مساء الخير مجانين
أشكر فريق عمل موقع مجانين على مجهوده، وأتمنى أن أجد حلاً لجميع مشكلاتي فعي ليست مشكلة واحدة، وأعتذر عن طول رسالتي.
بدأ الأمر منذ حوالي9 سنوات أو أكثر، بصراحة لا أتذكر متى بدأ بالضبط! المهم، من وقتها انفصل أبي عن أمي، ولأني كنت متعلقة جداً بوالدي لم أحتمل الأمر، وفجأة انتابني اكتئاب؛ كنت أتمنى الموت، ولا أستطيع التركيز في المذاكرة، ولا أحس بأي عاطفة من والدتي -ولا من إخوتي- لأنها دائماً تتحدث عنه بشكل غير لائق، وفجأة قررت أن أذهب إلى طبيب نفسي، كان عمري حوالي 18 سنة وقتها وذهبت وحدي ولا أحد يعلم بهذا الموضوع. كنت أذهب لمستشفى من مستشفيات الحكومة، وكل مرة كنت أرى طبيباً مختلفاً، وبصراحة لم أكن أشعر بأي اهتمام من الأطباء بحالتي، لكن أحدهم أظهر اهتماماً بي وبحالتي لدرجة أني لم أكن أذهب باستمرار ومع ذلك وجدته يسأل عني، لقد وجدت عنده كل ما أتمناه من اهتمام بي وبكل ما يخصني بعدما فقدت الاهتمام من أبي ومن كل من حولي.
كان مهتماً بي وبدراستي، ومهتماً حتى لو كنت مصابة بزكام بسيط، كنت أسمع لكلامه وأذاكر لأنجح فيُسَرَّ مني، وبصراحة طلب مني أن أخبر أهلي بمراجعتي لطبيب نفسي، لكني أعرف موقفهم فهم لن يرضوا. المهم، بصورة ما عرف أبي بالأمر وطلب مني أن يكلم الطبيب، وبالفعل كلمه وقابله، وبصراحة لم أعرف ماذا دار بينهما من حوار لأني لم أحضر تلك الجلسة لأنه منعني من الدخول. بعد المقابلة منعني أبي من الذهاب للمستشفى ثانية، وقال أن الطبيب يقول أني سليمة ولا أحتاج لعلاج، انهرت ساعتها لأني لم أتوقع هذا الكلام من الطبيب فاتصلت به وسألته فقال أنه لم يقل هذا الكلام، فاكتشفت أن أبي كذب عليّ وبدأت أشعر بالكراهية نحوه، فقررت ألا أستمع إليه وأن أستأنف مراجعة المستشفى من جديد.
لقد تعملت من طبيبي كيف أتكلم و أتصرف، كان بالنسبة لي كل شيء في حياتي، وبت متعلقة به لكثرة اهتمامه بي، وكنت أغار عليه جداً سواء من الرجال أو النساء، كانت تلك الأيام أجمل أيام حياتي، وكانت كل أحاسيسي تلك حبيسة داخلي فما صرحت له بها.
منذ أربع سنين قرر أن يسافر، وكانت تلك صدمة لي؛ فالشخص الوحيد الذي أحببته وتعلّقت به يتركني ويسافر! لا أستطيع أن أصف لك حالتي عندها لدرجة أني قضيت شهراً لا آكل ولا أشرب. بعدها بفترة عرفت أنه متزوج ولديه بنتاً، لم يهمني لأني لم أكن أفكر في الزواج به، ما كنت أنتظره أن يكون معي وألا يتركني، ومن حينها عاودني الاكتئاب.
كنت أذهب للمستشفى على أمل أن أراه برغم علمي أنه مسافر، ولشدة تعبي قررت الذهاب لأطباء آخرين، وفعلت لكن دون فائدة؛ فلم يبدي أي منهم اهتماماً، كما زاد اكتئابي لأني لم أكن آخذ الأدوية. كنت أخدها لأموت، كنت آخذ 3 علب وإبرة، كنت آخذها كل يوم ولا أعرف لماذا لم أمت حتى الآن.
أنا متعبة جداً منذ شهرين أو أكثر، لدرجة أني أنام يومين وثلاثة أصحو لأصلي وأنام ثانية. المشكلة أيضاً أني لشدة تعبي أكلم نفسي وأقول لماذا يعاقبني الله وبيعد عني من أحبهم؟! أقطع الصلاة أحياناً لكن أرجع لها بعد ذلك. أتمنى أن أتكلم مع أحد، كما أني أرسب في الكلية ولا أعجز عن الدراسة، وأعاني من الصداع والأرق، يعني أحياناً أنام يومين أو ثلاثة، وأحيان أخرى لا أنام مطلقاً، ولو نمت أنتبه من نومي ست أو سبع مرات. لا شيء يفرحني ولا يحزنني، أفكر في الموت باستمرار.
أخيراً، أنا متعلقة بذلك الطبيب حتى الآن، لدرجة أني كلما رأيت أطباء نفسيين أتخيله، لدرجة أني صرت أتابع كل شيء عن الأمراض النفسية والعصبية! أنا متعبة ولا أدري ماذا أفعل؟! أعرف أن حضرتكم ستقولون لي اذهبي لطبيب نفسي، لكن المشكلة أن أهلي ليسوا مقتنعين بأني مريضة ويقولون أني سليمة وأتدلل، وحالياً هم يمنعونني من الخروج لأنهم علموا بذهاب للأطباء من ورائهم.
ملخص مشكلتي؛ حالة الاكتئاب عاودتني، وتعلّقي بذاك الطبيب لدرجة أني لا أقدر على نسيانه. مرّت الآن خمس سنوات وأستطيع أن أحب أحداً، ولو أحببت فإني أريده ملكي وحدي، كنت أغار على الطبيب وحتى صديقاتي البنات، وخائفة من أن يتركني أي أحد أحبه كما فعل الطبيب.
أنا آسفة لسبين؛ أولاً لطول رسالتي، الآخر لأنها مشوشة. حاولت كتابة موضوعي باختصار، لكن لا أستطيع. مسألة أخيرة، أنا أداعب جسمي من تحت، ولم أكن أعرف اسمها، وعرفتها من الموقع هنا، لكن الحمد لله أنا لا أفعلها كثيراً، يعني مرة أو مرتين في الأسبوع، وقد يمر أكثر من شهر أو اثنين لا أفعلها، لكن بصراحة الموضوع عندي منذ سنتين ولم أكن أعرف أنه خطأ، كل مرة أفعلها أحس ان يدي ترتعش وتتنمل ولا أعرف السبب.
R03;آسفة للمرة الثالثة على طول رسالتي.
ولكم كل الشكر
05/11/2009
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من الواضح أن لديك خللا عميقا في شخصيتك تسبب في تضخيم أثر طلاق والديك فعندما حدث الطلاق كنت من الناحية العمرية على أبواب الانطلاق والبحث عن حياة خاصة بك لا التعلق بأحد والديك.
سؤال: من أين أتيت بالدواء والإبرة التي تقولين أنك تتناولينها؟ هل كان طبيبك الأول قد وصف لك دواء أم اكتفى معك بجلسات معرفية؟ ومن أين تحصلين على الدواء إن كان أهلك يمنعونك من الخروج؟
لديك درجة من الاكتئاب ولكنها ليست سبب معاناتك فالسبب الحقيقي هو نمط شخصيتك الاعتمادية ويمكنك ببعض الجهد أن تغيري فيها فقط إن رغبت بذلك ففكري بعمق وبصدق مع نفسك هل أنت سعيدة بحياتك الحالية؟ قد يبدو سؤالي مضحكا ولكن إجابتك مهمة، إن كنت سعيدة فاستمري ولكن إن أردت أن تشعري بالسعادة الحقيقية يجب أن تتعلمي تحمل مسئولية ما يحدث في حياتك بما فيها مشاعرك.
يبدو واضحا من سطورك أن لديك وعيا كافيا لتكوني مسئولة عن نفسك وبغض النظر عن بعض الأخطاء اللغوية في استشارتك فكلماتك تعكس تماسكا فكريا جيدا وسعيا ثابتا وراء الاهتمام وتملصا من تحمل المسؤولية وبهذا تستطيعين أن تغيري من نفسك وتركزي لتنجحي في دراستك، وإن كنت قد تحتاجين لمساعدة متخصصة يجب أن تقومي بنفسك بالخطوة الأولى لمساعدة نفسك فتوقفي في البداية عن التفكير بمعطيات الحياة حسب مشاعرك فقط وما يسعدك وما لا يسعدك ففي الحياة الواقعية هناك معطيات وثوابت يجب أن نتقبلها منها وجوب استقلالنا واعتمادنا على أنفسنا كراشدين وأهم أشكال هذا الاستقلال هو الاستقلال النفسي.
في مراحل النمو النفسي المبكرة يعتمد شعور الأطفال بالأمان على المحيطين بهم ممن يقدمون لهم الرعاية وفي حال غيابهم تضطرب حياتهم وانفعالاتهم لعجزهم الحقيقي عن رعاية أنفسهم، ولكن مع النضج يبدأ الإنسان مع ما لديه من خبرات ببناء ثقته بنفسه وتعلم رعاية نفسه ويتراجع دور المحيطين به في إشعاره بالأمان والاستقرار وحتى السعادة، مع النمو يصبح تحقيق الأهداف والنجاح والتدين وغيرها الكثير مصدر شعور الفرد بالثقة والرغبة في الاستمرار.
ابدئي بإتباع الطريقة الإيجابية في التفكير بأنك لست مريضة وأنك لا تحتاجين لمساعدة بل قليل من المثابرة لتحقيق أهدافك ولنقل أنها ستكون في المرحلة الحالية النجاح في دراستك وتنظيم نشاطك اليومي تحركي واعملي جسديا وفكريا عندها سيرحب جسمك بالراحة. فكري وكرري لنفسك بأن الاستقلالية وتحمل مسئولية حياتك أفضل من استمرار البحث عمن يتحملها عنك فالناس كما رأيت يأتون ويذهبون ولا يبقى لك ومعك بعد رحمة الله سوى نفسك وهي إن سمحت لها قادرة على رعايتك ومساعدتك لتحقيق أهدافك بما وهبك الله من عقل ودرجة من التعليم.
إن بدأت ستتغيرين وتسعدين بإذن الله وستجدينا بقربك ندعمك ونشجعك لتعيشي حياة طبيعية سعيدة ومتوازنة وإلا فمهما تألمت لأجلك لن تخفف عنك مشاعري ضعفك وألمك.