محضر شرطة أم طلب تعارف للزواج
السلام عليكم،
هذه المشكلة التي تؤرق الأخت السائلة تؤرق الكثير أيضاً في مجتمعنا في الأردن. حيث أنه يجب على الخاطب -وأنا أتحدث هنا من ناحية الشباب وليس الفتيات- أقول يتوجب على الشاب أن يقرر إذا كانت الفتاة مناسبة أم لا من لقاء أو لقائين، والمعظم يستصعب أن يحكم بهذه السرعة، وأنا شخصياً كنت ضد فكرة الزواج التقليدي ولكن في بعض الأحيان لا بد منه، أو على الأقل كما تعلمت من موقعكم ومن موقع إسلام أون لاين أن تكون هنالك خطبة سرية حتى لا يقع الخاطبان وعائلتهما بأي حرج، وهذه أسلم الطرق، وأتمنى أن يتم تعميم هذه الطريقة وتبنيها، حيث أني لم أسمع بها إلا في موقعكم.
من خلال تجربة شخصية مع صديق لي مغترب في السعودية يبحث عن عروس، لكنه يرفض الزواج التقليدي من ناحيتين: الأولى، أنه يعتقد أن فيه امتهان للبنت، حيث أنها تعرض كما تعرض السلع. وثانياً، أنه سيضطر لاتخاذ قرار سريع ربما يكون خاطئاً وتنتهي حياته بالفشل.
أعتقد أن الأمور أبسط من هذا، وقد حاولت أن أشرح لصديقي ذلك حيث أنه لا يمكن أن يجد الفتاة المناسبة تماماً، ولكن يجب أن يرتب أولوياته في الاختيار من حيث الجمال والأخلاق والالتزام والشخصية، وأظن أنه مهما استطاع الخاطبان أن يخفيا فستظهر ملامح الشخصية من حيث أنها اجتماعية أو انطوائية، قوية أو ضعيفة... لكن المشكلة في بعض الصفات التي لا يمكن لأحد أن يحكم عليها إلا مع الوقت والتجربة كالبخل والعصبية والشجاعة... وقد تكتمل الصورة بعض الشيء في السؤال عن العروس أو العريس في محيطه الاجتماعي من عمل وأصدقاء وتذكيرهم بأن المستشار مؤتمن كما قال عليه الصلاة والسلام، ومن خلال السؤال عن العائلة بشكل عام ومن ثم بتجربة الشخص فعلياً في مواقف عديدة، وأعتقد أنه يجب على الشاب والبنت أن ينفصلا في مرحلة الخطبة إذا وجدا أ العيب في الشخص المقابل لا يمكن تجاوزه، وألا يجامل الناس على حسابه الشخصي.
أنتظر ردكم
R03;والسلام.
21/10/2009
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
أشكرك يا أخي على ملاحظاتك وهي في مكانها. عندي تعليقين على ما كتبت:
الأول، أن النقطة الأهم في أمر الزواج هي التوكل على الله تعالى والإلحاح عليه بالدعاء لاختيار الأفضل، وأن يكون توجهك إلى الله سابق لأي من الأسباب الدنيوية التي تلجأ إليها لأنه وحده قادر على أن يعينك ويجمعك بمن تناسبك في أصعب ظروف اللقاء.
أما النقطة الثانية، فهي أن هذه الطريقة من الزواج ليست امتهاناً للفتاة إن جرت بشكل واعٍ، فالأصل أن لديك أولويات كما ذكرت في رسالتك وأن اختيار أهلك للفتاة التي ستقابلها حصل حسب أولوياتك من الشهادة العلمية والمستوى الديني والأخلاقي والمستوى العائلي والجمال، وكذلك الفتاة فالأصل أن لديها فكرة عنك وأن مواصفاتك النظرية لها مقبولة وإلا فليست مضطرة لاستقبالك في منزلها. وبعد هذه المرحلة نبدأ باللقاءات التي تجري ضمن الأسرة والتي من واجبنا ومن حقنا أيضاً أن نسعى لتأخذ الطابع الشرعي الذي يسمح بأن تكون فعالة وذات نتيجة وليست فقط مشاهدة للشكل والمظهر الخارجي.
وفقك الله ووفق صديقك في اختيار المناسب.