يا نورهان، إنك موسوسة
السلام عليكم،
شكراً لإعدادكم هذا الموقع الرائع والشكر لكل القائمين عليه.
مشكلتي تبدأ وتنتهي وتبدأ وتنتهي لا أعرف ماذا أفعل؟ هل أنا موسوسة؟ أم أنا مصابة بجنّي؟ لكني الحمد لله أقرأ القرآن وأصلي وملتزمة، ولا أظن أن جنّيّاً يتغلب عليّ.
المهم مشكلتي قبل فترة أني صحيت من النوم ووجدت ملابسي الداخلية -بنية اللون حينها- عليها أحمر (أعتذر عن هذه المصطلحات) فصدمت! بعدها قلت هذا يمكن اللون الأبيض الذي ينزل من النساء فكشطت اللون البني وأصبح أحمراً! مع العلم أني الحمد لله لا أمارس العادة السرية. غسلته ولم يذهب اللون، ودققت جيداً فوجدت لوناً أصفر أيضاً على الملابس الداخلية وجعله يبدو أحمر ولكن هناك منطقة حمراء. سؤالي هو هل وأنا نائمة ربما بالخطأ أدخلت إصبعي إلى المهبل؟ وهل تمتلك النائمة القوة على فض بكارتها وهي لا تدري؟.
المشكلة الثانية؛ قرأت مرة أن بنتاً ذاهبة إلى السينما جلست على الكرسي وشعرت بالأذى فقامت فوجدت إبرة مكتوب عليها "أنت حقنت بمرض الإيدز"، ومنذ سماعي لهذه الحادثة وأنا حذرة جداً من جلوسي على الكراسي العامة! مرة في الجامعة كنت مستعجلة فجلست على الكرسي دون فحصه فشعرت أن شيئاً يكهربني ويقرصني فتذكرت الحادثة فوراً ونهضت وفحصت ملابسي فلم أجد إبرة ولا شيء، لكنني الآن مرعوبة جداً أن أكون قد حقنت والإبرة وقعت؟ أو الإبرة دخلت في جسمي؟ أرجوكم ساعدوني، هذه الوساوس تقتلني ول أاستطيع التركيز في دراستي.
وشكراً لكم.
28/01/2010
رد المستشار
وعليكم السلام يا نورهان، ولا شكر على واجب، فإننا إنما نقوم بواجبنا نحوك ونحو أمثالك من مرتادي الموقع.
فعلاً يا نورهان، إنك موسوسة! ومشكلتاك مثال واضح على ذلك!
فكل مشكلة منهما عبارة عن فكرة ظاهرة البطلان، وربما أنت تشعرين بذلك في قرارة نفسك، ومع هذا تقلقين بشدة منهما!
فأما الفكرة الأولى: فهي أن تكوني أزلت بكارتك وأنت نائمة!! بالطبع يا نورهان إن فض البكارة ليس بهذه السهولة! ولا يمكن أن يحصل دون أن تستيقظي وتشعري بما يجري! ويمكنني الجزم بأنك لم تؤذي نفسك...
ويمكن أن تفسري اللون الأحمر الذي شاهدته بعدد من التفسيرات: فربما يكون مجرد تغير في اللون الذي صُبغت به ثيابك، ولم تنتبهي لذلك من قبل. وربما يكون جرحاً أو بثرة انفتحت فلوثت الثياب...
وأما الفكرة الثانية:
فاعلمي أن فيروس الإيدز فيروس ضعيف جدًا يموت بمجرد خروجه من الجسم وملاقاته للهواء! واقرئي على مجانين: (وسواس قوي عن الإيدز!)، ولو كان هناك محقن على الكرسي، لشعرت به فور جلوسك، أو لسقط على الأرض عند قيامك فورًا، فهو ليس صغيرًا ليختفي دون أن تريه!! ولا أدري إن كنت تقصدين بالإبرة مجرد القطعة المعدنية في المحقن، حتى ظننت أنها دخلت في جسمك! وعلى كل يستحيل لمثل هذه أن تسبب العدوى، لأن الفيروس لا يمكن أن يبقى حيًا عليها!
أختي الكريمة،
إذا أردت الخلاص من الوسوسة فعليك ألا تسترسلي مع كل فكرة مقلقة تطرق ذهنك، بل اقطعي كل فكرة -ليس عليها دليل- فورًا قبل أن تشتد ويعسر إزاحتها من عقلك. فمثلاً: وجود لونٍ أحمر على ثيابك، ليس دليلاً على فض غشاء البكارة، فعليك أن ترمي تلك الفكرة فوراً من ذهنك دون نقاش، أو سؤال عنها!.
كما أنك في مشكلتك الثانية قلقت من أوهام مبنية على أوهام!! وما ينبغي للعاقل أن يكون هكذا! فأنت لم تتأكدي من وجود إبرة، فضلاً عن أن تكون دخلت فيك، فضلاً عن أن تكون ملوثة بالإيدز، فضلاً عن أن تكون هذه الطريقة ناقلة للإيدز!!! ثم قلقت قلقًا شديدًا دفعك إلى البحث والتحري قبل أن تتأكدي من أي شيء من هذا!! وكان من المفروض أن ترمي هذه الفكرة ما لم تري بعينك حقنة دخلت جسمك، وحينها يسمح لك أن تسألي عن محتوى هذه الحقنة واحتمال الإصابة!
فقيسي الأمور على هذا النحو وبادري بطرد ما كان على هذه الشاكلة من الأفكار، فإن وجدت نفسك عاجزة عن ذلك، ووجدت الأفكار تزعجك كثيرًا، فسارعي بالذهاب إلى الطبيب لتناول الدواء المناسب لك، وإن كان ذلك الطبيب عارفًا بالعلاج المعرفي السلوكي فهو أفضل. مع تمنياتي لك بالشفاء وراحة البال.
واقرئي أيضاً:
رهاب الإيدز وبراءة الطفولة