السلام عليكم؛
أرجوكم ساعدوني في مشكلتي التي أعاني منها من أيام طفولتي أنا الآن شاب في ال25 من عمري أسكن في أحد الأحياء المتوسطة بالقاهرة متخرج من أربع أعوام من إحدى الكليات بتقدير جيد كان من المفروض أن أعمل مدرسا ولكن المشكلة أني لا أملك الجرأة على القيام بالتدريس... أعاني من الرهاب الاجتماعي من الطفولة كنت دائما في حالي كما يقولون ربما يعود كل شي لأبي فقد كان يعاملني بقسوة بالغة (أنا لي أخ اكبر مني وأخت أصغر مني وهما لا يعانون من نفس المشكلة) حاولت أن أعالج نفسي بنفسي ..أحس أني تحسنت عن أيام الجامعة ربما كثيرا فقد كنت أيام الجامعة خجولا جدا لا أجرؤ على الكلام مع أقراني وبالتأكيد بشكل أكبر مع البنات.
الآن أنا لا أشعر بالخجل بنفس الشكل فلا تحمر أذناي مثل السابق ولا أعرق ولا أبلع ريقي بنفس الشكل القديم ولكني لا زلت بنفس المشكلة وإن قلت حدتها وأشعر أني لا زلت عاجزة عن العمل كمدرس رغم أني طبعا عملت في مهن أخرى وهي مهن حقيرة في مجملها أو مستحقرة (ربما بسبب شعوري بشيء من الدونية) وهي أعمال مثل عامل نظافة بفندق أو عامل في مطعم (وقد قمت بهذه الأعمال وأنا لم أخبر أهلي فقد كنت أقول لهم أني أعمل في وظائف أخرى أكثر احتراما مثلا عندما عملت في الفندق كعامل نظافة كنت أخبرهم أني أعمل كمشرف على عمال النظافة (سوبر فيزر) وهكذا).
سيدي في هذه الأعمال كنت لا أستطيع أن أقيم علاقات طيبة مع الجميع كنت من الطراز الذي يقال عليه غلبان وفي حاله أو طيب ورغم هذا فقد خرجت ببعض الأصدقاء (الطبيعيين) باستثناء واحد حالته أسوأ مني..
حاولت بعد التخرج بعام أن أذهب لطبيب نفساني (الدكتور................ بعيادته بحلمية الزيتون) ولكنها كانت مرة واحدة فقط لم تتكرر والسبب بصراحة أن الكشف كان غالي بالنسبة لي (50 ج للجلسة) كما أني أحسست بأنه يسخر مني عندما تحدثت معه ربما لم يكن يفعل لكني أحسست بهذا (رغم أن هدا الشعور يتكرر لي كثيرا مع العديد) ويرجع هذا أيضا لأني أشعر بأني مشوه جسديا فأنا:
أولا: أعاني من أذنين كبيرتين بشكل ربما يبدو مضحكا وكان سببا في الكثير من الاستهزاء خصوصا في الطفولة.
ثانيا: أرتدي على هذا نظارة منذ الطفولة وهي تبرز الأذنين بشكل أكبر أو ربما أعتقد أنا هذا، كتب لي الدكتور....... عندما ذهبت إليه 3 أنواع من الأدوية اشتريتها ولا أتذكر منها الآن إلا الزولام ورغم أني جربتها فإني لم أكن أشعر بتحسن معها (قال لي لا تستعمل الزولام 25 إلا عند الضرورة وال 2 الآخرين كانوا يوميا) طبعا بعد أن قطعت الروشتة حتى لا يراها أحد لم أستطع أن أشتري الزولام مرة أخرى...
أنا الآن أستعد للعمل لأول مرة في وظيفة محترمة (علاقات عامة) عرفت الوظيفة عن طريق صديقي (صديقي الوحيد الذي أعتبره صديقا حقا وأفضي له بأسراري وهو من أيام الجامعة وهو اجتماعي جدا على عكسي ولكنه طيب جدا وساذج بعض الشيء وابن ناس محترمة) وأخاف أن أفشل فيها رغم أني بدأت أتحسن في معاملة الناس وتحول الخوف الأكبر لي بشكل خاص هو من العمل كمدرس.
