مش عارفة أقنعهم..!؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أريد أن تساعدوني في حل مشكلتي، هي ليست صعبة لكني لا أريد أن أخسر أي طرف من أطراف المشكلة.
سأحكي لكم الموضوع من البداية للنهاية وأتمنى أن تردّوا عليّ في أسرع وقت ممكن فقراري مؤجل حتى أعرف ردّكم.
أحببت شاباً كل مشكلته في الدنيا أنه من غير جنسيتي، وأهلي لا يتقبلون فكرة الارتباط به. ومشكلة أخرى أنه طالب، وطبعا لن يقدر على فتح بيت. أنا وهو في نفس العمر (20 سنة)، أنا أعمل وأدرس في نفس الوقت، في حين ساعات دراسته لا تسمح له أن يعمل للأسف. حالياً تقدم لي شاب جيد من عائلة محترمة وهو "قريب لأبي، فهو ابن عمتي أو تعتبر عمتي". أهلي طبعاً أعجبهم الشاب، وهو أكبر مني ب10 سنين، بينما وجهة نظري أنه من الصعب عليّ الارتباط بشخص اكبر مني 10 سنين، إلا لو كنت أحبه ويحبني، أنا من الأشخاص المؤيدين للزواج عن حب ولا أؤيد زواج الصالونات.
أهلي معترضون على الشخص الذي أحبه: "مينفعش، وميصحش ومش معقول، وليه جنسية تانية؟" وأعذار ورفض غير مقنع لأشياء غير مقنعة "هو لم يتقدم لأن أهله يعرفون أنهم سيُرفضون!" و"قال له أهله لو تريدها فانتهي من دراستك سنخطبها لك مباشرة". كما أن مصروفات جامعته عالية- أنا تقريباً أصرف على نفسي، يعني تقريباً مستقلة بذاتي إلى درجة كبيرة، ولم يعد أهلي يقضون لي أي حاجة، وعلى الأقل من حقي أن أختار شريك حياتي، وبما إني في هذا العمر وأستطيع أن أصرف على نفسي ومستقلة، المفروض أن ذاك أقل حقوقي.
أهلي يقولون أني لو رفضته فلن يكون هناك من تفسير إلا أني رفضته لأجل الذي أحبه، أظن أن تلك الصيغة تنطوي على تهديد بإما أقبل به أو تتحول حياتي إلى جحيم، رغم أن من حقي أن أقول رأيي بكل صراحة ووضوح دون أن أخشى شيئاً. يعني لا أستطيع الآن إبداء اعتراضي، فقد قبلت الحديث معه نزولاً عند رغبة أهلي فأنا لا أظن أنه من الضروري أن أتزوج وأنا في هذا العمر، خاصة أني لم أنهي دراستي بعد.
هذا الشاب يكلمني على أني أصغر منه مع أنه مؤمن أن عقل البنت أكبر من الرجل، لكن في نفس الوقت فهو لا يظهر ذلك بل هو شعوري الداخلي فقط، وأنا أرى لن أتغيّر وأفكاري لن تتغير، يعني حتى لو سمعت كلامهم وتزوجت وعملت ما يريدون فمن داخلي سأبقى أتمنى لو تزوجت الذي أحبه وأني لم أحقق أهدافي... إلخ، طيب، لماذا أعيش بتلك الطريقة وأظلم نفسي لأجل خاطرهم؟!.
ماذا أفعل لإقناعهم أنني لا أستطيع الزواج ممن لا أحس به بينما في قلبي شخص آخر؟ هم مقتنعون أن الحياة الزوجية تولد الحب، لكن ما أراه حولي يجعلني أعتقد أن الحياة الزوجية لو لم تبدأ بطريقة صحيحة فستنتهي لخطأ كبير جدا!. كل صديقاتي ومن أعرفهم تزوجوا زواج صالونات، حياتهم جميلة فقط أمام الناس، من تزوجوا عن حب هناك شيء صغير دائماً ترجعهم لبعضهم بعضاً. حين صارحت أهلي بهذه الأفكار اتهماني بالسوداوية وأني قليلة تربية أني أساساً غير محترمة لأني قلت أن الحياة الزوجية "مرعبة" فالمثل يقول "الزواج مثل البطيخة".
