السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أريد أن أغيّر من حياتي وشخصيتي، لكن لا أدري كيف السبيل إلى ذلك؟ وإن كان ذلك ممكناً أم لا؟ هل هناك تغيير حقيقي لشخصيتي، أم أني أتغيّر لمدة بسيطة لأعود لطبيعتي ثانية؟ لو سمحتم قولوا لي كيف أغيّر من نفسي؟
1- أتمنى أن أحب الشتاء! أنا أكرهه وأكتئب فيه، وأحس أنه حمل ثقيل جداً عليّ ويقيّد حركتي بالملابس الثقيلة والمكوث تحت الأغطية السميكة أغلب اليوم.
2- أتمنى أن أكون مثقفة، لكن كيف؟ كللما قرأت شيئاً أو شاهدته وبرغم تركيزي فيها إلا أني أنساها بسرعة!.
3- أتمنى أن ألين الكلام كما قال رسول الله عليه الصلاة والسلام على ما أتذكر: "من أطعم الطعام وألان الكلام وتابع الصيام وقام بالليل والناس نيام، دخل الجنه بسلام" لكن لا أعرف كيف أفعل ذلك؟ فأهلي وأصحابي سيستغربون ليس لأني بذيئة اللسان، لكن لأني قوية وصريحة، على سبيل المثال: لو ثار أحدهم في وجهي دون وجه حق، أسرع بالرد عليه دون أي تجميل للكلام. أو لو طلبت من أبي شيئاً لم يكن في خاطره تنفيذه فإني لا أستطيع التحايل عليه بحنية، بل أغضب بسرعة وأبكي.
4- أرجو أن يسامحني الله، لقد كان لي زملاء -ذكور- في الكلية لكني قطعت صلتي بهم لأرضي الله، لكن لي صور -وحدي- على كاميرا أحدهم، ولأوضح الأمور؛ في إحدى رحلات الكلية الكاميرا الخاصة بي تعطلت فطلبت من زميلي أن يصورني بالكاميرا الخاصة به، صورة لي وحدي. تخرجت الآن وقاطعت الذكور من زملائي من فترة طويلة، ولكنه لم يتخلص من الصور. ماذا أفعل ليسامحني الله على هذا الذنب؟ وأخجل أن أكلم زميلي ذاك لأطلب منه مسح الصور.
5- أريد أن أشعر دائماً أني قريبة من الله وأن أخشع في الصلاة دائماً، لكن لكن لا أدري كيف؟ تمر عليّ فترات أملّ فيها من سماع البرامج الدينية أو قراءة الكتب الدينية وتستهويني برامج الترفيه وأضيّع وقتي في الباطل بدلاً من ذكر الله والتسبيح.
6- أريد تغيير نظرتي لمستقبلي، فأنا أحس أني أضعت مستقبلي، فأنا لم أجهز نفسي وأنا في الكلية بمهارات لسوق العمل وأحتاج أن أبدأ، وأخشى إن بدأت أتعلم أجد أني لا أستفيد ولا أتمكن من الحصول على العمل الذي أحبه.
7- أهم نقطة الآن، هو ألا أخاف من الغيب، فهذا الخوف يجعلني مترددة جداً وغير قادرة على اتخاذ قرار حازم، لكني دائماً أتخذ قرارات ليس لها لون- فأترك الباب موارباً؛ لا أفتحه، ولا أقفله! على الرغم من أني مؤمنة بالله وبقضائه وقدره، على سبيل المثال لو تقدم لي عريس فإني أخشى أن أرفض خوفاً من أن يكون جيداً فأخسره، وأخاف القبول خشية أن يكون سيئاً.
8- أتمنى أن أحب عمري، لكن على الرغم من أن عمري 21 سنة فقط، لكن كل سنة أو شهر يمر عليّ أخاف أن أكبر فأصبح عجوزاً وشكلي بشع. وأخاف أكثر لو لم أتزوج وأنا في عمري هذا فأكون صغيرة في عين زوجي، فأستطيع أن أتدلل عليه فيدللني كما لو أني ابنته.
أيمكنكم مساعدتي.
20/12/2009
رد المستشار
صديقتي،
أولاً، إن لم يكن التغيير ممكناً لكان كل ما نقرأه: من تاريخ وأديان وثقافات واختراعات واكتشافات علمية... كذباً أو من نسج الخيال. سأرد على نقاطك كما جاءت في رسالتك:
1. الشتاء مثل أي فصل من فصول السنة وله جماله، ولكن الجمال دائماً في نظر من يلاحظ.. من ينتبه للجمال يرى الجمال.. قد تكونين ممن يتأثرون بتغيّر الفصول، أي ممن يعانون من اضطراب الوجدان المتأثر بالفصول SAD.. الثياب الثقيلة يمكن أن تكون فضفاضة ولا تقيد الحركة.. والمكوث تحت الأغطية السميكة هو ما يسبب الاكتئاب.. عليك بالتعرض لأشعة الشمس لمدة عشرين دقيقة يومياً على الأقل والخروج من المنزل ومزاولة أي نوع من الرياضة الخفيفة كالمشي.
2. التذكر يتعلق بالفضول أو الاهتمام؛ إن كنت تقرأين بهدف أن تكوني مثقفة فلن تتذكري الكثير مما تقرأين، ولكن إن قرأت بدافع العلم والمعرفة وإشباع الفضول فستتذكرين أغلب المعلومات.
3. دعيهم يندهشوا! وتعلمي فن الإقناع بدلاً من فن التحايل.. الغضب والبكاء محاولات طفولية للسيطرة والتحكم، اقنعي والدك بدلاً من التصرف كطفلة، لكن هذا معناه أن تكوني مقتنعة بما تريدين ولديك أسباب منطقية (من وجهة نظر والدك أو من تريدين إقناعه).
4. ليس هناك ذنب في هذا.. من أين أتيت بهذه الفكرة؟ لا داعي لمسح الصور أو أي شيء من هذا.. انسي الأمر.
5. أعتقد أن البداية السليمة هي التعمق في كل صلاة على أنها صلة مع الخالق سبحانه وتعالى.. البرامج والكتب الدينية ستجعلك في هذه المرحلة تشعرين باليأس والإحباط من كثرة ما يقال فيها من تفاصيل تجعل العلاقة مع الله تبدو في منتهى الصعوبة.. الله أقرب إلينا من حبل الوريد كما يقول في كتابه العزيز، ودون شروط.. بعدك عن الله هو في اعتقادك فقط.
6. ليس هناك طريقة أخرى غير البدء والصبر والتعلم المستمر والتطور الذي لا ينتهي.. اعرفي موقعك وما تحتاجينه لسوق العمل، ثم ابدئي في الاستعداد فوراً.. الانتظار والهروب لن يقربك من أهدافك.
7. لا بد من أن تحددي ما تريدين قبل اتخاذ القرار.. من ناحية العريس، ما هي صفات الزوج الذي تتمنينه وما الذي ستمنحيه أنت في العلاقة، وما الذي تتوقعينه منها؟.. في العموم يجب تحديد الهدف وتحديد المجهود أو ما ستبذلينه في المقابل.. هذا ينطبق على كل شيء.
8. السن لا علاقة له بالدلال والحنان بين الناضجين.. نحن جميعاً نتقدم في السن، وإن لم تحبي سنك فلن تسعدي أبداً.. أحبي نفسك وأحبي الحياة، ولا تبالي بالسن فنحن جميعاً سنموت يوماً ما.. عيشي الآن.
وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب.