سائل لزج ودردشة جنسية وميول مازوخية!
السلام عليكم،
لقد انتظرت كثيراً لأن لأحكي لكم مشكلتي لأني فعلاً تعبت وضاقت بي كل السبل، والسبب أني لا أستطيع أن أبوح بها أمام أحد خشيه أن يشمئز مني.
المهم مشكلتي بدأت منذ طفولتي؛ فقد كنت أمارس حركات جنسية مع أقربائي من الأطفال بالرغم من أنهم كانوا يصغرونني، وذلك منذ أن كنت في الخامسة أو السادسة من عمري حتى أدمنت هذه العادة السيئة، وكنا نفعلها يومياً تقريباً وأشعر بالحزن الشديد حين ننتهي. كانت هذه الحركات مثل حك البظر، وقد كنا نمثل ذلك في صورة سيدة قاسية تفعل ذلك فينا، ولا أعلم من أين آتى خيالنا بهذه السيدة التي طالما تمثل في خيالنا وجودها!.
المهم أننا ظللنا على ذلك فترة طويلة دون علم أهلنا، ثم أجريت لي عملية الختان وأنا في السابعة أو الثامنة من عمري حيث أنها كانت منتشرة عندنا، بعدها توقفنا تماماً عن هذه العادة السيئة تماماً وكبرت وكان نموي طبيعياً لحد ما، كما كنت متفوقة جداً دراسياً والحمد لله، لكن كانت أفكار غريبة تراودني مثل أني سأموت قريباً، وهذا التفكير منعني حتى من النوم ليالي كثيرة ثم اختفى والحمد لله حتى وصلت الخامسة عشرة من عمري. في تلك السن بدأت أسترجز بالتخيل، ثم بدأت تراودني أفكار غريبة أيضاً بشأن وجود الله وهل ديننا على حق أم لا -أستغفر الله-، وكنت أتعذب كثيراً من هذا التفكير وأستغفر الله كثيراً حتى توقف والحمد لله، وبعدها تعرفت على شاب أحببته جداً وتمنيت لو أحبني، وقد خيّب آمالي بأن أخبرني أنه لا يحبني.
سئمت كثيراً وبدأت الأفكار الغريبة تراودني مرة أخرى بأنه إن كنت أحبه فعلاً فعليّ ألا أذاكر وألا أركّز في دراستي لأن ذلك يعتبر خيانة له، فلمذاكرة ستنسيني حبه وبذلك أكون غير مخلصة له! لا أستطيع أن أشرح لك يا دكتور مدى العذاب النفسي الذي كنت فيه بسبب هذا التفكير، وكنت أتعذب كلما حاولت أن أذاكر وأشعر بتوتر غريب لأني أحس أني أحارب نفسي وأفكاري التي تمنعني من الدراسة والتحصيل، حتى أنني كنت إن حاولت أن أذاكر وجدتني متوترة جداً وأطرافي باردة كالجليد من شده التوتر. بعدها اختفى هذا التفكير وظهر بعده آخر أغرب بأنني عندما أذاكر لا أركّز على معاني الكلمات بل على شكلها فقط! مما كان يزيد لدي القلق والتوتر حتى قررت أن أنهي هذه المأساة بالتوجه إلى طبيب نفسي، لكنه تعامل معي كالآلة وأعطاني أدوية عديدة منها للاكتئاب وآخر للوسواس القهري، لكني لا أتذكر أسماء هذه الأدوية.
مأساتي لم تقلّ بأدوية هذا الطبيب فقررت أن أكون قوية كما كنت في السابق وأتحدى مرضي بقوة إرادتي فقط فتوقفت عن زيارة طبيبي النفسي كما توقفت عن تناول أدويته وبدأت أعالج نفسي بالتوكل علي الله والصبر والتقرّب من الله والدعاء حتى استجاب الله لي فصرت أفضل كثيراًً والحمد لله، وبدأ القلق يزول والأفكار الغريبة تختفي حتى اقتربت الامتحانات وبدأت أذاكر بجدّ ولكن مع أول امتحان لي أديته عاودتني ذات الأفكار الغريبة في قاعة الامتحان حول وجود الله وحول أني لا بد ألا أركز في امتحاني حتى أكون وفية ومخلصة لمن أحببت، وجدتني في قاعة الامتحان كالتائهة أصارع أفكاري من أجل الوصول لهدفي، وحاولت طوال هذه الفترة أن أتقرّب من الله وأدعوه أن تمر هذه الفترة بسلام، والحمد لله مرت هذه الفترة وحصلت على درجات عالية جداً والحمد لله.