في أيام الجامعة كنت أخاف من الناس لدرجة أني كنت أخاف وأنا ذاهب لشراء شي من البقال مثلا أما الآن فأنا تحسنت بشكل ربما كبير.. مثلا الآن لو واجهت موقف تشاجر مع شخص ما فانا ربما لا أستطيع أن أرد عليه بردود مناسبة ولكني أعتقد أنه لن يبدو على أني خائف مند أربع سنوات كان وجهي سيحمر وأعرق وربما بكيت.... سيدي أرجو ألا تسخر مني ولا تشفق علي ولكن حاول مساعدتي...
هناك جزء مهم في المشكلة وهو علاقتي بأبي، أبي أنجبني وهو في ال33 من عمره كان دائما بعيدا عنا سواء من حيث الوقت أو من حيث المشاعر وخاصة معي وليست هده ملاحظتي ولكن تكررت الملاحظة من العديد من الأهل ولا أدري لماذا حتى الآن رغم أني أنا الذي أشبهه من بين إخوتي...
المهم أنه الآن تركنا بعد سنوات من المشاكل بيننا جميعا وبينه أعتقد أننا كنا فيها المظلومين ولو أنه يرى هو أيضا ذلك المهم أنه الآن بعد أربع سنوات تقريبا تزوج من امرأة أخرى أصغر منه بحوالي 15 عام أو أكثر وأنجب منها بنت... لا يتصل بنا ولا نحن ولا يرسل مصاريف حتى لأختي –مازالت في الكلية- وقد ذهبت لدار الإفتاء وقالوا لي أنه يجب أن تتصل به حتى تكون قد فعلت ما عليك تجاهه وسوف أحاول أن أفعل...
أبي هدا كان يضربني ويوبخني حتى انفصل عنا حتى أنه آخر مرة ضربني كنت قد تخرجت من الجامعة وكان يمثل لي الرعب كله وأنا صغير.... سيدي أنا أتعرى أمامك من كل شيء وأعرض عليك خبايا لم أكن لأقولها لأحد فساعدني أرجوك...
هناك شيء آخر لا أدري إن كان مهما أم لا وهو أنني أعتقد أني متدين بعض الشيء أحاول الصلاة في أوقاتها –في البيت وليس الجامع- ولكن دائما أبتعد عن الصلاة لأني مذبذب بين الإقلاع عن العادة السرية وبين الرجوع إليها وغير قادر عن الإقلاع عنها تماما أمارسها تقريبا 3 مرات في الأسبوع ربما أقل ربما أكثر وهناك شيء آخر لا أدري إن كان مهما أم لا وهو أني أفكر دائما وأنا أمارس خيالات ممارسة العادة السرية أني وأنا أمارس الجنس مع فتاة أن أقبل قدميها وأصابع قدميها لا أعرف هل هذه دونية أم ماذا؟
المهم أني فعلا أصبح عندي خبل بشكل عام فأنا لا أستطيع أن أرى فتاة أو امرأة أو حتى رجل أحيانا إلا وأني لابد أن أنظر إلى أصابع قدمه لو كانت باينة وخصوصا الإصبع الصغير وإذا كان شكل الأصابع حلوا أعتبر أن الإنسانة هذي مكتملة الجمال معرفش ليه؟ يمكن طموح للكمال...
على فكرة أنا برضه حاد في اختيار هدومي مثلا بحب الهدوم تبقى سادة من غير أي خطوط أو أي رسم وبحب كل حاجة اعملها تبقى كاملة او مضبوطة –يا رب أكون عرفت أشرح فكرتي-... أرجوك ساعدني يا سيدي ولو كان هناك دواء للاكتئاب يمكن أن أشتريه دون روشتة فقله لي... ولقد بلغ بي الأمر بالنسبة لموضوع أذني أنني قمت بإجراء عملية تجميل من وراء أهلي –قمت بإفهامهم أني ذاهب للعمل بإحدى شركات البترول في مكان ما وذهبت للعمل بإحدى شركات الأمن بمدينة أخرى كفرد أمن لمده 3 شهور حتى أطمئن أنهم لن يلاحظوا العملية _ وكنت قد اتفقت مع الدكتور أن يقوم بتجميل الأذن بشكل سليم ولكني عندما صرت على وشك دخول حجرة العملية خفت أن يلاحظ أحد عند عودتي وطلبت منه أن يقوم بإجراء التجميل بس بشكل غير كامل يعني كأنها نص عملية تجميل والحمد لله لما رجعت محدش خد باله بس المشكلة تقريبا الأذن لسه مش كويسة....