أبي يهاجم أفكاري دائماً ويقول أنها سوداوية وغير سوية، وهذا يؤلمني جداً، لكن ما باليد حيلة فأعود للتعامل معهم عادي فهما والداي! حتى أمي تصفني بكلام لا يقال لبنت لأني أحب شاباً، في حين أنه بات أمراً طبيعياً، وكان على أيامهم طبيعي جداً أكثر من يومنا هذا، ومن زمن قيس وليلى هو طبيعي أن يحب رجل وامرأة بعضهما، وأن يتقدم لخطبتها. أنا أرى ما أفعله خطأ، ربما فيها نسبة من الخطأ لكن كون أني أحب فالحب نفسه لا عيب ولا حرام.
ماذا أفعل لإقناعهما أني لا أستطيع الزواج ونفسيتي غير مهيئة لذلك؟.
آسفة للإطالة، فقد حاولت إيضاح الصورة بقدر استطاعتي، وأتمنى الحصول على الرد في أسرع فرصة ممكنة.
مع كل التقدير والاحترام.
ن.ي.ر
2/11/2009
رد المستشار
أهلاً وسهلاً بك يا آنسة "تعبانة"،
إن ما فهمته من رسالتك هو أنك تعرفين هذا الشخص الذي يختلف عنك بالجنسية معرفة حقيقية وجهاً لوجه وليس عن طريق النت. وعلى افتراض أن فهمي صحيح فإليك رأيي، أما إن كان حبك له هو حب عن طريق الإنترنت فأرجو منك التوضيح لأن الجواب سيختلف كلياً.
عزيزتي "تعبانة"،
من حقك طبعاً اختيار شريك حياتك وليس من حق أحد أبداً إرغامك على من لا تحبين، ولكن للموضوع أكثر من زاوية دعينا ننظر إليها معاً:
أولاً، إن حكمك على قريبك الذي يكبرك بعشر سنين ليس موضوعياً لأنك متأثرة بالشاب الثاني. وعلى ما يبدو لي من كلامك أن مواصفات ابن عمتك مناسبة وتستحق أن يحظى بفرصة جدية لديك، وتستحقين أنت أيضاً أن تعطيه فرصة حقيقية لأنك قد تندمين على تضييعه فيما بعد.
ثانياً، إن الشاب الذي تحبين يبلغ من العمر عشرين سنة وبالتالي فإن مشاعره لم تستقر بعد وقد تتغير بعد فترة، بينما أنت تحافظين على عواطفك تجاهه، فلا تجعلي الرهان كله على معرفتك به الآن وضعي في بالك حسابات معاكسة.
ثالثاً، بالنسبة لسؤالك فيما إذا كان حبك له مشروعاً أم عيباً، فالأصل أن الإنسان لا يحاسب على مشاعره وعواطفه ما لم تنعكس على سلوكه فيتصرف بما يعارض الشرع، من وجهة نظر أهلك، لا تكمن المشكلة في إعجابك بالشاب وإنما في انعكاس ذلك على تصرفاتك وطريقة تفكيرك حيث أنك ترفضين منطق العقل الذي ينص من وجهة نظرهم على أن ابن عمتك هو شخص مناسب وتوافقين على منطق العاطفة الذي يزين لك ارتباطك بالشخص الثاني.
