عملي يستهويني... كيف أحرص على ديني؟!
السلام عليكم،
أنا مرشدة سياحية، أو بمعنى أصح أسير حالياً في الإجراءات لأعمل مرشدة سياحية، أنا خريجة قسم إرشاد سياحي. أعشق السفر والتعرف على البشر بجميع جنسياتهم ومستوياتهم، وقد جربت هذا النوع من العمل عدة مرات وكنت مستمتعة به برغم من مشاكله، لكني أحب وأستمتع بالتعامل مع المشاكل والبحث عن حلول لها وأريد ممارسة هذا العمل، ليس فقط لأني أحبه لكن لأن عندي هدف أن أمثل الإسلام والمسلمين بصورة جيدة.
في نفس الوقت أكره أي عمل مكتبي (يعني يستلزم الجلوس إلى المكتب)، لا يمكنني احتماله! كلّي شوق وأستعد للعمل رسمياً.
لكن أمامي عاقبتين؛ الأولى تجاوزتها وهي مشكلة السفر دون محرم، فلما سألت قالوا لي ما دام الطريق آمن فليس حرامأً. الثانية هي حرمة الجلوس في مكان تشرب فيه الخمور أو يمارس الرقص -ليس ديسكو بل حفلات فولكلورية نقيمها للسواح-، عندها لا أعرف كيف أتصرف وماذا أفعل؟! لو قلت أني لا أحضر هذه الحفلات فسأبدو ثقيلة الظل، عدا أنني يجب أن أكون موجودة أحياناً في المكان بسبب حدوث بعض المشاكل. أنا محبطة ويائسة ولا أدري ماذا أفعل! أأترك العمل الذي أحبه أم ماذا؟.
11/02/2010
رد المستشار
وعليكم السلام يا ياسمين،
أحييك على حرصك على دينك، وعدم اندفاعك وراء ما تهوى نفسك قبل أن تعرفي حكم الله تعالى فيه.
صراحة يا أخيتي... إن سؤالك من الأسئلة التي شغلتني طويلاً!! ذلك أني لا أعلم فتوى تجيز الدخول إلى أماكن شرب الخمر، أو الغناء والرقص!! وقد فكرت مليًا في الأمر، فلم أجد ضرورة تبيح لك ذلك!.
المشكلة يا عزيزتي، أن العقبات التي ستصادفك ليست هذه فقط، وإنما لديك سلسلة من العقبات المختلفة، في هذا العمل! فأنت تتعاملين مع من لا يعرف شيئاً عن الإسلام -بل أنت مستأجرة لخدمتهم- دون أن تستطيعي إلزامهم بأحكام الإسلام! وبذلك تكونين مضطرة لمشاركتهم في معاصيهم المختلفة، فقد تضطرين للسير معهم وهم بثياب لا تستر عوراتهم، أو يصادفك من الرجال من يريد التعبير عن امتنانه بمصافحتك، أو من يصحب كلباً ولا يهمه أين ينشر نجاسته... وبالنسبة لما ذكرت من دخول أماكن شرب الخمر وأماكن المعاصي عامة –صغرت هذه المعاصي أم كبرت- فإنك مستأجرة لأخذهم إلى تلك الأماكن، وهذا يدخل الشبهة إلى مالك! وغير ذلك كثير مما لا يخطر على بال!.
فهل تعتقدين أن هذا العمل الذي تعشقينه سيجلب لك السعادة مع الصراع الدائم الذي ستعيشينه بين ضميرك اليقظ المحب للدين، وبين رغبتك في البقاء في عملك؟ وهل تعتقدين أنك تستطيعين إظهار محاسن الإسلام وأنت مضطرة لترك عدد من أحكامه؟ نعم، قد يكرمك الله تعالى ببعض الخير الذي يجريه على يديك نحوهم، لكن هل أنت متأكدة أن هذا الخير يزيد على مقدار الشر الذي يلحقك -بسبب المخالفات المتعددة- بحيث تكون المحصلة لصالحك في النهاية؟.
فعلاً، إن عملك ممتع جدًا! ويستهوي النفس بشدة، لما فيه من زيادة الاطلاع على الدنيا، وإقامة العلاقات الاجتماعية، والتعرف على الناس من مختلف المجتمعات... فإذا كان هناك طريقة ما لعدم مشاركتك إياهم في معاصيهم، فلا بأس، وبارك الله لك فيما تقدمين عليه. لكن إن لم تكوني قادرة على تسيير الرحلة وفق الشروط الشرعية –ولو على أحد الأقوال المعتبرة-، فالآخرة خير لك من الأولى...، ومن ترك شيئاً لله، عوضه الله خيراً منه، والله أكرم من أن تتركي ما تحبينه لأجله ثم لا يكرمك بخير مما تحبينه ومن طريق حلال... وقد جربت هذا بنفسي في عدد من الأمور، فكان ما عوضني الله به أحب إلى نفسي مما كنت أرغب به، وأكثر راحة وسعادة.
فكري في الأمر مليّاً واستخيري العليم القدير، وأسأله تعالى أن يسدد خطاك، وييسر لك ما فيه سعادتك في الدارين.
ويتبع>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>> عملي يستهويني كيف أحافظ على ديني مشاركة 1