هل الميل الجنسي المزدوج مرض؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، الأخوة القائمين على هذا الموقع،
لن أقول كلاما كثيراً حول ما تقدمون من خدمات لكل السائلين، لكن أقول شيئاً واحداً وهو شكراً لكم مسبقاً لمساعدتكم لي، أريد أن أعرف رأيكم في حالتي لو سمحتم لي.
أعرف عن نفسي أني إنسانة طبيعية جداً لا أشتكي من أية أمراض عضوية غير قصور في الغدة الدرقية وهذا من حوالي أربع سنوات، أنا أتعالج الآن وآخذ الدواء يومياً دون توقف، وللعلم يجب أن أستمر بأخذ هذا العلاج مدى الحياة بحسب كلام الطبيب المعالج.
أما من الناحية الدينية فأنا إنسانة ملتزمة جداً ومحافظة على الصلاة وأبتعد عن كل ما يغضب الله، وعلاقتي بأهلي على أفضل ما يكون. مشكلتي تتعلق بالناحية الجنسية؛ فأنا لا أشعر بشيء نحو الرجال، ودليلي على هذا الكلام أني خطبت أكثر من مرة، وفي كل مرة لا أشعر بأي ميل جنسي تجاه خطيبي، مع كل واحد منهم أشعر وكأنني لوح ثلج مما يجعلني أفسخ الخطبة لأسباب تافهة، وهذا طبعاً للهروب من إتمام الزواج, الشيء الغريب هو أني أميل جنسياً للرجال عندما لا أكون متواجدة معهم! وتعجبني أيضاً أجسام الرجال الرياضية.
مثلاً، عندما أشاهد مشهداً عاطفياً في التلفاز بين رجل وامرأة أشعر برغبة جنسية، وفي أحلامي -أقصد الأحلام الجنسية، وما أكثرها- دائماً أكون مع رجل، وحتى عند ممارستي للعادة السرية - وهذا لا يحدث كثيراً، فأنا أمارسها مرتين أو ثلاث في الشهر، ولا ألجأ إليها إلا عند الضرورة، عدا ذلك فأنا أسيطر على نفسي وأحاول الابتعاد عنها قدر المستطاع، وفي وقت الممارسة كل تخيلاتي موضوعها أني أمارس الجنس مع رجل وليس مع امرأة. وأقول ليس مع امرأة لسبب واحد وهو أنني أميل جنسياً لصديقتي المقربة مني، وهي بالطبع لا تعلم هذا عني، وأنا كذلك أحاول أن أخبئ ذلك عنها، ولا أشعر بهذا الميل إلا معها هي رغم أن عندي كثر من صديقة وكل علاقتي بهن علاقة صداقة وأخوة لا أكثر، لكن مع صديقتي تلك أحس بهذا الإحساس ولا أعرف السبب!.
بالمناسبة أود أن أوضح شيئاً وهو أني لم أتعرض لتحرش جنسي في حياتي، لكن هناك شيء ربما يستحق الذكر؛ منذ مدة طويلة عندما كنت في بداية المرحلة الإعدادية حصل أن وصلت إلى المدرسة باكراً قبل أن تفتح ووجدت الحارس، ففتح لي الباب وأجلسني بجانبه على كرسيه الطويل، وكان من كراسي المدرسة- أذكر ذلك جيداً- فقال لي أني جميلة جداً وقبّلني على خدي مرتين وتوقف بعدها، ربما توقف لحضور العاملين في المدرسة، ومن بعد ذلك اليوم أصبحت أتجنبه ولا أكلمه، ولم أذكر هذا الشيء لأحد من قبل، وهذه هي المرة الأولى التي أفصح فيها لأحد عن ذلك.
سؤالي هو: هل أنا مصابة بالجنس المزدوج، أي أميل للجنسين معاً؟ أنا خائفة على نفسي جداً جداً.
أرجو منكم التكرم بالرد عليّ سريعاً. وشكراً لكم.
14/01/2010
رد المستشار
أهلاً وسهلاً بك أيتها الفاضلة "رحاب"،لا أحسب أن مشكلتك هي الميل الجنسي المزدوج Bisexuality، فكونك تميلين ميلاً جنسياً تجاه صديقة لكنك لا تظهرينه لها ولا تعززينه بالتالي، وهو ميل لا ينسحب على غيرها من الصديقات بما لا يجعلنا نقلق كثيراً بشأنه، خاصة وأننا نرى ميلك الجنسي طبيعياً -أي تجاه الذكور- وإن بقي في الخيال، لكنك لست مزدوجة الميل الجنسي Bisexual بما هو أكثر من الطبيعي.
إذن ما هي المشكلة؟ المشكلة في أغلب الظن تتعلق بعجزك عن التفاعل جنسياً مع ذكر حقيقي أمامك رغم أنك تكثرين من التخيلات الجنسية مع الذكور، فكأنك في المهجر تعيشين الجنس التخيلي كملايين الشباب العرب في بلادهم، ويبدو أنك لا تتحركين كثيراً في المجال العام فلا يوجد ما يشغلك، لا عمل ولا اهتمامات ولا غيره وهذا يفاقم المشكلة، لأن الحجم الذي يحتله الانشغال بالجنس في حياتنا هو ما نتركه له من فراغ فيها.لا أظن أن ما فعله حارس المدرسة كان تحرشاً جنسياً بالتأكيد، إلا أن تكوني لم توفقي في الوصف، وربما أرى أنك بالغت في رد فعلك، ولا أحسب هذا الموقف -حتى إن كان تحرشاً جنسياً- ذا علاقة بمشكلتك الجنسية الحالية وإن كنت أضع خطاً تحت مبالغتك المحتملة في رد فعلك والمبنية على تخوّف زائد ربما عن الحد، واعتبارك لذلك الموقف سراً خطيراً إلى حد أنك لم تفصحي عنه لأحدٍ قبلنا رغم أنك تصرفت على أساسه وبدأت في تحاشي ذلك الحارس، وهذه كلها افتراضات يا رحاب يمكنك نفيها، وأنا أرى المشكلة إن شاء الله قابلة للحل، لكننا ما نزال في محاولة تحديدها وتوصيفها.قوة ما تثبط قدرتك على التفاعل جنسياً في وجود الذكور –هذه هي مشكلتك- وليس في سابق حياتك ما يمكن أن يدفعك إلى الخوف مثلاً من الذكور، فهل الخوف من الظهور بمظهر المتفاعلة جنسياً مع الذكر ينشأ فقط عن خوف من الذكر تكتسبه الأنثى خلال مواقف حياتها؟ أم أن مصادر أخرى قد تنتج الخوف منها أفكارنا عن الجنس كسلوك بشري ومنها ما نتربى عليه من احتقارٍ لممارسة الجنس...، وغير ذلك كثير لا أستطيع الاستمرار في تحليله أو تخمينه أكثر مما فعلت، وهذا التحليل على أي حال سيكون مهمة المعالج النفساني الذي أنصحك باللجوء إليه بعد دعاء الله بالتوفيق في طلب العلاج.
ويتبع>>>>>>>> : أين هو الميل الجنسي المزدوج؟ م