عندي شعور أني نصف ميت... أرجو المساعدة
السلام عليكم ورحمة الله،
سأطرح عليكم مشكلتي وأرجو أن تستطيعوا مساعدتي.
إني يائس جداً وكاره للحياة.. أشعر أني لا شيء! أعاني مزاجاً سوداويّاً جداً؛ إذا رأيت أحداً يتألم أو في مشكلة لا أساعده بل أشعر بالسعادة، عندما أدري أن شخصا ما مات أشعر بالسعادة أيضاً!
يكون عندي شعور عندما أرى شخصاً ما في الشارع أن أهجم عليه وأضربه، حتى يسقط أرضاً بلا حراك والدم يغطيه. أشعر أني لست حيّاً؛ لا أتأثر بأي شيء ولا أحس بأي عاطفة، المشاعر التي أحس بها هي الألم والكراهية والحقد والانتقام والنقمة والعذاب.
مضى 3 سنوات وأنا أحبس نفسي في العمل أو المنزل، فأنا أشعر أني خطر على الناس من حولي.
أكبر طموح عندي هو الموت..
ولكن يظل عندي إحساس أن لماذا أموت دوناً عن البشر، عليهم كلهم أن يتعذبوا.
والله لا أعرف ماذا أفعل! أرجو الرد سريعاً.
28/10/2009
رد المستشار
الأخ "زاهر م".
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
من خلال رسالتك المقتضبة والتي تذكر أنك إنسان يائس وسوداوي وتحب الأذى للآخرين وتسعد لموتهم، وكذلك الدافعية لأذية الناس العابرين في الشارع إلى الحد الذي تتخيل الدم يغطيهم، شعورك بالحقد والكراهية والنقمة والعذاب وغير ذلك مما وصفته، وأنك حبست نفسك في البيت والعمل منذ 3 سنوات... كل ما سبق يجعلنا نفكر أنك تعاني من الشخصية "السيكوباثية"؛ والتي تحب إيذاء الآخرين والخروج على القانون وتحطيم الممتلكات العامة،
وقد تكون هذه الحالة ناتجة عن معاناة وآلام نفسية واجهتها في الطفولة وترسخت بعد ذلك في مرحلة المراهقة والشباب. ويختص هؤلاء بكثرة المشاكل والتسبب بها في البيت والمدرسة والشارع، كذلك الوحشية تجاه الحيوانات والممتلكات العامة. أثناء المدرسة يكون الطالب متسيباً غير ملتزم في الدوام، وغير قادر على التعامل مع الأساتذة، ولا يلتزم بالواجبات، عبثي وسريع الانفعال والغضب، وعلاقته العاطفية تكون سريعة واندفاعية وشديدة لكن سرعان ما تنطفئ وتنتهي بنفس السرعة التي بدأت بها.
كما أن مشكلة عدم القدرة على تأخير ملذاته وعدم الشعور بالذنب من الأعمال التي يعملها، ولذلك لا يتعلم من تجاربه التي قد تؤدي لإخفاقات يواجهها ومصاعب فيقع في براثن الاكتئاب، لكن ذلك لا يدوم طويلاً ليبدأ تجربة جديدة. أحياناً نجده لا يعرف ماذا يريد، وقد يمر الشخص بحياة عبثية تؤدي إلى الانغماس في استخدام الأدوية والعقاقير الممنوعة والمواد المخدرة.
تحتاج لأن ترسم لنفسك حياة جديدة مسؤولة تتحمل بها بعض الألم، وتساعد نفسك للخروج مما أنت فيه. تحتاج أن تتعلم إعادة توجيه اللذة من تعذيب وأذى الآخرين إلى اللذة في مساعدتهم وإلى استنباط بواطن اللذة في داخلك، كونك عازف قيثار هذا يساعدك أن تتسامى بآلامك ومعاناتك إلى موسيقى تنفس عن مكبوتاتك وتعبر بها عن آلامك.
ستساعدك مراجعتك للطبيب النفساني للتخلص مما أنت فيه.
مع تمنياتي لك بالسعادة