ما أن التحقت بالكلية حتى وجدتني أنا والشاب الذي أحببته عدنا مرة أخرى للحديث سويّاً حتى نشأت بيننا قصة حب، لكني لاحظت شيئاً لم أكن أفهمه في وقتها أنه كلما حدثني -رغم أن حديثنا معاً لم يكن يتجاوز حدود الأدب والله- كنت ألاحظ خروج سائل شفاف لزج وذلك عند البظر، وأحياناً أشعر بألم في المهبل عندما يحدثني. في البداية لم أكن أفهم طبيعة هذا السائل، ولا أعلم لماذا يخرج عند محادثته، ثم عرفت بعد ذلك أن هذا السائل يخرج من المرأة عند الإثارة الجنسية وحزنت كثيراً، حيث أني والله كما ذكرت لم أكن أتعدى حدود الأدب بأي لفظ أو حتى نظرة، وهو أيضاً.
كان حديثنا لا يتعدى عن الكلام العادي والأحداث اليومية التي تحدث لكل واحد فينا. المهم أننا لم نستمر سويّاً وقررنا الانفصال، مررت في هذه الفترة بظروف نفسية صعبة جداً، وكنت أحس بالملل والوحدة لكن دون أفكار غريبة، ووجدتني لأول مرة أدمن النت والدردشه الجنسية التي كنت أحس أن لدي ميولاً مازوخية حتى أدمنت العادة السرية لمدة سنة كاملة دعوت الله خلالها أن يمنّ عليّ بالمغفرة والهداية حتى استجاب لي وتوقفت عن العادة السرية تماماً والحمد لله، لكني أعود إليها في لحظات أكون فيها حزينة من أمر معين لكني في أغلب الأيام لا أفعلها أبداً والحمد لله، وقد كنت في السابق أفعل العادة السرية بشكل يومي تقريباً ولكني بالرغم من أني مستقرة نفسياً حالياً والحمد لله إلا أني أعاني من فراغ عاطفي صعب جداً، وأحس أني في حاجه إلى حب حقيقي...
لكني لاحظت شيئاً غريباً آخر؛ كلما انتبهت أن شاباً ما ينظر إليّ نظرة حب أو اهتمام وجدتني أحس بخروج سائل مني، وكلما قام أحد بمفاتحتي أنه يود التقدم لخطبتي وجدتني أيضاً أحس بخروج السائل أو ألم بالمهبل كما ذكرت بالسابق، وإذا أخبرتني أمي أن هناك من يريدون خطبتي وجدتني أيضاً أخرج السائل وبعدها أحس بالذنب حيث أني في بعض الأحيان لا أتواجد في مكان تتوافر فيه المياه لأغتسل من هذا السائل فتضيع عليّ الصلوات وأتألم من داخلي لأني أحس أني مقصرة مع الله، ومنذ أن اكتشفت هذا الشيء بي قررت ألا أتزوج أبداً حتى أبتعد بذلك عن أي شيء يمكن أن يثيرني ويضيّع صلاتي.
بالفعل رفضت كل من تقدموا لخطبتي بالرغم من كونهم مناسبين جداً لي، وبالرغم مما أعانيه أنا من فراغ عاطفي يدفعني أحياناً كثيرة للبكاء فترات طويلة، لكني أحسست أن هذا الفراغ أهون كثيراً من أن تتم خطبتي لأحد ويخرج السائل مني كلما حدثني في أي شيء من أحداث الحياة اليومية وأجدني أضيّع في الصلوات المفروضة نظراً لصعوبة توفر المياه للاغتسال خمس أو عشر مرات يومياً، فأنا أتواجد في مكان -كما ذكرت في السابق- تشح فيه المياه، وكما أنني تخيلت حياتي ستصبح كلها عبارة عن استحمام مليون مرة في اليوم مع العلم أني الآن والحمد لله ملتزمة دينياً نوعاً ما.
