خطبة مباركة من مجانين م1
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، سيدتي أ. رفيف،
أشكرك على مجهوداتك وكرمك، فقط لي تعليق وسؤال على هذه الاستشارة؛ يبدو لي سيدتي أن هذا الأخ شخص غير مسؤول بالمرة، فكيف يرفض شخصاً ما ويراه الجميع غير مقبول وفجأة لمجرد أنهما صاروا أصدقاء يتحول موقفه ويفسد الزيجة ويرفض العريس الجديد الذي أحبه الجميع، ويوافق على القديم الذي رفضوه هم ورفضه هو شخصياً في البداية دون مبرر قوي؟!.
ما دخل هذا الأخ من الأساس وكيف يرفض ويقبل دون موافقتها وهي العروس؟ أليس هذا من حقها هي؟! خاصة وأن خالها ووالدتها على قيد الحياة، فلماذا يتحكم الخ في حياتها إلى هذه الدرجة؟ أهذا هو الطبيعي؟ لقد أربكني ردّك جداً حين قرأته وقد قلت لها أن أهلها أدرى بمصلحتها ومن يناسبها مع أنها تبلغ من العمر 24 عاماً وليست صغيرة!.
اعذريني سيدتي على مشاركتي ربما غير المفيدة، لكن ربما تساهم في إصلاح أفكار مغلوطة عندي بخصوص سلطة الأخ على أخواته!.
شكراً جزيلاً لك سيدتي، وجزاكم لله خيراً.
24/1/2010
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته يا "lily":
أشكرك أنت أيضاً على مشاركتك وسؤالك المفيد، وأنا أفرح جداً بمن يسأل، إذ يبرهن أن عقله ما زال يؤدي مهمته التي خلق لها!!.
ذكرت في الإجابة الأولى على استشارة الأخت مريم، أنه ليس للأخ منع أخته من زواجها بشخص كفؤ لها، أما إن أرادت التزوج من غير كفؤ، فله حق الاعتراض...، كما يحصل في هذه الأيام إذ تحب الفتاة شاباً لا يقاربها في خلق ولا دين، ولا مال ولا نسب، ثم يقرران الزواج، فهنا لأوليائها الاعتراض والوقوف في وجه هذه الزيجة لما يلحقهم من العار من ارتباطها به، وخشية عليها منه...
ولكن تبيّن لي من كلام السائلة فيما بعد أنها لم تختبر الخاطب الذي أعجبها بشكل كافٍ، وأخشى إن هي أصرت عليه ثم ظهر لها أنه غير مناسب أن تقع في موقف لا تحمد عقباه إذ لا سند لها من أهلها... فإما أن تتركه، وتتحمل عاصفة من غضب الأهل ولومهم, وإما أن تصبر عليه دون أن تستطيع الشكوى خشية أن يشمت فيها من عارض اختيارها!
وحيث أن الأخ قد اختبر الخاطب الأول، وعرف أخلاقه بعد أن صادقه، فلا خوف من اختياره هذا على أخته...
فكان جوابي من قبيل ترجيح المصالح بالنسبة لتلك السائلة لا من قبيل إعطاء حكم لتصرفات أخيها. ورأيت أنه من الأفضل أن أهدئ من روع مريم وأصبرها، ولا أزيد من حدة الخلاف بينها وبين أهلها، طالما أن الرجل الذي اختاره الأخ مقبول في الجملة، وطالما أنه تم إعلام الخاطب الذي أعجبها برفضهم له صراحة...
وهذا لا يعني أنني أقر الأخ على تصرفه وعلى طريقة معاملته لأخته، ولا شك أن الأخ الخلوق العاقل لا يقوم بهذا التصرف، بل يترك لأخته الخيار والحرية إذا كان من تختاره مقبولاً، وإن أتى من هو أفضل منه ليطلبها.
وحتى لو أراد أن يتدخل فإن تدخله ينبغي أن يكون بالحوار الهادئ، إلى أن تفهم أخته وجهة نظره وتقتنع تمامًا بما اختاره لها، وإلا فهي حرة في اختيارها.
وحيث إن الأمور في هذه الدنيا لا تجري وفق ما يجب أن يكون في غالب الأحيان، فعلينا أن نحسن تدبير شؤوننا بما يتناسب مع الوضع الذي قدر لنا أن نكون فيه... والله هو المولى والمعين!