فدوى ومعاناة طويلة مع الوسواس
السلام عليكم،
الحمد لله على هذا الموقع الذي أتاح لي الفرصة للتعبير عمّا أخفيه لأني لم أخبر به أحداً قط.
سأدخل في صلب الموضوع لأشرح لك بالتفصيل عن حالتي، وأرجو أن تساعدني يا حضرة الدكتور المحترم لأني كنت أنتظر جواباً على رسالتي التي وضعتها في مواقع أخرى لكن دون فائدة.
أدركني الوسواس القهري في سن جد مبكر أثناء الصلاة لكني تغلبت عليه فوراً ونسيته نهائياً. عندما بلغت سن 16عاماً عاودني في المدة التي كنت أراجع فيها مادة الرياضيات بشكل مفاجئ وغير مفهوم، حينها لم أكن أعرف شيئاً عن المرض مما زاد توتري ولجأت إلى البكاء والصراخ، واشتكيت فوراً إلى أمي وقد تعذبت كثيراً لأفهمها ما أنا به حرصاً مني على عدم الإفصاح بما تقوله تلك الأفكار، حاولت الاستماع لي لكن دون جدوى. وقتها قمت بتصفح الانترنت فوجدت الجواب وأدركت أن هناك أشخاصا ًمصابون مثلي، علمت أن هذا ليس من إرادتي، وكان تعرفي على المرض كخطوة أولى للتخفيف من ضرره. أطلعت أمي على ما وجدته لكنها لم تصدق شيئاً! فعقلها لا يستوعب فكرة وجود أفكار قهرية تلتصق، حينها طلبت إلى أمي أن تأخذني لطبيب نفسي فرفضت فوراً خوفاً من أن يظن الناس أني مجنونة، وحينما ازدادت حالتي لجأت إلى البكاء ثانية فكان رد فعل والدتي هو ضربي، وأكدت عليّ بعدم التفكير والتكلم عن الموضوع أبداً وإلا سألاقي ردة فعل أصعب.. لكن كيف لي ألا أفكر؟! فالوسواس خارج عن إرادتي ولن أتردد في اللجؤ إلى طريقة لإسكات هدا الشيطان إن كان بمقدوري! فإن استطعت لقتلته أيضاً.
المهم أنه من ذلك اليوم لم أتفوه بكلمة عن الموضوع، إلى أن بلغت السن 19 وما زال الصراع بداخلي لم يسكت، أشعر بتعب شديد في أعصابي ولم يعد بمقدوري التركيز على دروسي، ولكن الحمد لله حصلت على معدل مرضٍ هذه السنة رغم أن الوسواس يأتي في الدقيقة التي أكتب فيها على ورقة الامتحان، لكن لن أكف عن القول بأنني لن أشفى وأن حالتي تزداد من سماع أفكار وأصوات خفية لتزداد عليها ما أسميه "وسواس تخيل الفكرة الموسوسة" أصبحت الأفكار تقال وفي نفس الوقت تظهر بعيني فجأة بشكل لاإرادي! لا أستطيع أن أسيطر عليها فتختلط بذلك أفكار عن الدين وعن الفواحش، فما حكم كل هذا في رمضان وما تأثيره على الصيام؟ فقد صرت أتوهم أن صيامي غير مقبول، فإن سمعت ما يقوله رأسي فسأفكر بأن أرجع صيام شهر كامل بعد انتهاء رمضان وهذا شيء صعب عليّ.
شكراً لأنكم أتحتم لي هذه الفرصة.
12/9/2009
رد المستشار
وعليكم السلام يا فدوى،
أعانك الله تعالى وعافاك، وشفاك.
اطمئني يا فدوى، صيامك صحيح بإذن الله، وأفصّل لك فأقول: لا تأثير للأفكار مهما كان محتواها على صحة الصيام إن لم ينزل بسببها منيّ أو مذي باتفاق الفقهاء، والذي أعلمه من مذهب المالكية يا أهل المغرب، أن الإنسان لو تفكر دون قصد اللذة فنزل منه مني أو مذي فلا يفطر أيضاً ولا قضاء عليه، والموسوس لا يقصد التفكير فضلاً عن أن يقصد اللذة بحال من الأحوال!.
ومع هذا، فأنا أنصحك وأشدد عليك في النصيحة أن تقلدي مذهبي الحنفية والشافعية في هذا حيث لا يفسد الصوم عندهم بالتفكير ولا بنزول شيء بسببه مطلقاً، وذلك لتصرفي ذهنك عن التفكير في فساد الصوم بهذه الأشياء نهائياً، دون أن تتعبي نفسك بالتفكير بالتفصيلات والوسوسة فيها. فمهما جاءك من الأفكار، ومهما عرض لك من الصور فصيامك صحيح وتقبل الله منّا ومنّك، وكل عام وأنت بخير.
وحيث لا يتاح لك العلاج الدوائي حالياً فأنصحك بقراءة برامج العلاج الذاتي الموجودة على الموقع وتطبيقها ففيها الخير الكثير بإذن الله تعالى.
اقرئي على مجانين:
رمضان والوسوسة: هل تزيد الوسوسة في رمضان؟
وسواس الوضوء والصلاة والصيام هل هو قهري؟
سعودية تسأل عن وسواس الطهارة والصيام!
وسواس قهري في الوضوء والصوم والصلاة
وساوس الصيام هلاوس أم وساوس؟