وحدي في هذا العالم..!؟
ترى لماذا أحلم دوماً أن أعيش حياة غير حياتي.. ما زلت لا أشعر بالعمر الذي يجري بي، وأني تلك الصغيرة أتمنى نفس الأمنيات.. لماذا لم تكبر الصغيرة في داخلي حتى الآن؟ لماذا لا أحب واقعي؟ ومتى سأحبه؟ وهل يفهم الله كلامي؟ إذن لماذا لا يجيبني؟ لماذا أجد صعوبة في عيش هذه الشخصية التي أنا عليها الآن وأحب دوماً أن أجمح بالخيال؟ هل رغباتي وآمالي غير موجودة ويجب أن أتقبل عدم وجودها؟ أم أنها موجودة ولم تتح لي الأقدار أن أجدها؟ أم أنه خطأي لذلك عاقبتني بعدم وجودها؟ أم أن وجودها لن يحقق لي أشياء أخرى قد لا أحتمل عدم تحقيقها؟.
أشعر أني وحدي في هذا العالم، وقد حاولت دوماً أن أجد لي مثيلاً ولكن من وجدت فيهم أغلب صفاتي ويستطيعون فهمي، وحين أتحدث إليهم أشعر وكأني أتحدث إلى نفسي، فشلت علاقاتي بهم ولا أدري ما السبب، أمني أم منهم؟ وإن كان مني، فهل لأني لا أدرك صفاتي فعلاً أم منهم؟ وإن كان كذلك فلم كل من يشابهني حرمت منه؟ هل تسرعت في زواجي؟ هل فعلاً أبذل كل ما في وسعي لإنجاحه أم أن هناك ما لا أفهمه؟ وهل حقاً عليّ أن أرضى بنصيبي حتى لو لم أكن سعيدة بحجة أن هناك من هو أسوأ مني حالاً؟ ولكني لا أشعر أني حققت ولو جزءاً بسيطاً من أحلامي، وأكثر ما كنت أحلم به في الشخص الذي أريده لم يتحقق، فقد كنت أحلم دوماً بحبيب أشاركه أيامي وأتحدث فيفهمني، هل وجدته وأنا لا أدري؟ أم ماذا؟ لم رغم ما يكنه لي من حب ومحاولته لإرضائي وتنفيذ كل رغباتي لا أنظر إليه ولا لحبه وأنتظر وقت خروجه من المنزل؟ هل لدي مشكلة عضوية أم أنها نفسية فقط؟ لماذا أنا معه كخشبة أو أكثر جموداً مع أني كنت إذا رأيت أي لقطة أو تخيّلت أي شيء هاج جسدي وارتعش، هذا الشيء الآن وكأن أحدهم سرقه مني! ماذا أفعل؟! حتى علاقتي مع ربي لا أستطيع فيها الدوام مع أني أجدها منفذي الوحيد، إلا أني أحس بكآبة الدنيا ويأس شديد جعلني عديمة الإحساس قليلة البكاء، لأني أحس أن كل أحلامي تحطمت، وبنفس الوقت أخاف أن تكون هذه نِعَم لا أشعر بها وأجحدها فيعاقبني الله على جحودي.
ماذا أفعل؟ حتى إحساسي بالأمومة حرمت منه بعد سبعة أشهر ولا أعرف إن كان سيعود، لم أكن أدري أنه بهذه الروعة، وقد كانت تحدثني نفسي "وما الفائدة! سأرزق بطفل وأكون فقط لتربية الأطفال، والذي لطالما بحثت عنه لا أجده" بعد موته تمنيت لو مت قبل أن تحدثني نفسي بهذه الأشياء، ولو أني لا أستطيع نكرانها مهما حاولت.
أعيش الحياة دون هدف، دون أمل وأتصعّب جداً من أي عمل أكلّف به وخاصة لو كان يتطلب مجهوداً عقلياً، فقد كانت خطواتي في الجامعة متعثرة جداً رغم أني كنت متفوفة، والآن وأنا متزوجة زادت تعثراً رغم أني كنت أطمح غير ذلك، أحس أن عالمي مقلوب ونفسيتي مهزوزة، ولدي الكثير من التساؤلات التي لا أستطيع إجابتها، ولست من أصحاب المسلمات فأنا مستعدة لأسلك أي طريق بغرض أن أعيش الحياة كما ينبغي أن تكون وأكون فرداً عاملاً فيها، ولكن همومي دوماً تغلبني.