أنا ناوي أعمل عمليه ثانية بس لما أكون محضر أني أبعد لمدة سنة مثلا مش عارف متى ولا فين بس ناوي إن شاء الله... ده مش لأني مبحبش أهلي أبدا أنا بحبهم الحكاية أني مش متخيل إني ممكن أبقى كويس ومحترم غير كده...
أنا لا أتعاطى أي نوع من المخدرات ولا حتى السجاير، أفكر كثيرا في شيء ما لا أعرف هل هو جنون أم ماذا مند كنت في الثانوية وهو محاوله معرفة سر الكون والوصول إلى حقيقة الإيمان بالله وكنت أعتقد وأنا صغير أني مجنون حتى رأيت فيلم الشحات لنجيب محفوظ ومحمود مرسي وحتى الآن رغم أني انشغلت عن الموضوع إلا أني أفكر فيه كل فترة ولكن الآن يخطر على بالي أكثر مما أفكر فيه يعني أنا أفتكر الموضوع بس عندي إحساس أني مش عارف أفكر فيه أكثر وأني مش قادر أتوصل لحاجة أحاول أدور في كتب الفلسفة في المكتبة أو النت يمكن أصل لشيء...
أنا عارف أنكم ممكن تنشروا المشكلة كلها لكن لو ينفع تشيلوا منها أجزاء يبقى أفضل، أنا متشكر قوي لو ساعدتموني، وشكرا لك وللموقع، وأعتذر عن استبدال حرف ال zal بحرف الدال طول الرسالة لأنه بايظ في الكي بورد والسلام عليكم.
27/12/2009
رد المستشار
ملاحظة: لقد استلمت رسالتك بعد تسعة أشهر من كتابتها لا أدري ما هو الجديد الذي طرأ في حياتك خلال هذه الفترة.
السيد "عبد الله"؛
يبدو الارتباك واضحا من رسالتك ويبدو أنك تعاني من القلق. ومسيرة القلق لديك تمثلت بالخوف والخجل منذ الطفولة, والسبب واضح من أنك تعرضت للضرب والتوبيخ (أبي هذا كان يضربني ويوبخني) والقسوة من قبل والدك (يعاملني بقسوة بالغة) وبالتالي نمى عندك الشعور بالخوف (وكان يمثل لي الرعب كله وأنا صغير) والخجل (خجولا جدا لا أجرؤ على الكلام مع أقراني) وعدم القدرة على المواجهة.
وضل هذا الخوف ينمو وينمو مع ما ترتب من خوف اجتماعي (الرهاب الاجتماعي) الذي كان مانعا لك من أن تكون معيد كما ذكرت أي أن الرهاب الاجتماعي عمل على فوات لفرصة كانت يمكن أن تؤدي لتقدمك ورقيك في سلم العلم أو الوظيفة. وعجزك عن العمل كمدرس في السابق لأنك تتوقع حدوث الفشل أمام الآخرين. لذا عملت على التواري عن الآخرين وعملت في مهن أخرى مثل مهن حقيرة مثل عامل نظافة بفندق أو عامل في مطعم كما ذكرت خوفا من النقد أو الظهور أمام الآخرين.
الشيء الطيب أنك حصلت على وظيفة, وكذلك محاولتك علاج نفسك بنفسك, حيث حدة القلق وأعراض الخوف بدأت تخف (تحسنت بشكل ربما كبير) وبرغم شعورك بالخوف إلا أنه يبدو أنك تحاول التماسك والثبات. ولكن غير الطيب هو أنك تكذب وتحاول المستحيل من أن لا تبدو كاذبا أمام أسرتك والآخرين. السؤال إلى متى ذلك؟ ماذا لو كنت صريحا مع أسرتك؟.
كما أنك تعاني من الاكتئاب والإحباط واضطراب الشكل مما دفعك لعملية التجميل بعيدا عن الأسرة والمعارف. وهذه مجتمعة تجعلك تمارس العادة السرية كنوع من التنفيس. ومصاحبة العادة السرية بالتخيلات قد التي ذكرتها واستثارتك من إصبع فتاة أو امرأة أو حتى رجل تدل على نوع من الانحراف الجنسي ويعرف بالفيتشية: وهو التعلق الجنسي بأي من الأدوات التي تخص الجنس الآخر إلى درجة بلوغ النشوة من جراء لمسها أو رؤيتها، وهذا عادة يكون نتيجة للكبت النفسي الذي تعاني منه.
اعرض حالتك على طبيب نفساني وسوف تجد الحل لكثير من المعاناة.
مع خالص الاحترام.