اجعل لحياتك معنى
أرسل من كان وحيداً (31 سنة، مصمم جرافيك، مصر) مشاركاً يقول:
الإخوة الأفاضل سلام الله عليكم ورحمته وبركاته، أما بعد؛ حديثي اليوم لك يا أخي محمد، فقد مررت بما مررت به من قبل؛ أنا مثلك كنت من العائدين من دول الخليج والتحقت بكلية العلوم ورسبت أول سنة، وعدت ثانية 3 مرات وثالثة خمس مرات، وفي النهاية تركت الكلية دون أن أكمل تعليمي فيها! نعم كنت مثلك تماماً، فأرجو منك أن تسمع مني فكما يقولون "اسأل مجرّباً ولا تسأل طبيباً"، إن ما تمر به من وجهة نظري هو فقدان الهدف، أو بمعنىً أوضح هو فقدان الرغبة بالتمسك بالهدف، فحينما يصبح المتفوق فاشلاً راسباً يفقد الرغبة بمواصلة هدفه. نعم مررت بكل هذا ولكن للأسف لم أعي إلا مؤخراً، فلا أريد منك أن تفعل ما فعلت، تركت الكلية والتحقت بالخدمة العسكرية وأنهيت الخدمة لأجد نفسي في النهاية ضائع... هل أترك نفسي للضياع؟ لا يا عزيزي، فأنت مسلم ولله الحمد، ضع ثقتك بالله وكن على قدر تحمل مسؤولية الأمانة التي قبلت أن تحملها، نحن مخلوقون لإعمار هذا الكون بكل ما فيه علمياً وثقافياً واجتماعياً وسياسياً بل وعسكرياً، مطلوب منا أن نعمر الكون بك فلتكن على قدر المسؤولة، ولتضع أمام عينك هدفاً واضحاً: كيف أكون مسلماً ينتفع به الكون كله وليس الأمة فقط؟
وإليك ما فعلت أنا علك تستطيع أن تعبر تلك الأزمة:
1- التجأت إلى الله وتقربت إليه فكان معيني الأول والأخير.
2- ضع تجربتك أمامك وتعلم من أخطاءك، أن تتعلم من الماضي لا أن تعيش فيه.
3- جدد هدفك.
4- توكل على الله وسر في تحقيق هدفك.
5- أن تعلم أن ما تفعله من نفع لهذا الكون سيعود عليك بالدرجة الأولى.
6- أن تعلم أن هناك من يحبك وينتظر أن يلقاك، إنه رسولك الحبيب فانظر بأي وجه تريد أن تلقاه، هل تريد أن تشرب من يده شربة هنيئة؟ أم هل تريد أن يقول له الملائكة إنك لا تدري ما أحدث بعدك؟.
7- احتسب ما مضى لوجه الله تعالى وعاهده أن تدرك ما فاتك.
8- أن تعلم أن لكل إنسان أخطاء وأنها ليست النهاية بل هي بداية البداية.
9- أن تعلم أني أحبك في الله وهناك من يحبك: أهلك أصدقاؤك ويريدونك أفضل.
10- أن تعي قدراتك، وأن تعلم أن الله مع كل مسلم صادق، فانظر هل أحد غير المسلم لديه هذه القدرة.
وختاماً لك مني كل التمنيات ودعائي لك بالتوفيق والنجاح.
وشكراً للقائمين على الموقع، وعذراً إن كنت تجاوزت حدودي.
20/1/2009
ثم أرسل "من كان وحيداً" مرة أخرى في رسالة منفصلة يقول:
كنت قد بعثت تعقيباً على هذه المشكلة ونسيت أن أضيف شيئاً فأرجو أن تسامحوني.
أنا الآن أدرس في كلية الإعلام الجامعة المفتوحة، وأعمل صحفي تحت التمرين في إحدى الصحف بعد أن فعلت ما نصحتك بفعله ولا أريد أن يضيع العمر منك كما ضاع مني، فما زلت صغيراً فاغتنم الفرصة قبل فوات الأوان، وصدّقني أن الأمر ليس بالعسير، نحن من يجعلها كذلك، وليكن الله معينك دائماً.
20/1/2009
ومن أبو عبد الله (22 سنة، طالب، مصر) أرسل يقول:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، مررت تقريباً بما تمر به يا صديقي العزيز، وعندما كان يقول لي أحد أن الحل داخلي أنا كنت أغضب كثيراً، فكيف أكون أنا المريض والدواء في نفس الوقت؟! ثم إني كنت في اكتئاب لم يكن يسمح لي بأن أفعل أي شيء إيجابي. ولكن عندما بدأت في التحرك والتحرر من الاكتئاب، أدركت تماماً ما يقولونه، ولكن كيف التحرر؟!.
يجب أن تغير طريقة حياتك أو بالأحرى أن تدخل فيها ما يجعلك تتحرر، ومن ذلك ما فعلته أنا فمثلاً التطوع في الأعمال الخيرية يضيف لك الكثير، أيضاً دورات تنمية المهارات الشخصية والتي تجعلك تعرف عن نفسك الكثير وتعلمك التخطيط والتنظيم لحياتك وكيفية تدبير الوقت وتجد مثل هذه الدورات مجانية في جمعية رسالة للأعمال الخيرية، أو بأسعار مخفضة جداً في جمعية زدني بمسجد رابعة العدوية.
أيضاً هناك فريق رائع بساقية الصاوي اسمه "معاً" وهو أيضاً لتنمية المهارات الشخصية ومحاضراته مجانية في ساقية الصاوي يوم الجمعة من الساعة الثالثة إلى السادسة.
هذه الأماكن ليست فقط للدورات لكن ستتعرف على شباب متحرك يريد تحقيق شيء لنفسه وأهله وبلده ودينه. كل هذا مع إرادتك التي أراها قوية سيجعلك أقوى وأقدر على التغلب على هذه الحالة وإن شاء الله تتحرر وتكون أفضل دائماً.
أنا لم أقصد الإعلان لتلك الأماكن التي ذكرتها فهي أصلاً إما مجانية أو بأسعار مخفضة، ولكم مطلق الحرية للحذف من الرسالة.
إذا أراد الأستاذ صاحب المشكلة معرفة تفاصيل أكثر عن هذه الأماكن يمكن أن أتواصل معه من خلال البريد الإلكتروني.
آسف على الإطالة.
20/1/2009
رد المستشار
شكراً،
أعزائي المتفاعلين مع ولدنا أحمد "من كان وحيداً" و"أبو عبد الله"،
أشكر لكم حسن تفاعلكم وصدق نصيحتكم، وأسأل الله أن ينفع بكلماتكم. ليس سائلنا فقط بل كل من تتوه به الدروب فيلجأ إلى المجانين العاقلين المحبين طالباً الاستشارة. سائلة الله أن يسدد خطاكم كل في دربه وأن يشغلنا بما ينفعنا في الدنيا والآخرة.