أكثر ما كنت أتمنى أن أخرج من بيتي أو بالأصح السجن الذي كنت أقبع فيه؛ لا أرى أحداً سوى أم وأب لم أر بينهما أي نوع للألفة أو الحب، كبرت على العنف والضرب من صغري حتى الجامعة بعصا أو حائط، فرب الأسرة يفرغ شحنته لأتفه الأسباب بنا وكان لي النصيب الأكبر أنا وأخي الأكبر، حتى من تبلد إحساسي غاب الخوف عني في الفترة الأخيرة وأصبحت أواجهه وأقول له "اضربني كما تريد، أين الدين الذي تدّعيه؟" أحياناً يزيد وأحياناً يقف واجماً مستغرباً.
ماذا أفعل؟ خرجت من سجن لآخر! أحس أني هنا على مسرح للتمثيل كل ما أؤديه لا يعبّر عني حقيقة وإنما خلاصة من ضغط وهمّ ومحاولة لتمشية الحياة بأي طريقة، ثم حتى أن هذه صعبة لأني أقف وأقول أني يوماً ما سأدفن في قبر، ماذا سأقول لخالقي؟ أتمنى لو أستطيع عبادته حقاً وكفاني، لكني وسط هذه الدوامة لا أستطيع، قد تجد تعبي أرغمني على العزلة وعدم الصلاة والنوم في غرفة أخرى وانتهاز الفرصة لأكون وحيدة لأراقص شخصاً آخر بمخيلتي طالما حلمت به، لماذا؟ وكأني لم أتزوج بعد! لماذا وأنا التي اعتقدت أني إذا تزوجت نفضت عني همومي وتحققت أحلامي؟ لكني أحس أن الواقع وحش يطاردني تهدئه بعض المسكنات وأغافله راجعة لخيالي لكني أعود لأجد نفسي بين أنيابه، حاولت كثيراً أن أنظر لزوجي -وهو الصبور عليّ مهما فعلت- فليس ذنبه أن تزوج إنسانة يحبها كثيراً إلا أنها لا تستطيع الانسجام معه، لا أعلم ولكن هناك ما أحاول تجاهله فيه ولا أستطيع، أحس أن أسلوبه بالكلام غير رزين وإذا جلس في مكان أكره أن أجلس فيه لأني أخجل منه، أحس أن كلامه لا يصلح أن يكون لأصغر إخوتي مع أنه في الثلاثين من عمره، ولا أجد أي تواصل بيني وبينه، وقد عشت دوماً أتحدث مع نفسي وأملي بالحياة أن أجد من أتحدث معه لكن حديثه غير منطقي إلا ربما في مجال شغله.
عندما جاء يخطبني -لا تسألني كيف- ولكني رأيت إنساناً غير الذي معي الآن! اللقاء الجنسي هو جلسة تعذيب أو بعض من موت؛ أضغط على نفسي بكل الأساليب وأصبّرها أنه لن يدوم طويلاً، وأتحاشى حزنه وأتركه يفعل ما يريد مع أني أشعر بالضيق الشديد وأحياناً تغلبني دموعي، والأغلب لا فأنا أريد أن تمشي الحياة بأي سبيل. بداية كنت شديدة الضيق من شكله وحاربت غروري أني جميلة ولكن بقي الجانب الثاني، فكيف أجمع شظايا رجولة من غير الانسجام مع كلامه أو شكله مع أني ما زلت لا أحب أن يحدث له أي مكروه ولا ألومه على شيء وأحس بطيبته ودينه وصبره عليّ وأمله دوماً أن أصبح أفضل، فهل أستطيع تغليب هذه الصفات أم أنها غير كافية لحياة سعيدة؟ أحياناً اعتقدت أن لمظهره الخارجي دخل لأنه غير مرتب وغير أنيق، بل أحياناً لا يهمه إن لبس نفس اللباس عشرين مرة متتالية! محاولات كثيرة لتغير هذا بعضها باللين وبعضها بالمشاكل ولكن دون فائدة.
كم أتمنى لو أني لست بهذه الشخصية وأني مثل أبسط الناس، للأسف أنا اهتم بالموضة وليس فقط باللباس وتناسق الألوان مع ما يتناسب مع ديني، بالفعل مع أني لا أطالبه بالكثير فقط بألوان متناسقة ولباس نظيف، قد تقول لي هذه مسؤوليتك أنت، أجيبك أني حاولت جادة لكنه لا يهتم بهذا ولا يعتقد أنه مهم، وكل هذا مجرد محاولات... وأحدث نفسي أحياناً حتى لو كان لباسه كما أريد ولكن هناك الكثير مما يشعرني بالاختلاف والتناقض وأنه ليس الرجل المناسب! ضغطت على نفسي كثيراً لأرضيه وأحقق له حاجاته، ولكن هذا لا يكفي فسرعان ما أنهار لأن رغباتي أنا لا تتفق معه.
أين الحل؟ لجأت إلى طبيبة نسائية لسؤالها عمّا أعاني من البرود فأجابت أنه لا يوجد من يحس ومن لا يحس فجميعنا واحد، ولكن يبدو أني أضحك على نفسي، فإن كنت لا أشعر برجولته فلن أشعر بأنوثتي، فكيف سأتمتع بالجنس؟! لا تقل لي طلاق، فإن كنت أعاني في بيتي وأنا عزباء فكيف وأنا مطلقة؟! ماذا بعد؟. اعذروني فكتابتي مشوشة، لكن كلما حاولت سرد أفكاري بترتيب منذ صغري لم أستطع المتابعة!.
24/09/2009
رد المستشار
فكّرت كثيراً قبل أن أردّ عليك، هل أتحدث معك من خلال خيالك وأخرج بك منه للواقع، أم أصدمك وأتحدث بما رأيته رأي العين من خداع، فقررت ألا أفعل الاثنين وأترك نفسي لما سيذهبني إليه حديثي معك، وأتصور أن سؤالك الأهم هو ليس "كيف تتكيفين مع زوجك؟" فهو في المرتبة الثانية من قائمة الاهتمام، ولكن المرتبة الأولى لديك هو أن تعرفي من أنت ولماذا تعانين؟ وفعلاً سأبدأ به، واحتمليني لأنك تجمعين بين أكثر من مشكلة! وسأحددها في نقاط:
* أنت تحملين الكثير من سمات الشخصية التي نسميها "بالشخصية القسرية" وهي شخصية تجنح للكمال والمثالية في كل شيء، حتى وإن وصل بها الحال لأن تقف في منتصف الطريق ولا تكمل المشوار أو المهمة التي تقوم بها؛ لأنها ترى أنها يجب أن تكون بالشكل المثالي في ذهنها، فلقد تعثرت في دراستك رغم تفوقك ترى لماذا؟ هل تتصورين أنه بسبب مشاحنات البيت؟ فانظري لمعظم بيوتنا وستجدي مثلك الكثير إن لم يكونوا أسوأ، ولكن الفكرة ليست في الظروف ولكن الفكرة في رد فعلنا نحن للظروف.
* تحملين الكثير من سمات الشخصية الهستيرية؛ وهي شخصية تهتم أشد الاهتمام للمظهر أكثر من الجوهر، وهذا لم أستشفّه من مجرد مثال الملابس والفارق بينك وبين زوجك فيه، ولكنه مفهوم لديك ويتم التعبير عنه بالمظهر الخارجي؛ فأنت تُقرّين لزوجك بأدبه وتدينه وحبه العظيم لك ومحاولاته الحقيقية في إرضائك بكل الطرق، وكنت تحبينه في السابق، ولكنك لا تعلمين ما الذي حدث!! والآن ظهر شكله الخارجي وملابسه في المشهد أكثر من السابق وهذا يعود لمشكلة أخرى كبيرة لديك وهي "عدم الرضى"، وعدم الرضى الذي أقصده ليس بسبب أنك بعيدة عن الله سبحانه وتعالى فقط، ولكنه يرجع في الغالب لعدم وجود عمق حقيقي في التفكير والحكمة، فالتفكير العميق يدلّك لفضائل زوجك فيغلب على شكله وعدم اتساق ملابسه، والحكمة توصلك لحقيقة الحياة التي لا تثبت على لون واحد ولا على منوال واحد، وتجعلك تفهمين نفسك ومن حولك يوماً بعد يوم، فأنت تحتاجين للكثير من النضوج رغم سنك وزواجك.
* لم تحظي بالنجاح في علاقاتك لنفس الأسباب السابقة، وأضيفي لها أنك تستمدين قوتك وشعورك بنفسك من "ضعف" قدرات ومهارات من أمامك رغم أنك تقولين أنك تحتاجين للنديّة! لذا فلن تتمكني كثيراً من المواصلة مع من يشبهونك لأنك تشعرين بالضياع معهم أو عدم تفوقك في العلاقة، وقد يكون السبب كذلك وأتصوره موجوداً هو أننا لدينا ما يُعرف "بالاحتياجات الأولية"؛ وهي احتياجات لا بد وأن يحصل عليها الطفل من أبويه، وأقصد أبويه دون غيرهما ومنها: الحنان والحب والاهتمام والأمان، وحين يحصل عليها من أبويه ينشأ سويّاً مستقراً في عاطفته، وفي شخصيته، وفي نفسه، وكلما حدث ما يجعل تلك الاحتياجات مفقودة ينشأ محروماً منها سواء يدري أو لا يدري، ويظل يبحث عنها وقد تصل به لدرجة التسوّل من العلاقات الأخرى في حياته ليحظى بالاهتمام والحنان والأمان الذي فقده منذ صغره فتكون النتيجة مجموعة من العلاقات المبتورة وغير المكتملة؛ لأنه في حقيقة الأمر يُحمّل العلاقة أكثر من قدرتها وأكثر من حقيقتها، فيطلب من الصديقة أن تكون كالأم، وتطلب من الزوج أن يكون أب، والعلاقة لا تتحمل هذا لأنها علاقات تبادلية فيها أخذ وعطاء فحين علاقة الوالدين هي العلاقة الوحيدة التي تحتمل العطاء دون أخذ، فيصعب عليه الحفاظ على علاقات حقيقية في حياته متصوراً أن المشكلة في الأصدقاء الأنذال أو الأزواج المقصرين!.
* من ضمن سمات الشخصية الهستيرية: أنها تتحدث عن العطاء دون أن تقدمه حقيقةً، وتتحدث عن الصداقة دون أن تبذل لها، وتتحدث عن الجنس دون أن تكون راغبة فيه بصدق، وغالباً ما يصاب بهذا الاضطراب -إن كان قد وصل لحد الاضطراب فالله وحده أعلم- النساء، ويكون لديهن رغبات وطموحات عالية وحين يأتين للفعل لا تجد شيئاً يذكر، لذلك موقفك من حملك كان لنفس كل تلك الأسباب السابقة.
أعلم أني قد أكون صدمتك أو آذيتك قليلاً، ولكنني أعلم كذلك أنك فعلاً تريدين أن تفهمي ما هذا الذي أنت عليه أكثر من أي شيء. والآن حان وقت الحل، وسأسرده لك أيضاً في نقاط:
* أن تقرئي في تلك الشخصيات لتفهمي تفاصيلها فتكون طريقك لفهم ما عصي عليك فهمه عن نفسك، وطريقك كذلك للعلاج الذاتي قدر إمكانك كبداية.
* أن تقرري بصدق أن تقومي بعمل ولو صغير حتى النهاية متحمّلة فيه كل المسؤولية من خلال وضع جدول زمني له لا تتخطينه، وتظلي في حال من التدرج لتتعودي على قبول النسبة التي تقل عن ال100%، وكذلك تتحملي بصدق فكرة العطاء والرضى، وبالاستمرار ستجدين تحسناً كثيراً.
* لديك موهبة جميلة جداً وهي "التعبير"، فأنت قادرة على إيصال مشاعرك وتوضيحها، لماذا لا تستغلين هذه الموهبة؟.
