السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
بدأت حكايتي وأنا في عمر 16 سنة، وبدأت مشكلتي حين كنت في الحادية والعشرين من عمري، وأبلغ الآن من العمر 23 سنة. كنت في مدرسة ثانوية صناعة، كنت أحب الناس واجتماعية جداً لدرجة لا توصف، أضحك باستمرار إلى أن تقربت من الله وتحجبت وتدينت نوعاً ما، واستمرت حياتي على هذا الأساس، وكنت أحب ابن عمي جداً كما كان يحبني، ثم تفرقنا ودخلت الكلية وتراجع تديني كثيراً -لكن ما زلت محجبة-.
تعرفت على العديد من الشباب والبنات، وكنت اجتماعية وأضحك بلا حدود لدرجة كنت أخاف أن يصفني من حولي بالخفة لكثرة ما أضحك على أقل سبب لا يستدعي ذلك! كنت أكره هذا. ثم تعرفت على شاب متزن جداً وأحببته جداً كما أحبني هو جداً، وعشنا قصة حب بلا حدود. كان كل الناس بفضل الله يحبونني ويحبون شخصيتي وضحكتي، عشت فترة من الزمان لا أسمع سوى كلمتين: "أنت لذيذة أوي"، أنت اجتماعية جداً، ضحكتك جميلة جداً، كنت أسعد بذلك جداً، لكن أمي كانت تنصحني بالهدوء والاتزان وأنا لا أهتم بكلامها، كانت تنصحني بالبعد عن هذا الشاب ولم أهتم بكلامها أيضاً. عشت معه أجمل ثلاث سنوات من عمري، لكن كانت في عصيان شديد لله والعياذ بالله_ اللهم تجاوز عني وسامحني.
انفصلت عن هذا الشاب بعد اكتشافي أنه لا يريد الارتباط بي بل أن تبقى علاقتنا على ما هي عليه -والعياذ بالله- أصحاب فقط، ابتعد عنه وأدركت كم أخطأت في حق الله وحق نفسي، ثم بدأت أحفظ القرآن وأذهب إلى المساجد وأحضر الدروس الدينية إلى أن رجع لي هذا الشاب مرة أخرى وأوقعني الشيطان في هذه القصة مرة أخرى، ثم أفقت ورجعت إلى الله أبكي وأندم على ضعف إيماني.
استمرت حياتي على الصلاة والقرآن والدعاء، لكن غابت ضحكتي، وأصبحت أميل إلى الوحدة الشديدة، أصبحت لا أبتسم وإن ضحكت أضحك تلك الضحكة الصفراء، ضحكة غريبة جداً، الكل ينظر إليّ باستغراب، أمي تقول أن ضحكتي ليست صافية! بعد مرور 4 شهور من حالتي هكذا تقدم لخطبتي ابن عمي الذي أحببته في صغري -عندما كان عمري 16 سنة- لكني أستطيع الابتسام في وجهه أبداً، كلما ضحكت أضحك تلك الضحكة التي لا حياة فيها، لدرجة أن خطيبي قال لي: "اضحكي كما كنت تفعلين في السابق، لم ابتسامتك هكذا؟".
أرجوكم ساعدوني، لا أعرف لماذا صرت هكذا؟ أريد أن أبتسم مثل الناس العاديين، إن أبتسم في وجه خطيبي، أريد أن أبتسم ابتسامة صافية وليست صفراء. أرجوكم ساعدوني، وبارك الله فيكم،
أنا أحتاج إلى مساعدتكم، أرجوكم أنا أنهار، أرجوكم،
بالله عليكم أجيبوني رزقكم الله حسن الخاتمة وأدخلكم الجنة بغير حساب ولا عذاب اللهم... آمين.
27/12/2009
رد المستشار
حضرة الأخت "سولي" حفظك الله، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
أنتِ إنسانة، ولستِ من الملائكة، لقد وضع الله في قلبك بذرة الخير، وها هي تفتحت بعد أن تجاذبتك الرياح في خلال حياتك. المهم لقد أبصر إيمانك الحقيقي النور، وها أنتِ محجبة وتحفظي حدود الله وتصلي، تخطئي وتثيبي، ككل الناس، ألم تعلمي بأن ابن آدم خطاء، وأفضلهم التوابون.
لقد طلبتِ المغفرة من الله سبحانه، وهو لا يرد سائلاً، ولو لم يكن يريد أن يغفر لكِ لما سمح لكِ أن تطلبي. ففي الدعاء نقول: "ربي فإن عدتُ إلى الذنب فعد علي بالمغفرة". ولا تقنطوا من رحمة الله، ولا يقنط من رحمة الله إلا القوم الكافرون.
يا أخت "سولي"؛
يجب أن تغفري لنفسكِ لأن الباري عزّ وجلّ يغفر، يغفر، يغفر.. ولا يبالي. المهم أن نثق به وبكرمه وبرحمته، وهذا محض الإيمان. فإذا كنتِ سموحة وتسامحين الآخرين على ما يفعلونه معك، يجب أن تسامحي نفسك وتحاولي ألا تخطئي مرة أخرى، ولتفتحي ذراعيكِ للدنيا، تستقبلينها كما بالأمس، وتطيري فراشة من ثغر إلى ثغر تدخلي الابتسامة والفرحة على من حولك علك بذلك تنالين درجات من يدخل السرور إلى قلب أخيه المسلم.
لستِ مجبرة أبداً أن تفضحي سرك إلى أي مخلوق، ونحن لا نشجع على اعترافات الماضي سوى للباري عزّ وجلّ. اتكلي عليه وعلى سعة رحمته، وألف مبروك لكِ زواجك الموعود. والله يلعن الشيطان، فله جولة ولنا جولات... حتى الممات.
اضحك تضحك لك الدنيا
ملاحظة: إذا كنتِ تحسين بالكآبة النفسية، وأنه ليس بإمكانك بالفكرة فقط العبور إلى باب السعادة، فإننا ننصحك بالتوجه إلى طبيب نفسي، وتأخذي عقاقير للكآبة النفسية، وعندها تعود ضحكتك كيميائياً ولا زالت الأفراح في دياركم عامرة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته