بعد كتب الكتاب: أطلب الطلاق أحسن؟ م2
آسفة للكتابة ثانية.
لقد نسيت أن أكتب لك أشياء أخرى أوحت لي بأنه "لا يعتمد عليه"- عندما سألته عن الأسباب التي تجعله لا يستيقظ لصلاة الفجر فقال لي أن الأيام التي لا يستيقظ فيها بسبب أن والدته لا تأتي لتوقظهّ.
إنه لم يستقر في عمل واحد من بعد تخرجه، فقد قضى عامين في العمل بشركة والده، وبعد ذلك شغل منصباً إدراياً في مدرسة والدته، لكني استنتجت من حديثي معه أنه ليس جاداً في ذلك العمل، فقد قضى أربعين يوماً وسيقضي 4 شهور أخر في سفر للمراكز الإسلامية في بلاد العالم المختلفة كهجرة في سبيل الله ورسوله، وبرغم سمو هدفه لكني أرى أنه لا يوجد عمل يحتاج لصاحبه وصاحبه يتركه من أجل السفر في سبيل الله! لأن العمل في حد ذاته عبادة.
أرجوك يا أستاذ رفيف أن ترسل لي رأيك واستشارتك، فأنا أتمنى من الله ألا أتعرض لمصيبة أخرى مثل السابقة، وأريد أن أتحرى القرار الصائب من الحكماء أمثالك، الذين للأسف أفتقدهم في محيط عائلتي.
وجزاك الله عني كل خير.
12/12/2009
رد المستشار
السلام عليكم،
أهلاً وسهلاً بك دائماً... وصلني استدراكك بعد أن أرسلت الإجابة على سؤالك الأول عنه.
وقد بدأت الآن أكوّن صورة عن هذا الخاطب –حسب ما ورد في رسالتك- فإذا كان الأمر كما تقولين، وإذا لم يتغير هذا الشاب بعد الزواج ويشعر بما أصبح معلقاً به من مسؤوليات، فمن المحتمل أن تتعذبي معه قليلاً –أو كثيراً- لإقناعه بالتزام عمله ومسؤولياته في كل مرة يحاول فيها التملص واتباع ما يهواه أو يخطر على باله من أجل إسعاد نفسه.
لكن كما قلت لك: لا يمكن أن نحكم عليه، فربما هو الآن يتصرف كذلك لعدم وجود مسؤوليات في رقبته، وغداً يختلف حاله بعد الزواج، أو لأنه لا يعجب بالأعمال التي يستلمها ويحب أن يشتغل باختصاصه...
لهذا لا بد أن تسأليه عن عدد من الأمور حتى تتيقني أن هذا طبع متأصل فيه، فمثلاً هل كان جاداً في دراسته؟ أو عندما يعهد إليه بمهام تحتاج إلى وقت وصبر من قبل عائلته أو أصدقائه، هل يقوم بها وينهيها أم يترك العمل قبل أن ينتهي؟ وإجمالاً هل ينهي أعماله التي يبدأها أم يتركها قبل أن تكتمل؟ اسألي عنه من عمل معه سابقاً: هل كان مجداً في العمل أم مهملاً أو ملولاً؟.
وبعد أن يطمئن قلبك لشيء فيه وازني بين محاسنه ومساويه واسألي نفسك بصدق: هل أنت مستعدة لتحمل صفة النقص هذه فيه؟ هل أنت مستعدة لأن تحملي فوق ما تحمله النساء عادة من شؤون تدبير المنزل وإدارته؟، هذا النوع من الممكن أن يجعلك تقومين بحمل الأطفال غداً وحدك مع أغراضهم، دون أن يساعدك خوفاً على قميصه وبنطاله من الاتساخ! وقد يفكر بترك عمله مراراً وتحملين أنت حمل همّ إقناعه بالبقاء لأن في رقبته أسرة!
أعلم من تعيش على هذا النحو، ولكنها رغم عدم رضاها عن هذه الصفات في زوجها استطاعت أن توظف خبرتها في الحياة، وقدرتها على تحمل المسؤولية من أجل سعادة الأسرة، صحيح أنها تحمل زيادة عما تحمله المرأة عادة، إلا أنها تنسى هذا في مقابل حسن أخلاق زوجها، وحنوه عليها، ومكانته الاجتماعية، وسائر صفاته الحسنة. لكني أعلم بالمقابل من تظل تندب حظها وتشكو أمرها إلى ربها لأنها اضطرت أن تعيش على هذا النحو، وتعتبر حياتها جحيماً لا يطاق!!.
فالأمر إذن عائد إليك؛ هل تستطيعين التحمل أم لا فيما لو ظهر أنه لا يحمل المسؤولية فعلاً؟ واعلمي أنه لا يوجد عريس كامل ولا عروس كاملة! وإنما المسألة مسألة ترجيح مصالح، وترتيب أولويات، فإن كنت قادرة على تحمل هذا الشاب بمحاسنه ومساوئه فأقدمي وتوكلي على الله، وإن كنت لا تستطيعين، فعوضك الله خيراً منه، وبمن يسعدك في الدنيا والآخرة.
ويتبع>>>>>>>>>>>>>>>>>> بعد كتب الكتاب: أطلب الطلاق أحسن مشاركة1