علاقة الوسواس بالاستمناء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
هل ممارسة العادة -السيئة- يزيد من حدة الوسواس القهري؟ فقد سمعت أن الاستمناء يضعف العقل والتركيز وأن من أسباب الوسواس القهري نقص في غريزة العقل كما قال العلماء، حيث أني إذا أردت الغسل من جنابة الاستمناء أجد صعوبة كبيرة في التلفظ بالبسملة وأوسوس في تحقق النية فأرجع سبب كل هذه المعاناة إلى العادة -السيئة-. علماً بأنني مصاب بالوسواس منذ حوالي 5 سنوات وأمارس العادة -اللعينة- منذ حوالي9 سنوات، وأنا صاحب شخصية وسواسية.
فأرجو منكم الإفادة بالتفصيل، بارك الله فيكم.
20/12/2009
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
الأخ الكريم خالد، إن العلم لم يكتشف علاقة بين الاستمناء وضعف العقل، أو أية أمراض أخرى... ولكن تحريم هذا الفعل يدل على وجود ضرر ما من ذلك الفعل-بغض النظر عن نوع هذا الضرر-.
وأستطرد في هذا المجال (حتى لا يعترض معترض بوجود الخلاف) فأقول: إن المذاهب الأربعة متفقة على التحريم (بل والثمانية على ما أعتقد)، والحالة التي أباح الحنفية والحنابلة فيها هذا الفعل تعد من قبيل ارتكاب أخف الضررين، حيث أباحوه عند خشية الزنا، وبقدر الضرورة فقط. أما مذهب الظاهرية الذي يبيح هذا الفعل، فهو مذهب لا يعول عليه ولا يصح العمل به، بسبب قيامه على قواعد شرعية غير سليمة في الاستنباط، وما سبب اندثاره إلا هجران الناس له بعد أن رأوا عدم صلاحيته للعمل... إلا أن هذا الفعل طبعًا من الصغائر، ويكفي فيه الاستغفار مع التوبة، ولا يتحول إلى كبيرة إلا بالإصرار.
أعود فأقول: لا علاقة للاستمناء بالوسواس إلا من حيث إنه يثير عندك القلق بسبب ارتكابك للمعصية، والقلق من أهم العوامل المثيرة للوسواس.
فحاول التقليل من هذه العادة شيئاً فشيئاً إلى أن تقطعها نهائيًا؛ طاعة لله أولاً، ولتخفف من حصول القلق لديك ثانياً.
كذلك التزم العلاج المعرفي السلوكي للوسواس، فلا تهتم كثيرًا لعدم أدائك للغسل على الوجه الصحيح –في ظنك- بل امض في الاغتسال مهما جاءك من الوساوس أنك أخطأت فيه أو لم تتمه، لأن شعورك الوسواسي شعور كاذب لا يترتب عليه أحكام في الشرع. كما أرجو أن تكون قد ذهبت إلى طبيب للعلاج أيضاً. عافاك الله وشفاك.
واقرأ أيضاً:
الاستمناء والوسواس والعرات والشُّقَـيْـقـة!
الاستمناء حكاية بلا نهاية: برنامج علاجي
الاستمناء والاحتلام والوسوسة
الاستمناء والاحتلام والوسوسة
عقدةُ الذنب والاستمناء!