السلام عليكم
كل احترامي للقائمين على هذا الموقع المهم والرائع، والذي يقدم وجبات علاجية مهمة لجميع العرب.
عمري 25 سنة، جميلة وطويلة القامة 180 سم، بيضاء ومحجبة، معدلي الجامعي المرتفع جعلني أحصل على وظيفة منذ ثلاث سنوات -أي بعد التخرج-. بسبب طولي صداقاتي محدودة جداً بالرغم من محاولة كثيرات من الفتيات التقرب مني منذ أيام المدرسة والجامعة، لكن طولهن القصير كان يحرجني حينما أمشي معهن، وصرت لا ألبس الكعب العالي، وإن مشيت أخفض طولي حتى بدأ ظهري ينحني! لم أحتفظ إلا بواحدة هي مخزن أسراري، كما أن طولها يناسب طولي - 168 سم-.
قبل التخرج من الجامعة حصلت معي مشكلة حينما تقدم صديق والدي -عمره 45 سنة- لطلب يدي، غضب والدي منه ورفضه في الحال حيث كان فارق السن بيننا 25 سنة، حزنت لذلك خصوصاً وأنني آخر العنقود في العائلة، وأحب والدي ويحبني جداً. بعدها تقدم قريب لأمي عمره 43 سنة، يملك بيتاً كبيراً ووظيفة وسيارة.. كانت أمي متحمسة للزيجة لكنني وجدت أنه لا يناسبني، خصوصاً أنه قصير بالنسبة لي 170 سم وسمين! صرت بعد ذلك أنزعج من الزواج.
المحاولة الثالثة من أستاذ جامعي متزوج عمره 43 سنة؛ تعرّفت عليه قبل تخرجي بسنة من الجامعة وكنت أزوره في مكتبه وتوطدت علاقته مع أسرتي وزارنا مرة في بيتنا، وهو عرفني بعائلته. في إحدى المرات صارحني بحبه فصدمت، خصوصاً وأن زوجته امرأة رائعة وجميلة ولديه أطفال منها، حاول عدة مرات الاتصال بي وإعادة العلاقة وأقسم لي أن علاقته بي قائمة على الحب الشريف والاحترام وأنه مستعد للتقدم مباشرة لطلب يدي بشرط أن أوافق! احترت في أمري؛ بالرغم من إحساسي بصدقه لكني قررت قطع العلاقة لئلا أهدم حياة أسرة قائمة.
خرجت من تلك التجربة وأنا في غاية الحزن والاكتئاب؛ فقد صرت غير مرغوبة إلا من كبار السن وكأن طولي هو السبب! المحاولة الأخيرة التي جعلتني أصرف النظر عن موضوع الزواج هو محاولة زميل لي في العمل التقدم لي، عمره 45 سنة تقريباً، متزوج وله بنتان، صارحني بحبه فرفضت الأمر جملة وتفصيلاً، وهاجمني الاكتئاب، وفي تلك الفترة تزوجت صديقتي بشاب يكبرها بعامين، فصرت وحيدة لا أجد من يفهم أحزاني... حينها عدت بذاكرتي إلى الأستاذ الجامعي الذي لم تغب صورته عني وأحسست أنه أفضل من صارحني بصدق، وأحس أني تصرفت معه بقسوة؛ فهو متدين ومحترم وباستطاعتي أن أكون زوجة ثانية له.
التردد يمزقني، وإحساسي يقول أن مصدر عذابي هو طولي الفارع! سؤالي: لماذا أنا مرغوبة من الرجال فوق الأربعين فقط؟؟.
آسفة على طول الرسالة، وأود أن أذكر أني في البيت مع والدي ووالدتي، وأخي متزوج، ولدي شقيقتان، وجميعهم أقصر مني، وإحدى أخواتي مطلقة.
27/12/2009
رد المستشار
حضرة الآنسة "سهيلة" حفظك الله، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
إن رسالتك فعلاً طويلة، ولكنها جميلة ومحببة. على ما يبدو أن كل ما عندك طويل وجميل، ونأمل أن يكون حظك كحظ رسالتك بملاقاة مستحسنيها.
إن مسألة الزواج هي تقدير من عند الباري عزّ وجلّ، وقد كتب الله لكل إنسان شريك، علينا فقط الرضى بما قسمه الله لنا إلى بلوغ حد التسليم، أو الإسلام الحقيقي فلا نغضب إذا تأخر عنا، ولا نفرح لما آتانا، بل يكون الشكر دائماً هو السمة الغالبة على آدابنا وأخلاقياتنا وحياتنا، فنصل للطمأنينة حتى آخر يوم من حياتنا. فنُنادَى: "يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (27) ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً (28) فَادْخُلِي فِي عِبَادِي (29) وَادْخُلِي جَنَّتِي (30)". (الفجر30:27)
يا أخت "سهيلة"، الأستاذ أفضل أم الصديق أم...؟! هذه الأمور لا نستطيع أن نبدي فيها رأياً واضحاً وصارخاً، لأنك أنتِ من يحس ويرى ويتفاعل. نعم قد يكون للمواصفات التي ذكرتها، الأستاذ الجامعي أفضل من العزوبة طوال العمر، ولكن لو كنتِ ابنتي وسألتني لأجبتكِ بألا تتسرعي؛ ففارق العمر مهم، والزواج من رجل لكِ وحدك أهم، كما للتناغم الروحي أهميته الخاصة.
لربما بالمطلق قد نقول لكِ بأن طولك ليس عاهة، بل سمة قد مَنّ الله بها عليكِ وإن كانت درة في حي العميان.
حسب ما لاحظنا بأن مَن يتعرف عليكِ يقع في شراك حبك حتى ولو كان أستاذاً جامعياًّ! إذاً، ما عليكِ سوى الانخراط في المجتمعات الأخرى التي يتواجد فيها الشباب من الأعمار المناسبة، طبعاً ضمن الأطر الشرعية المتاحة، وليس كما قد يفهم بعضهم من هذه الرخصة الخاصة وليست المطلقة.
نعتقد بأن حظك مع ذوي الأعمار المناسبة كبير، شرط أن يتعرفوا عليكِ وعلى فكرك وقدراتك.
وحتى ذلك اليوم نتمنى لكِ حياة سعيدة ملؤها النشاط في العمل، والحب الأسري والاجتماعي لكل من يحيط بكِ، والصبر. وعندما ينتهي الصبر، نعم، إن خادم القهوة في مكان عملك هو أصلح كزوج من العنوسة المؤلمة.
أفضل تمنياتنا لكِ يا أخت "سهيلة".
ودمتِ
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
واقرئي أيضاً:
كآبة وعنوسة وسمات شخصية بينية (حدية)
تأخر الزواج: جاهلية تحكمنا، والكل يتغافل!
نادي لدعم المرأة الوحيدة على مجانين؟