طليقي شاذ وسلبي ويمارس العادة! مشاركة 1
ما كل هذا اللوم؟؟
أنا صاحبة المشكلة.
ما كل هذا الكلام يا صاحب المشاركة؟! هل تزوجته عرفياً أم زنيت معه؟! لا أدري أي سبب لهذه الحدة؟ كيف تكلمين هكذا، هل أستحق ذلك وأنا التي تبعث طالبة رأي الناس؟؟!.
ثم لم كل هذا اللوم للأستاذة رفيف؟ لقد كانت من رقتها معي أن أوصلت لي المعلومة بأسلوب أحسن كثيراً من أسلوبك!.
هل مررت بتجربة كتجربتي؟ هل قرأت تجربتي ابتداءً قبل أن ترد بكلامك هذا؟ ليتك تسمع لأحد قريب منك يهمه أمرك لتعرف مشاعري ومشاعر أهلي في حالتي هذه، لدرجة أني كنت أتعالج نفسياً وكما قالت الأستاذة رفيف أني مررت بهزة نفسية كنت محتاجه فيها لحضن يحتويني وليس لكلام قاسٍ يجعلني أندم وأتجنب بعث أي رسالة أخرى. ليتك تقرأ رسالتي ثانية لأني ما تكلمت معه كلاماً خارجاً ولا أي شيء، وأعرف جيداً حرمة الشات، ولو وقع أحد من معارفك في مشكلتي فربما يتخبط أكثر مني. وللعلم أنا قطعت علاقتي به كما قالت لي الأستاذة وطلبت العوض من الله بزوج، والحمد لله أني قرأت رد الأستاذة قبل أن تبعث مشاركتك وإلا لاشتد ألمي وصار عذابي أشد.
على العموم، سامحك الله، وأعتذر، وأعدك أني لن أبعث أي مشاكل ثانية على هذا الموقع لأني لن أحتمل كلاماً ككلامك هذا... سامحك الله.
29/10/2009
وأرسل دوست (40 سنة، محاسب، مسلم، مصر) مشاركاً يقول:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أختي الفاضلة الأستاذة رفيف الصباغ،
عذراً للأسلوب الذي جرت به المشاركة السابقة إن كان يحمل بعض الحدة أو بعض الغرابة. ولكن لكل شيء سبب، والسبب فيما قلته هو ما أجده من بعض الناس عندما أتحدث إليه في مسائل الحق والباطل، وأجد كلامي عنده وكأنه مستغرب، وكأن الناس ما عادت تبالي بشيء. ثم إنني لا أريد أن يكون أهل الحق كأهل الباطل في ردودهم، وأنا أحتسبكِ عند الله عزّ وجلّ من أهل الحق، فَلِمَ لا يحمل الرد على المشكلة جانب الخير من النصح والإرشاد والتذكير بالحق، والله تعالى يقول: (وذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ المُؤمِنين)، أم أن هذا الجانب أصبح مستهلكًا ولا يلقى قبولاً عند الناس؟!.
لا يا أختي الفاضلة.. أنا أربأ بكِ أن تكوني مثل أولئك المطبطبين الذين لا يزيدون الطين إلاَّ بلَّة، وأعتقد أن (الأولويات) هي أن تُذكِّري بدين الله أولاً، ثم تبحثي بعد ذلك عن السلوك الذي يمكن اتباعه للتخلص من الأزمة، وليس العكس.. ولا تنسي قول الله عزّ وجلّ عن بني إسرائيل في مَعْرِض الذم واستحقاق الهلاك: (كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه، لبئس ما كانوا يفعلون)
وأخيراً أيتها الأخت الكريمة رفيف وردّاً على فقرتكِ الأخيرة.. أتساءل ما المانع أن تكون فورة غضب لله عزّ وجلّ؟! وقد كان النبي الكريم صلّى الله عليه وسلّم يتمعر وجهه إذا انتهكت حرمة من حرمات الله عزّ وجلّ.. ثم ما الذي جعلكِ تعتقدين بأنني خائف من قول الحق أو أنني ألقيت كلمتي وانسحبت، أخشى أن يكون هذا اتهاما بلا دليل، فلا أنا خائف من شيء ولا أنا منسحب، وسامحيني يا سيدتي إن كنت وصفت نفسي بالمجنون فلربما أكون كذلك فعلاً؛ لأنني مريض بالوسواس القهري والقلق الوسواسي منذ حوالي الـ30 عاماً (وأعتقد أنكم في مجانين تعرفون ذلك!) لكنني على كل حال سمحت لنفسي أن أضع نفسي في مصاف عقلاء المجانين.
