السلام عليكم،
شكراً جزيلاً لمجانين، للدكتور وائل أبو هندي والدكتور أحمد عبد الله على وجه الخصوص، فأنا أتابع مدوناتهما دائماً وتعجبني كثيراً.
أنا رجل أبلغ من العمر 41 عاماً، متزوج من امرأتين متعلمتين تعليماً عالياً. حالتي المادية ممتازة جعلتني قادراً على توفير منزل خاص بكل واحدة منهن، منزل لها وحدها اختارته حيث تريد وعلى الطراز الذي يلائمها. أملك شركتي الخاصة ولا ألتزم بساعات محددة من العمل.
تزوجت الأولى عندما كنت في الثانية والعشرين من عمري؛ فأنا وحيد والديّ من الذكور لذلك رغبا في تزويجي بمجرد تخرجي من الجامعة. هي طيبة وجميلة وتصغرني بثلاث سنوات، وأم صالحة لولدينا... بيننا الكثير من المودة والاحترام.
تزوجت الثانية قبل ثمان سنوات؛ تصغرني بخمس سنوات، أحببتها جداً وما زلت أحبها بشدة. تعرّفت عليها في أحد المعارض الفنية ودامت علاقتنا لسنتين قبل أن أقدم على الزواج منها، فوالداي كانا معارضين بشدة واحتجت للكثير من الوقت والصبر لتخطي كل ما عرقل زواجي بها.
هذه المرأة تصيبك بالدوار! تشعر في حضورها أن الحياة فيها الكثير مما لا تنتبه إليه، مثقفة جداً وواعية ومنطقية وخفيفة الظل، ورغم أنها عادية في جمالها- وهذه من النقاط التي اتكأ عليها أهلي لمنع ارتباطي بها، فالأولى جميلة حقاً، إلا أنني أرى هذه جذابة جداً... الأهم أنها بلا عقد أبداً!. أستمتع جداً بوجودي معها وأشتاق إليها في غيابي عنها... الحياة معها ملونة وغريبة؛ لا أعرف كيف أصفها، لكنها جميلة وممتعة وهذا لا شك فيه.
أنا عادل بينهما في كل ما أستطيعه؛ في الماديات كلها، في المبيت، وفي توزيع الوقت رغم أني أقضي وقتاً أطول مع الأولى لأجل الأولاد، والثانية تتفهم ذلك تماماً. الثانية لديها الكثير من الهوايات ومشغولة طيلة الوقت وترفض وجود خادمة في بيتها رغم سعته وتقرأ كثيراً وتناقشني فيما تقرأ، في الحقيقة أنا أيضاً أقرأ، قليلاً فليس لدي الوقت لذلك. بينما الأولى تشغل نفسها في أولادنا وصديقاتها وليست مهتمة بالقراءة والكتب، وهما ربتا منزل لا تعملان. علاقة الثانية بأهلي جيدة جداً، أبي يحبها كثيراً وأمي تثق في رأيها، وهذا يثير الأولى أحياناً.
المشكلة أني أعيش في صراع؛ فعلاقتي الجنسية مع الأولى جيدة جداً وهي مرتاحة فيها- نحن نتحدث بصراحة ووضوح مع بعضنا في هذا الشأن وغيره من شؤون حياتنا، لكن العلاقة مع الثانية أكثر متعة أو ربما أقول أنها أغنى.. هي قادرة على التغيير والتعديل والتجديد في كل ما يحيط بتلك العلاقة بيننا، ليس في الأوضاع كما قد تظن بل في الجو حولنا، مما يجعلني دائماً في حالة من الانبهار والتوقع رغم أننا نكرر الكثير من الأشياء لكن فقط لأنها أمتعتنا وليس لأن زوجتي لم تعد قادرة على الابتكار.
المشكلة الحقيقية أنني منجذب لها أكثر من الأولى، وعندما أشعر بالحاجة إلى الجنس أثناء النهار مثلاً أو قبل ذهابي للعمل، أفضّل المرور بها على أن أطلبه من الأولى رغم أني أحياناً أكون قد مارسته مع الأولى في ليلة سابقة. عندما أسمع أغنية أو أقرأ كتاباً أو أرى لوحة أو منحوتة، الثانية فقط من تخطر في بالي، وهذا يؤثر أحياناً على علاقتي بالأولى وإن كنت مالكاً لزمام أمري مسيطراً على مشاعري كثيراً فلا أسمح لنفسي بالانفلات في اتجاه يأخذني بعيداً عن واجب العدل بينهما. أرغب أحياناً في البقاء مع الثانية طوال الوقت، ألا أخرج من بيتها، لا أملُّ حديثها، لكن أخشى كثيراً أن تفلت الأمور معي فأجرح أم عيالي وتهتز مكانتي عندها وصورتي أمام أولادي.
قد لا تبدو مشكلة قياساً لما يعرض على موقعكم الرائع هذا، لكني أتمزق بين اشتياق دائم للثانية وضمير يجلدني ويقف لي بالمرصاد.
علاقة زوجتيّ جيدة، رسمية بعض الشيء، لكن دبلوماسية الثانية وحسن تربيتها وطيبة الأولى ساعد كثيراً في أن تكون جيدة بينهما وبين الثانية وأولادي. أنا لم أنجب من الثانية فهي ترفض الإنجاب، ورغم أني أرى فيها أمّاً رائعة وأتوق لولدي منها إلا أني أحترم رغبتها وأحمد الله على ما عندي من أولاد.
كيف أتصرف مع نفسي؟.
شكراً جزيلاً.
04/11/2009
رد المستشار
حضرة الأخ "محمد" حفظك الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما أجملها من رسالة قرأتها! إنك تشعر وأنت تقرأها وكأنك تشاهد فيلماً من الأفلام المكسيكية السعيدة: أموال وبنون، وزوجتين بدل الواحدة، وسرور مع الأولى، وسعادة مع الثانية، وقوة جنسية ممتازة...
يعني أن المشكلة في أن الله سبحانه وتعالى قد أنعم عليك بما لديك! ولكن ينقص أن تكون في الجنة تقريباً.
إنك تفاضل بين الثانية والأولى. وليست الثانية كالأولى، إذاً هذا طبيعي: فلا يمكن أن تكون ردات فعلك لكل زوجة على حدة متطابقة بين الاثنتين، بل لا بد من أن تكون مغايرة حسب شخصية ومميزات كل منهما.
يا أخ "محمد" مبروك عليك هذه المشكلة، فإننا لا نستطيع أن نطلب من الباري عز وجل لك حياة أفضل من هذه. كما ونعتبر أنه لا مشكلة لديك.
وفقك الله للشكر، فبالشكر تدوم النعم، وعسى أن تكون آخرتك كالأولى!
ودمت