السلام عليكم ورحمة الله
أنا فتاة أبلغ من العمر خمسة وعشرون سنة، طفولتي كانت بائسة تعيسة، لم أكن محل اهتمام أبي وأمي، كنت أضرب وأسب وأشتم، ورغم صغر سني إلا أنني كنت أشعر بالاكتئاب وأكره بيتنا وعائلتي، كنت أتمنى أن أعيش في بيت غير بيتنا. كنت لا أحب المدرسة بسبب المدرسات، فقد كن يضربنني بشدة رغم أنني كنت متفوقة، أحياناً أتبول على نفسي في المدرسة من الخوف كنت أكتم كل هذه المشاعر في نفسي ولا أخبر بها أحد. كنت أحب أبي وأمي رغم علمي بأنهما يكرهانّي وأنني خارج حياتهما. في سن الثامنة تحرّش بي عامل أخذني جبراً إلى الحمام وحملني وأخذ يقبلني بقوة وأنا أحاول أن أفلت من بين يديه، وأثناء ذلك كانت قدمي ترتطم بجزئه السفلي وخفت كثير مما أحسسته- أرجو أن تكونوا فهمتم ما أعنيه.
بعد هذه الحادثة أصبحت أفكر كثيراً في الذي حصل لي ولم أخبر أحداً بذلك لأنني كنت متأكدة أن والدايّ سيلوماني ويضرباني وسيقولان بأنني أنا السبب. هذه الحادثة نقلتني سريعاً إلى عالم بعيد عن عالم الطفولة البريء، عالم الجنس، وتغيرت حياتي وإلى الأبد. هذا في مرحلة طفولتي.
أما حياتي الآن، فأنا إنسانة لا أشعر بالسعادة والفرح، أرى أن الحياة كئيبة ومخيفة، حاولت الانتحار ثلاث مرات جميعها بنفس الطريقة، بالحبوب.. أنا أفكر بالموت كل يوم، عندما حاولت الانتحار لامني والداي كثيراً على ما فعلت. أيضاً كنت أشم الصمغ لكي لا أفكر بشيء ولكني تركت ذلك الآن.
أنا أكره الحياة ونفسي كثيراً، أشعر بالذنب وتأنيب الضمير لأنني لا أستطيع أن أحب أبي وأمي وأخوتي، أشعر أنني لا أستحق أن أعيش، وأحياناً أقوم بضرب نفسي وتعذيبها، دائماً ما تأتيني حالة لمدة قصيرة جداً لا أعرف فيها من أكون أو ما كل ما حولي وتختفي، لكني أشعر بعدها بقرف من الدنيا وضيق واكتئاب. نومي مضطرب ولا أنام ساعات كثيرة، وأحلامي غالباً ما تكون انعكاسات لواقعي الذي أعيشه، أحياناً لمدة أسبوع أو أكثر، أشعر بالخوف والقلق عندما أستيقظ من نومي وأكون حزينة ولا أعلم ماذا أفعل وأظل أبكي.
علاقتي بأسرتي ليست جيدة فأنا أشعر بالوحدة رغم أنني أسكن معهم، أحياناً تمرّ شهور لا أتكلم معهم؛ أشعر بأنني تائهة لا أعرف ماذا أريد؟! أصبحت كل الأشياء مملة في نظري وليس لها فائدة، حتى الاستحمام وتنظيف أسناني وتسريح شعري ليس لها فائدة. أتمنى أن أكون بمفردي ولا أرى أحداً لأن لا أحد يفهم ما أحس به، تعبت كثيراً مما أنا فيه فأنا أعيش جسداً بلا روح في هذه الحياة ولا أعرف أين روحي!.
أيضاً لدي مشكلة في وزني وشكل جسمي؛ أنا لا أحبه، اتبعت حمية غذائية قبل سنتين وكان وزني حينها خمسة وثمانون كيلواً وطولي متر وثمانية وأربعون سنتمتراً، حتى أصبح وزني ثمانية وعشرون كيلو غراماً، كنت فرحة جداً، وقبل عدة أشهر أصبحت فجأة لا أستطيع التوقف عن الأكل، حاولت بكل الطرق أن أفقد وزني (بالملينات، بالاستقياء) لكن لم أستطع،
R03;وحاليا وزني أربعة وأربعون.
أشعر أني خسرت كل شيء.
13/12/2009
رد المستشار
الأخت الكريمة،
أهلاً وسهلاً بك. ما تعرضت له في طفولتك جعل بينك وبين نفسك مسافة من عدم الفهم، بل وسوء الفهم.
تحتاجين للاستبصار بنفسك عبر رحلة استكشاف لها، لميزاتها وعيوبها، لكل ما فيها، وكأنك تغوصين في محيط هائج، مع غواص ماهر أقصد معالج نفسي لعمل تلك الرحلة، يصحح المعارف والسلوكيات.
أتركك في أمان الله وحفظه.
واقرئي أيضاً:
ومن تضيق به الدروب: (مشاركة ومقترحات)
الانتحار بين المرض والاختيار: الجزء الأول
الانتحار بين المرض والاختيار: الجزء الثاني
مقبل على الانتحار: لا تنصحوني- متابعة3
الشاب الفرنسي والتخوف من وراثة الانتحار
زهرة البنفسج تريد الانتحار وكارول أيضًا