أختي الفاضلة (أ. رفيف) سامحي أخاكِ، وأتمنَّى لحضرتكِ دوام التوفيق في الدعوة لدين الله تعالى.
وشكراً.
29/10/2009
رد المستشار
السلام عليكم،
أضحك الله سنكما كما أضحكتماني بمناوشاتكما من خلف الشاشات، والتي جعلتموني ضحيتها.
الأخ الكريم "دوست"،
سأجعل كلام الأخت السائلة يردّ عليك!
قل لي: ما الذي تريده؟ هل تريد تغيير المنكر بكلامك؟ نعم تريد هذا بالطبع. انظر إلى نتيجته بعينك! هل استفادت الأخت من حدتك؟ أم هل قررت تغيير ما تفعله لأجل كلامك؟ أم على العكس هربت منك ومن الموقع كله، وجعلتها تتفوه بكلام تبدي فيه استياءها منك ومن كلامك!.
أسألك الآن: هل المطلوب منا تغيير المنكر، أم المطلوب الصراخ في وجه من يفعله؟ بالطبع إن المطلوب هو تغيير المنكر، والصراخ أحد الوسائل المستخدمة لذلك حينما يكون مجدياً ولكن قبل أن نصل إلى الصراخ والشدة هناك درجات يجب أن نراعيها.
فأول درجات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: التعريف، وثانيها: الوعظ بالكلام اللطيف، وثالثها: السب والتعنيف بأن يقال لصاحب المنكر: يا جاهل، ألا تخاف الله ونحو هذا...، رابعها: المنع بالقهر وتغيير المنكر باليد، ككسر آلات اللهو وإراقة الخمر، وخامسها: التهديد بالضرب ثم مباشرته... وهذه ربما جرَّت إلى القتال.
ومن المعروف شرعاً (وهو ما يجهله غالب الناس) أنه يجب علينا مراعاة الدرجات عند الأمر والنهي، فيحرم الانتقال إلى درجة إذا كانت التي قبلها كافية في تحصيل المقصود.
وكذلك علينا مقارنة المنكر الواقع مع نتائج فعلنا فإذا كانت نتيجة فعلنا منكراً مساوياً للمنكر الموجود سقط وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإذا كانت نتيجة فعلنا منكراً أشد من المنكر الموجود حرم الأمر والنهي!! ولهذا يحرم على العامة القيام بالدرجة الخامسة (التهديد بالضرب والقتال...) دون إذن أولياء الأمور لما يجر إليه هذا الفعل من الفتنة العامة التي هي أشد حرمة من سائر المنكرات... وغالباً ما يلحق بهذه الدرجة: الدرجة الرابعة أيضاً لنفس السبب... وعلى هذا القانون قِس جميع الأفعال.
وأنت يا أخانا قفزت إلى الدرجة الثالثة فوراً، وكان نتيجة ذلك أن نَفَرَت السائلة من كلامك، وعَزَمَت على عدم السؤال والاستفسار مرة أخرى! فهل قمت حقاً بعمل مبرور لتغيير المنكر؟ أترك إليك الإجابة على هذا السؤال!.
