بعد عودتي لبلدي أحببتها..!؟
شكركم على مجهوداتكم العظيمة من أجل حل كل المشاكل.
مشكلتي تتعبني جداً، وأحس أن لا حل لها. كنت شاذاً والحمدلله أقلعت عن ذلك، لكن للأسف الشديد لم يكن بإرادتي، فقد أقلعت عنها بعد فضيحة كبيرة جداً. في الأصل، الشذوذ ليس ميولي وأنا متأكد من هذا بنسبة 100%، كانت البداية في عمر 6 سنوات تعرضت للاغتصاب من أحد أقاربي، والمشكلة أن أمري افتضح وأنا أصلاً كنت في بلد غير بلدي، وحين رجعت إلى بلدي وجدت أن الكثير من الناس يعلمون بأمري ويقولون لي كلاماً جارحاً، فمثلاً: كنت مرة مع أحد أصحابي بعد أن أقلعت تلك الممارسات وفجأة صادفت من يقول لي كلمة جرحتني جداً، فتظاهرت أني لم أسمع وسألته عما كان يقول غيّر كلامه حتى ظننت أني تخيلت ذلك ولم يحصل!
المشكلة أني أحببت فتاة بعد عودتي لبلدي، والحمد لله اتهديت وبت أصلي، أنا خائف... يا ترى هل سأتمكن من العيش كإنسان سويّ وأن أتزوجها؟ أخشى أن تعرف في يوم من الأيام بأمري وبذلك أكون قد أفسدت عليها حياتها هي أيضاً، فهل سيقفل هذا الموضوع نهائياً؟ كما أن شكل جسمي صار أنثوياً، يا ترى هل سيرجع لشكله الطبيعي ثانية؟ فأنا لم لا أستطيع السير في الشارع! في مرة كنت في أحد المطاعم فما كان من العاملين فيه إلا وتجمعوا حولي وباتوا ينظرون إليّ! أصادف الكثير من هذه المواقف. أتمنى أن تتكرموا بالرد على كل ما ورد في رسالتي من فضلكم. ما يصبرني أن عندي رجاء كبير في الله أن تصلح أموري.
أرجو الرد، وآسف لعدم ترتيب الرسالة فقد بت مشوشاً جداً.
وشكراً.
27/12/2009
رد المستشار
أخي الكريم،
لقد كتبت رسالتك لنا بإحساس يملؤه الألم يمكن للقارئ استشعاره بسهولة، أما أنا فأقرأ رسالتك بمنتهى التفاؤل.
عزيزي، أنت بخير فلا تدع ظلال الماضي تؤثر عليك وعلى مضيّك قدماً، ما كان كان وبشكل أو بأخر قد دفعت ثمن أخطائك، ما يؤلمك هو أفكارك ومن السهل أن نغير أفكارنا، ولا أرى أنك شاذاًُ فقد نفيت عنك الصفة وكل كلامك يصب في الاتجاه السليم، يمكن أن نسمي سلوك الشاذ سابقاً بسلوك أعوج وانحرافات جنسية ليس بالضرورة أن تعني أنك شاذ.
ما يهمنا الآن هو اليوم وواجبك تجاه اليوم، فإن صلح اليوم صلح الغد، والماضي هو خبرة مررنا بها واستفدنا منها، إن كنت ترى أن الناس تتهامس عليك وأنك كما تقول فضحت - بالرغم من إحساسي بشيء من المبالغة في الكلام، فليس كل من ينظر إليك يقصد نظرة إلى الشاذ أو يتهامس عليك بما يعيب!
نصيحتي لك ثلاثاً:
أولاً: لا تبالي بما يقوله أو يراه الناس فلست مسؤولاً عن أفكارهم أو مشاعرهم، وهوّن على نفسك وإن كان الإحساس بالذنب يقتلك فخففه بكثرة الاستغفار لا بالأوهام والتوهم.
ثانياً: لك أن تصلح من ذاتك بالعمل الصالح والسلوك القويم، ابنِ لنفسك سمعة طيبة فربما كان عذرك سابقاً صغر سنك، أما الآن وبعد أن كبرت فلا عذر لك.
وثالثاً: وأنصح بها كل شاب وهي إياك والفراغ، اشغل نفسك دائماً بما يفيد، فكل الفتن والهموم والمهالك تجد في الفراغ بيئة خصبة لتترعرع وتتكاثر... اقرأ كثيراً وابنِ عقلك بشكل إيجابي... هذّب روحك بالفن والموسيقى أو بهواية جميلة... قوِّ بنيانك بالرياضة واجعل لنفسك مظهراً رجولياً ينم عما بداخلك من أصالة الرجال.
شخصيتك أنت من يبنيها وهي حصاد اليوم، فازرع اليوم لتحصد غداً، أصلح الزرع تجنِ الثمار اليانعة، ورأي الناس فيك ليس بالضرورة أن يكون صحيحاً.
واقرأ أيضاً:
كنت شاذا وشفيت لكن أخاف!
راغبٌ في الخروج من سجن المثلية