* العلاقة الخاصة بين الزوجين هي نتاج العلاقة الأكبر بينهما وليست علاقة منفصلة، وكلما تحدثنا عن المرأة زادت تلك القصة حدة ووضوحاً، فالمرأة لا تعطي إلا إذا أحبت، وكزوجة وأنثى تعتبر أن جسدها هو من أغلى ما تملك فهي لن تمنحه إلا لمن تحبه، فالقصة قصة مشاعر تعالجينها حتى يستقر الحال وتعطي وأنت راضية محبة مستمتعة.
* حللي علاقاتك السابقة وما حلّ بها من خلال ما قلته لك، وضعي يديك على تلك المواقف التي كانت تدل على ما قلته، وأعطه السبب في حدوثه، ولتتفقي مع نفسك أنك كبرت ونضجت، وفهمت أنك لن تحصلي على ما فقدته في الصغر وأن تلك العلاقات علاقات للتكامل وللراحة وليست للتحميل على البشر بما لا يعرفونه أو لا يطيقونه أو لا يفهمونه، وستجدين تحسناً كبيراً.
* لا بد وأن يكون لك حلم حقيقي وعمل حقيقي وسعي حقيقي، فكفاك تفكيراً وكلاماً، وليكن عملاً تطوعياً أو موهبة تحبين القيام بها أو نشاطأً رياضياً أو ترفيهياً، فالحياة لن تأتي تحت قدميك لتختاري وتحملك حملاً على القيام بما يسعدك، لكننا نحن من يقرر الاختلاف والسعادة فننظر ونرى ونفتش فيما يسعدنا لنسعد، وهذه الخطوة هامة في راحتك النفسية وإقبالك على التغيير.
* المثالية والكمال لله وحده سبحانه، أما فكرة المثالية في كل شيء فهي "وهم كبير" وقع فيه ضحايا كُثُر فلا تكوني أحداهم، وانظري حولك وستجدي صدق ما أقول.
* لماذا تريدين أن تقتلي الطفلة بداخلك؟ ما أجملها حين تظل بداخلك فتمنحك البراءة وقوة المشاعر والتجديد والمرح والخيال حتى وأنت في الستين، فما أكثر من يتمنى ذلك ولكنه يفشل لأنه بالفعل صار عجوزاً في العشرين. لكن الفارق بين الطفولة والنضج كالفارق بين الشجاعة والتهور، فكوني طفلة متجددة حالمة تحمل مشاعر قوية وخيالآً واسعاً، لكن دون أن تمحي دروس الحياة من ذهنك فتعاني من عدم النضوج الذي قد يوقعك في مشكلات أنت في غنىً عنها.
* حين يفوتنا أمر هام في تربية الصغر لا يجوز أن نبكي عليه طوال العمر، لكن علينا أن نحسم أمرنا ونتعهد بتربية أنفسنا فيما فاتنا، وسيتطلب هذا جهداً ووقتاً، ولا ضير ما دمنا نهدف للتغير للأفضل، ولا تتركي نفسك نهباً لتلك المشاعر الكثيرة حتى لا تكوني ضحية الاكتئاب بجدارة، خاصة وقد أطل برأسه عليه.
قلت لك نصف ما أردت ووقتي لا يتسع لأكثر من هذا، لكن زوجك ستكون علاقتك به نتاج علاقتك وتفاهمك وانسجامك مع نفسك ومع ما فهمته عن الحياة والبشر وطبيعتهم من حولك، وأضم صوتي لصوتك فيما تحدثت عنه بخصوص جحود نعمة الله عليك فاحذري، ولكن لا تخافي وترتعدي في علاقتك مع الله سبحانه بل اقتربي واستعطفيه وقفي ببابه ليُنْْجِيك كما قال سبحانه وتعالى "ففروا إلى الله" وستجدين رباً كريماً حليماً عالماً بحالك يحميك من نفسك ويعينك عليها، هو فقط سبحانه يريد أن يرى منك المحاولة والجديّة وسيعينك بفضله وكرمه..... هيا لا تتأخري ونحن معك.