ذكر أم أنثى ؟
ترددت كثيراً قبل إرسال رسالتي لكني ما عدت أصبر، أرجو منكم أن تأخذوا كلامي على محمل الجد لأني محتاج إلى مساعدتكم.
أنا شاب في العشرين من عمري ترعرعت في أسرة عادية فيها أب عامل، وأم عاملة مما اضطر أمي أن تتركني عند أختي الكبرى التي كانت تلعب معي وتأخذني إلى صديقاتها. كنت أحب اللعب مع بنات الجيران ونادراً ما كنت ألعب مع أبناء جنسي، كنت أتصرف كالبنات؛ أحب ألعابهن، وكنت أضع المكياجات على وجهي... بالمختصر كنت أتصرف كالبنات الصغار، أكره تصرفات الصبية الشقية لأن ذلك ما تعلمته من خلال لعبي مع البنات، وحتى الآن أكره هذه التصرفات التي توصف بالذكورية في مجتمعنا، وحتى أنني لا أستعمل كلامهم مثل يا (زلمة) وغيرها من هذه الألفاظ، وأستحي أن ألبس ملابس السباحة.
لا أذكر من طفولتي سوى حنان أمي وحب أختي ولا أذكر شيئاً عن أبي. تجرأت وفتحت المواقع الجنسية بغية التعرف على الجنس الآخر لكن ذلك شدني إلى فتح مواقع الشذوذ، نعم، أنا الآن شاذ ولم يحلظ أحد عليّ ذلك لأني لا أظهره، نعم، أكره ما أنا فيه.
أرجوكم ساعدوني عسى أن يكون ذلك في ميزان حسناتك، أرجوكم لا تقولوا لي أن أذهب إلى الطبيب النفسي لأني لا أستطيع أن أناقش ذلك أمام أحد، فأنتم أول من أحدثه بذلك، وحتى أني لا أملك المال لذلك.
أرجوكم أنقذوني لا أريد سوى أن أكون رجلاً بغرائزي وتصرفاتي، أن تكون لي زوجة أسكن إليها وتسكن إليّ، سامحوني إن أثقلت عليكم ولكن ليس لي سوى هذا السبيل، راجياً الله سبحانه وتعالى أن يجزيكم خيراً.
والسلام.
1/11/2009
رد المستشار
الابن الفاضل،
اطمئن فلن أنصحك بزيارة الطبيب، فأنا شخصياً أرى أن لديك من الأسباب والدوافع ما يكفي لأن تعالج نفسك.
اللهم إلا إذا لم تستطع أن تنجو بنفسك مما تورطت (أو ورطت نفسك) فيه من ميول شاذة، وأنا أقصد بالتحديد الميول الجنسية الشاذة، ليس إلا، فغير ذلك مما ذكرت من صفات لا أرى فيها أي شذوذ جنسي، وإنما قد تكون سمات شخصية طبيعية، فالحياء، وانتقاء الألفاظ، والرقة في الإحساس لا تقتصر فقط على النساء، ومن النساء من هن أكثر غلظة من الرجال ولكنهن لسن من الشواذ جنسياً، والرجولة لا تقتصر على الميل الجنسي، ولكنها وصف عميق للمسؤولية، والأخوة، والنخوة، والأبوة، وقوة التحمل لمن يعولون من نساء.
أنا أرى أنك -ولله الحمد– تمتلك الرغبة الحقيقية في أن تكون طبيعياً، وهي تبدأ بكونك تعتبر أن الميل الجنسي المثلي غير طبيعي، ثم أنك ترفض أن يعلم عنك أحد ذلك، كما أنك تتمنى أن تكون غير ذلك.
وقد يكون تبريرك لما أنت فيه فيه بعض الحقيقة، خصوصاً عندما يلجأ بعض الكبار لاستحسان استخدام "المكياج" أو لبس ملابس البنات بالنسبة للأولاد ولو على سبيل الدعابة، وهذا شيء في منتهى الخطورة والخطأ، ويجب التحذير منه.
ولكن ذلك لا يستثني مسؤوليتك عن الخطأ في استخدام الانترنت، والبحث عن المواقع الجنسية، مثلية كانت أم غير ذلك، فكل ذلك مخالف لما تعتقد فيه كرجل مسلم، فهل انتهيت؟.
العلاج يا بُني يبدأ بما توفر لديك- بحمد الله- من عزم ونية، ثم الإقلاع عن تلك المثيرات وغيرها بصبر وهمة، ثم بإلحاح في الدعاء بكل ما أوتيت من رغبة وقوة بالتثبيت على الهداية، متزامناً مع الالتزام بالصلاة فى وقتها، والسعي نحو التفقه في الدين، وممارسة الطاعات بإحساس ويقين.
وأخيراً يا بُني، لك عندي هديتين... أرجو أن يحوزا رضاك.
1- أن تنعم بما في قول الله عزّ وجلّ:
{إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا} (الفرقان70)
2- أن تذهب لهذا الرابط، وتقرأه بكل تركيز، فأنا أرى فيه ما يجعلني أقرّ بأنه أفضل ما قرأته أنا في ذلك الموضوع؛
** إذا استطعت بعون الله أن تخرج إلى بر الأمان بنفسك فهذا رائع، ولك الأجر والثواب، بالإضافة إلى الشفاء.
** أما إن كانت النتيجة غير ذلك، فعليك يا بني بالذهاب للطبيب، فقد تكون مصاباً بمرض الوسواس القهري، وهو له علاج بعون الله.
أو أن تكون مُصرّاً على المعصية (أسأل الله ألا تكون كذلك، فأنا لا أرى فيك ذلك والله أعلم)، كما أتمنى أن تطلعنا على النتيجة في رسالة أخرى بإذن الله.