تائهة أبحث عن نفسي..!؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، لا أدري كيف أبدأ رسالتي لأني تائهة لا أستطيع لمّ شتات نفسي...
أنا فتاة عمري 23 سنة، لم أدخل في علاقات مع أي رجل، وإن لم يمنع هذا من أن أعجب بشخصيات متعددة بيني وبين نفسي فلا أفصح عن هذا الإعجاب لأي مخلوق.
تقدم لي شخص منذ حوالي شهرين، وسألنا عنه أجمع الجميع على أخلاقه وأهله الطيبين، لكن كانت المشكلة أنه فسخ خطوبته قبل التقدم لي بشهر ونصف، وكان يحبها حبّاً جنونياًن إلا أن الخلافات بينهم زادت ففسخت الخطوبة.
ارتضيت هذا الشخص، ويعلم الله أني كنت أحاول إرضاءه بكل الطرق؛ كنت أتعامل معه كأنه طفل كبير، وكان يقسو عليّ أحياناً لأنه كان يخاف يتكرر له ما حدث في التجربة السابقة، وكنت أسكت وأراعي ذلك حتى أنه كان يصارحني في أوقات كثيرة أنه قاسٍ معي ويقول: "استحمليني واصبري إلى أن أسترجع ذاتي"..
قراءنا الفاتحة على ألا نختلف، وكانت بعد شهرين من التفكير، كان يقول لي أنه "شاريني" ولأني أطيب مخلوق وأحنّ إنسانة... وكلام لا أدري صدقه من كذبه. بعد قراءة الفاتحة بيومين انقلب رأساً على عقب؛ رفض أن يعدّل في الشقة أشياء بسيطة كلون غرفة... ووالدته أذهلتنا حين قالت أنه ليس انتهازياً ولا يقبل أن تساعدوه في الشقة، ولا هو يستطيع أن يعدّل فيها!! مع العلم أن إمكانياته جيدة جداً.. أيعجبكم أم لا؟! وأنه يراني فتاة سلبية كل ما يهمها الشقة وليس الشخص، وأني لم أقف معه في أي موقف وهو لا يهمني!!
لكن يعلم الله كم كان يهمني أمره ورضاه، وتنازلت عن أشياء كثيرة لأثبت له أنه الأهم وأني لست مثلها... يكفي القول أني تقبّلت أن آخذ شبكة خطيبته السابقة لكي لا أغرمه، وتقبلت أثاث واختيارات خطيبته السابقة لكي لا أكون حملاً عليه، وأمي أخبرته أنها ستتحمل نصف الفرح وهدية منها فستان الفرح وتكملة الشقة، وهدية منها غرفة الأطفال مع أنها ليست في الاتفاقيات... كل هذا ليقول في الآخر أني أبيعه وأن أمي سيدة مسيطرة تريد أن تذلنا بغرفة الأطفال وتكتم على أنفاسنا! وأنا ليس لي شخصية ولم أقف بجانبه أبداً!.
المشكلة أنه هزّ ثقتي بنفسي وبكل الرجال، جعلني لا أصدق أي كلمة تصدر من رجل، صدمني. كل الكلام كان معسولاً لاصطيادي فقط، وضعت فيه كل ثقتي وتنازلت عن حقوقي لأسانده وفي النهاية باعني بالرخيص وفرّط بي. هل أنا غبية بطيبتي المبالغ فيها؟ مع العلم أنها أكثر ما أحبه في نفسي، أم أني رخّصت نفسي حين تنازلت عن حقوقي، أم ماذا؟ لقد تزلزلت ولا أستطيع مواجهة أحد ولا الخروج، ولا أريد أن أتواجد في مكان ممكن أن أجده فيه، أريد الانتقال من مدينتي إلى أن أنساه وأستجمع نفسي،
ماذا تراني أفعل ؟
انصحوني بالله عليكم..
15/10/2009
رد المستشار
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أسعد الله صباحك يا "حبيبة" وأهلاً وسهلاً بك.
هوّني عليك يا عزيزتي، فأنت ما زلت في الجانب الآمن من القصة. أعلم أن مشاعرك مضطربة ولست واثقة مم فعلت إن كان صواباً أو كان فيه الكثير من التنازل،.لكن ما زال لديك متسع من الوقت لتفكري وتقرري.
1- تذكري أن "لو" تفتح عمل الشيطان فالحديث الشريف يخبرنا: (وإن أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت كان كذا وكذا، ولكن قل: قدّر الله، وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان).
2- لا تندمي أبداً على ما بذلته من حب وتعاون مع خطيبك، لكن عليك أن تختاري الوقت والطريقة المناسبة لذلك معه ومع غيره. فلم يكن عليك أن تقبلي بخاتم خطيبته السابقة ولا بأشيائها الخاصة التي قد تذكره بها. فلن يكلفه تبديلها الكثير. ولن أقاوم أن أفصح لك أنه أخطأ كثيراً بإقدامه على خطبتك بعد شهر ونصف فقط من انفصاله عنها وكان من المفترض أن ينتظر حتى تستقر عواطفه ولا يظلمك بسببها.
3- عودي فادرسي الأمر مع والدتك ومع من تثقين برأيهم وإن وجدت أنه لا يعاملك كما ينبغي ولا يقدر حسن تصرفك ومشاعرك وتعاون أمك، وأن ذلك قد يستمر في المستقبل، فتذكري أن التراجع الآن أفضل من التورط في العلاقة أكثر فأكثر. ثم أعلميه بما توصلت إليه وفي كل الأحوال أرى أن لا تقدمي على الزفاف ولا عقد القران إلا بعد فترة تسمح له باختبار مشاعره والتأكد من رغبته بالزواج منك.
4- إن لك يا حبيبة من اسمك نصيب فأنت تقدرين الحب وتمنحينه وستتزوجين بإذن الله من يستأهل هذا الحب فلا تحزني على ما مر بك.
5- اطلبي من الله العون في أن تختاري ما فيه خيرك وصلاح دينك ودنياك.
سيكون من دواعي سروري أن تتابعينا بأخبارك.
واقرئي أيضًا:
اختيار شريك الحياة وبناء مفاعل نووي!!
اختيار شريك الحياة عودٌ على بدء مشاركة
اختيار شريك الحياة مسئولية من؟
حيرة كل فتاة عند اختيار شريك الحياة