أمر آخر: إن من يريد أن يأمر وينهى عليه أن يختار الوقت والحال التي يكون فيها فاعل المنكر –أو تارك المعروف- مستعداً لسماع كلامه، وإلا فإن جهده –في أقل الأحوال- سيضيع، بل غالباً ما يقوم صاحب المنكر برفض النصيحة علناً، والازدياد في العناد لعدم استعداده للفهم والتطبيق... لهذا يحل للآمر والناهي أن يؤخر تغيير المنكر إلى الفرصة المناسبة التي يكون فيها السامع مستعداً، ولا يعد هذا من السكوت على المنكر!. ففي الحديث الصحيح الذي رواه البخاري ومسلم عن المسيء صلاته: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - دَخَلَ الْمَسْجِدَ، فَدَخَلَ رَجُلٌ فَصَلَّى فَسَلَّمَ عَلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَرَدَّ وَقَالَ: «ارْجِعْ فَصَلِّ، فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ». فَرَجَعَ يُصَلِّي كَمَا صَلَّى ثُمَّ جَاءَ فَسَلَّمَ عَلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم – فَقَالَ: «ارْجِعْ فَصَلِّ فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ» ثَلاَثًا. فَقَالَ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا أُحْسِنُ غَيْرَهُ فَعَلِّمْنِي. فَقَالَ: «إِذا قُمْتَ إِلَى الصَّلاَةِ فَكَبِّرْ، ثُمَّ اقْرَأْ مَا تَيَسَّرَ مَعَكَ مِنَ الْقُرْآنِ، ثُمَّ ارْكَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ رَاكِعًا، ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَعْتَدِلَ قَائِمًا، ثُمَّ اسْجُدْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِدًا، ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ جَالِسًا، وَافْعَلْ ذَلِكَ فِي صَلاَتِكَ كُلِّهَا».
قال ابن حجر –رحمه الله- في فتح الباري في شرح الحديث: (وفيه حسن خلقه صلى الله عليه وسلم ولطف معاشرته، وفيه تأخير البيان في المجلس للمصلحة. وقد استشكل تقرير النبي صلى الله عليه وسلم له على صلاته وهي فاسدة على القول بأنه أخل ببعض الواجبات.....) ثم ذكر ابن حجر أقوال عدد من العلماء في حل هذا الإشكال ومنها قول ابن دقيق العيد: (..ليس التقرير بدليل على الجواز مطلقاً، بل لا بد من انتفاء الموانع. ولا شك أن في زيادة قبول المتعلم لما يلقى إليه بعد تكرار فعله واستجماع نفسه وتوجه سؤاله مصلحة مانعة من وجوب المبادرة إلى التعليم، لا سيما مع عدم خوف الفوات، إما بناء على ظاهر الحال، أو بوحي خاص). إذن تأخير بيان الحكم إلى أن تكون نفس المتعلم مستعدة لسماع ما يلقى إليه أمر جائز إن لم يعارض مصلحة أقوى منه بدليل هذا الحديث...
والذي أدى إليه اجتهادي في الموضوع: أن معاناة السائلة ستمنعها حتماً من سماع أية أمر ونهي، وستجعلها ضعيفة في تطبيق ما تعرفه من أحكام... لهذا فضلت أن أعينها أولاً على تجاوز محنتها، وبعد أن تهدأ، ستصبح قادرة على القيام بحكم الشرع الذي تعرفه، ولا مانع من تذكيرها به مرة أخرى بلطف... إذن هي تحتاج إلى تيسير طريق التطبيق عليها لا إلى التعريف (أو التهديد)، لهذا بدأت به أولاً، والحمد لله فقد كان اجتهادي مناسباً لحالها بتوفيق منه تعالى.
وهذا الذي شرحته لك كان ينبغي أن تكون أعرف الناس به! فكم مرة أُخبِرتَ بحكم وسوستك، وما ينبغي عليك فعله؟ وكم مرة تضجر الناس من تلك الوسوسة وقاموا بتعنيفك؟ فهل أدى هذا إلى تغيير ما أنت فيه؟ والسبب وجود حالة نفسية عندك تمنعك من سرعة الامتثال! فهلا عذرت غيرك ممن تعبت نفوسهم وضعفت قواهم عن التطبيق؟ وحتى الذين لم تتعب نفوسهم كن رفيقاً بهم لقوله صلى الله عليه وسلم: ((إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُحِبُّ الرِّفْقَ فِي الأَمْرِ كُلِّهِ)). وإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يتمعَّر وجهه [أي: يتغيّر] لانتهاك حرمات الله تعالى فهذا لا يعني أنه كان يضع الشدة حيث ينفع اللين والرفق... فالرفق مطلوب في عامة الأحوال ومقدم على الشدة وإن سميته طبطبة واستأت منه.
وأخيراً: أرجو منك يا سيدة "رانيا" أن تتمهلي في قرارك، ولا تحرمي نفسك من شرف السؤال والتعلم لأجل كلمة عابرة وصلتك... وأسرة مجانين ترحب بك وفي خدمتك.
عفا الله عنا جميعاً وأصلح حالنا إلى أحسن حال.