فسؤالي هنا ما هو التفسير المنطقي لما أعانيه؟ وهل يوجد حل لمشكلتي هذه؟ ولو كان بالأدوية هل يمكن ذكر أسمائها ومواعيدها؟ هل أنا مصيبة برفضي من يتقدم لخطبتي برغم ما أعانيه من فراغ عاطفي صعب جداً، وذلك إرضاءً لله وخوفاً من غضبه؟ وإن كنت مصيبة فهل من نصيحة لي تعينني على شعوري الدائم بالفراغ العاطفي وحاجتي العاطفية فقط للحب الحقيقي؟.
11/02/2010
رد المستشار
وعليكم السلام أختي الغالية،
رسالتك خليط من المعارف المشوهة، والجهل الجنسي، والوسواس القهري، وإن كان أخطرها أولها.
وباعتبارك متفوقة في دراستك فهذا يعني أنك تملكين قدرًا وافرًا من الذكاء، وقدرة على التفكير، لكن عقلك –الجائع للتفكير- لم يجد المادة الأولية الصحيحة التي تقدم له، فانطلق يستنتج ويقعّد وينظّر معتمدًا على معلومات وتجارب غير صحيحة، فوصل إلى نتائج غير صحيحة بنيت عليها حياتك فسببت لك الضيق والألم والمعاناة.
غياب رقابة الأهل فترات طويلة، وقلة التثقيف الجنسي الصحيح –بل انعدامه- وبالتالي علاقة غير مستقيمة مع الله عزّ وجلّ، وجوع روحي إلى الطهر وإلى معرفة الخالق، وسر الوجود، وظمأ الجسد إلى حاجاته الفطرية، وقلق مستمر ثم وسوسة!.
تركت العلاج الدوائي واعتمدت على التوكل والصبر! وكأن التداوي ينافي التوكل! أو كأن ترك التداوي بطولة!! وغاب عنك الوسواس قليلاً كما هي عادته في الاختفاء بين الحين والآخر، ثم وجد بيئة صالحة للظهور مرة أخرى عند ازدياد القلق والتوتر وقت الامتحانات.
عرفت من الجنس ما ضرك معرفته والانخراط فيه، وجهلت ما جعل الله تعالى معرفته واجبة عليك، وربط طاعته بتلك المعرفة.
المذي يا أختنا الكريمة، سائل أبيض شفاف يخرج عند أقل ميل للقلب، ولا يجب فيه إلا الوضوء، إضافة إلى غسل الجسم والثياب منه. ولا يحتاج إلى غسل، وليس بالضرورة أن تتحدثي بالأمور الجنسية مع الشباب حتى يخرج، وإنما يكفي شعورك بميل قلبك نحوه ميل إعجاب به كرجل، وإن لم تشتهي منه كلام غزل ، أو مسّاً، أو غيره.
أما الذي يجب فيه الغسل فهو المنيّ الذي أهم علامة لمعرفته هو سكون الشهوة بعد خروجه... وينبغي أن تكوني على دراية به ومعرفة باعتبارك تمارسين الاستمناء.
وأخيرًا تغلب عليك الشيطان مستغلاً استعدادك لقبول الوسوسة، والمعارف المشوهة عندك، فأقنعك بالإعراض عن الزواج –من خلال استنتاج غريب- ليتمكن من جرك إلى المعاصي واللعب بك كما يريد...
إن الله عزّ وجلّ لا يرضى عنك إن رفضت الزواج، بل رضاه كل رضاه بارتباطك بمن يعطيك حاجاتك النفسية والجسدية، ويعفك عن الحرام، ويعينك على بناء أسرة صالحة تتجنبين فيها الأخطاء التي مررت بها.
فسارعي إلى علاج نفسك عند الطبيب، بالعلاج الدوائي والمعرفي، وابحثي عن إنسانة صالحة تتناقشين معها في دقائق أمورك وتصححين فيها المعارف المشوهة التي تكونت لديك حول الدين وحياة الإنسان عموماً، وأكثري القراءة في كتب العلماء المشهورين، وابحثي فيما ألفوه عما يحتار عقلك فيه.
وإياك وإهدار طاقتك بالاسترسال في الأفكار والمشاعر السلبية، ووجهيها إلى صياغة نفسك صياغة جديدة تخرجك من المشكلات التي وضعت نفسك فيها بإرادتك.
وفقك الله وأخذ بيدك لكل خير.