبذة عنها (أو الثالثة على الأقل في حياتك) عندما بُلِّغت بالقبول في الوظيفة الجديدة في مؤسسة حكومية في نفس تخصصك فمرة أخرى حدثت لك الحالة التي تصفها كلماتك كما يلي: (حالة من الخوف والرعب وتفكيرات ووساوس وعدم القدرة على النوم ودائماً بالي مشغول وأخاف الخروج لوحدي أو البقاء لوحدي أثناء النوم وأخاف من الذي سوف أسكن معهم).... هذا لا يمكن أن يكون "رهاب اجتماعي"...... وبالتالي فإن الأوقع منطقا لدينا هو أن طبيبك النفساني يقول لك أي تشخيص يريحك أو لا يصدمك وبالتالي قال لك في المرة الأولى اضطراب تأقلم وفي المرة الثانية قال لك رهاب اجتماعي وهو بهذا لا يقول الحقيقة لكن يطمئنك، إلا أن كونه وصف لك فقط عقار السيبرالكس يجعلنا نفترض واحدا من احتمالين الأول أنك لا تذكر لنا أسماء كل العقاقير والثاني أنك تذكر لطبيبك النفساني أشياء وأعراض غير التي تظهر لنا منك هنا! وأن أعراضا من التي تظهر هنا في استشارتك لا تظهر لطبيبك النفساني!
باختصار يا "ناصر" حالتك بهذا الشكل محيرة جدا ونتمنى بالفعل أن نصل إلى تشخيصها ولكننا لا نستطيع وبالتالي لا نملك لك إلا النصيحة بأن تعاود اللجوء لطبيبك النفساني القديم أو غيره بحيث يعطيك من العقاقير ما يكفي لتثبيت المزاج وتخفيض الخوف الذي يبدو حاضرا بشكل دائم في حياتك مع اختلاف ما تخاف منه وإن كان الخوف من الآخرين في العمل أو غيره يبدو صورة متكررة في حياتك....
عليك بعد ذلك أن تنتظم على ذلك العلاج وتابعنا بأخبارك.