رابعاً، تقولين في رسالتك "أنا من الأشخاص المؤيدين للزواج عن حب ولا أؤيد زواج الصالونات" أما أنا فأؤيد الزواج الذي يتسم الأشخاص فيه بالوعي والنضج والتوازن والإحساس بالمسؤولية بغض النظر عن طريقة التعارف، والعلاقات التي تعممين صفاتها على الزواج بشكل عام هي مجرد نسبة بسيطة من حالات الزواج وترين أن ما نجح منها هي تلك التي سبق الحب فيها الارتباط، وأستطيع أن أسرد لك بالمقابل قصص عن الكثير من العلاقات الناضجة التي يسودها الحب والاحترام ولم تكن لدى الزوجين معرفة سابقة ببعضهما إلا من خلال زواج الأهل الذي تسمينه أنت زواج الصالونات. كما لدي قصصاً عن العديد من علاقات الزواج التي أقل ما يمكن أن أطلقه عليها أنها غير سعيدة وبعض منها فاشل للأسف، فهي بدأت أول ما بدأت بالحب قبل الزواج. إذاً فما يحدد نجاح الزواج هو عقلانية الأشخاص ووعيهم لا أسلوب التعارف، وفوق هذه الأسباب يكمن توفيق الله عزّ وجلّ وعنايته التي يحيط بها من يخافه ويلتزم شرعه.
خامساً، تقولين في رسالتك "... أنا تقريباً أصرف على نفسي، يعني تقريباً مستقلة بذاتي إلى درجة كبيرة، ولم يعد أهلي يقضون لي أي حاجة، وعلى الأقل من حقي أن أختار شريك حياتي، وبما إني في هذا العمر وأستطيع أن أصرف على نفسي ومستقلة، المفروض أن ذاك أقل حقوقي".
هل تظنين يا صديقتي أن وجود أهلك في حياتك وعلاقتهم بك ومساعدتهم لك في اتخاذ القرار تنتهي عندما تستقلين مادياً؟ وهل وجود أهل في حياتك ستحتاجينهم طوال عمرك وفي كل لحظات الشدة التي تمتلئ بها حياة الإنسان يقتصر فقط على دعمهم المادي؟ أنت مخطئة يا بنتي كثيراً بتفكيرك هذا، احمدي المولى عزّ وجلّ أن لديك أهل يهتمون لشأنك ويريدون الأفضل لك ولست (مقطوعة من شجرة)، ولك أب يساندك ويحميك وأم تنصحك وتخفف عنك، فكم من الفتيات تتمنين لو يتعرف الشاب إليها عن طريق أب هو بمثابة درع الحماية لها ومن خلال عائلة تبين أنها ذات أصل. إن هذا الشخص الذي تحبين والذي تراهنين عليه، مهما كان ومهما وصلت أهميته في حياتك يجب أن لا ينسيك أن أمك وأباك هم أول من تدينين لهم بالفضل والمعروف وهم من سيساندونك طوال حياتك وهم من ستجدينهم دائماً حاضرين لإعانتك والوقوف إلى جانبك فلا تهمشي رأيهم ولا تتناسي ضرورة وجودهم معك حتى أمام هذا الشخص فقيمتك لديه ترتفع عندما يعلم أنك من أسرة متماسكة تهتم لشؤون أفرادها.
في نهاية كلامي سأنصحك كما أنصح أختي الصغرى وأقول لك: توقفي عن التواصل مع هذا الشاب لفترة وأعطي ابن عمتك فرصة حقيقية حتى تضمني -من أجلك أنت- أن يكون أي قرار تأخذينه نابع من تفكير عقلاني وليس من مشاعر مضطربة، واسألي المولى تعالى أن يختار لك الخير ويرغبك فيه، ولا تنسي صلاة الاستخارة قبل أن تقدمي على القرار الذي ستأخذينه.
أتركك في عون الله وهداه وبانتظار متابعتك معنا.
واقرئي أيضاً:
اختيار شريك الحياة مسؤولية من؟
الجلسة الأولى لاختيار شريك الحياة
حيرة كل فتاة عند اختيار شريك الحياة
اختيار شريك الحياة: هل من ضابط ؟
ويتبع>>>>>: مشاعرك مضطربة خذي استراحة م