السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
الأستاذ الدكتور وائل
باختصار يا دكتور؛ أنا رجل في الأربعينيات، أحب زوجتي وتحبني -هي في الثلاثينيات- ما زلت أبدو شاباً، لكن بدأت أشعر بتأثير السن على قدراتي الجنسية، وبدأت أشعر أيضاً بتأثير ذلك على زوجتي.. مستوى الرغبة غير متكافئ وبالتالي انفعال وعصبية...
أعلم أن الخلل في علاقة الفراش تؤدي إلى خلل مماثل خارجه. أنا على دراية كاملة بأساليب العلاج الطبي، ما أريده هو نصيحتكم عن الجانب النفسي للزوجة في مثل هذه الظروف، هل بالضرورة سيضيع الحب مع هدوء (ولا أقول برود) الجانب الجنسي؟.
أشكرك.
8/2/2010
رد المستشار
حضرة الأخ "سامر" حفظك الله، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛الحب هو الحب! مع كل ما يعني ذلك من إخلاص، وتفاني، وتضحية، وسخاء... الحب يبدأ من أنانية الشخص، حيث أنه لا يرغب إلا بكل ما هو خير لمصلحته، وعندما يجد الشخص الملائم، ويقع في شراك الحب معه، تنقلب الأنانية الفردية إلى الأنانية الجماعية. أي أن المحب ينكر الذات ويبحث على ما يسعد الطرف الآخر لكي يحصل عليه. فلا سعادة للفرد إلا بسعادة شريكه. وإذا وجد أحدهم ما يسرّه فإنه فوراً يتمناه للشريك، أو يتمنى بأقل تعديل لو شاركه بهذه الملذات والمسرات.
أما الجنس؛ أو العلاقة الجنسية بين الزوجين، فهي مظهر من مظاهر تبادل المسرات والأحاسيس المفرحة، فلا يسرّ أحدهم إلا عند تأكده بأن الشريك قد نال قسطه الوافي من التفاعلات الكيميائية المؤدية إلى سعادة الفرد.أما بالنسبة للقدرات الجنسية عندك، وأنت في عمر الأربعين؛ فهذا العمر يعرف عنه بفترة الجهل على المستوى العاطفي والجنسي، أي أن القدرات الجسدية غالباً ما تتجدد في هذه المرحلة من العمر، ويقولون "إنه مصاب بجهلة الأربعين".أما أنت والضعف الذي تشعر به، فيجوز أن يكون ناجم عن كثرة المشاغل، وكثرة التفكير، والتوترات العصبية التي قد تحيط بك، وقلة النوم، أو الحصول على أوقات للراحة، خاصة في فترة ما بعد الظهر، عندما تعود إلى المنزل، فيُنصح جداً بأن تستلقي لمدة نصف ساعة على الأقل لكي تقطع الطريق على تعبك الجسدي، وعندها تستطيع أن تجاري الشريك بتبادل الحب السريري في فترة الليل.كما ولا بد أن ننوّه بأنه بعد فترة معينة من الزواج، فقد تصاب الشريكة بمرض الاعتياد على لقاء الزوج، وعندها تفتقد إلى القدرة على القيام بكل المقبلات الجنسية، لربما لظروفها الخاصة "من تعب وانشغال، وإرهاق الأعمال اليومية..." أو لاكتمال الثقة بأن الزوج هو الشريك الأكيد،، والذي سوف لن يخرج من دائرة العلاقة الزوجية، وإن لم يكن اللقاء به اليوم فسيكون غداً أو بعد غد... وهكذا يأخذ الإهمال طريقه لينسيي الزوجة الكثير من واجباتها المتعلقة بتحضير الأجواء والمناخات الصحية والملائمة لبدء اللقاء العاطفي على سرير المحبة المنزلية.إذاً، يا أخ "سامر"! قد تكون بحاجة للقاء طبيب متخصص لتشرح له كافة الظروف المحيطة بهذا الضعف الذي تشعر به، وعندها من الممكن أن يجمعكما معاً ليعطي ملاحظاته على الخلل الذي قد يتعلق بالزوجة أكثر من تعلقه بك شخصياً.أخيراً، هل يضيع الحب مع برود الجانب الجنسي في العلاقة الزوجية!؟؟بالطبع لا، وأنوّه بأن هناك نوعين من الزوجات:
- الزوجة المودرن زيادة: والتي تزوجت من أجل العمارة، والسيارة، والملابس والأمور الدنيوية... وهذه الزوجة قد لا تصبر، وقد تتأثر بأي خلل ينتاب الحياة العائلية، أكان مادياً أم معنوياً.- الزوجة البلدي: وهي التي تتزوج على سنة الله ورسوله لكي تكمل نصف دينها، وتعبد الله في زوجها وعيالها، وقد تقوى علاقتها بالزوج في حالات القصور والفقر والضعف، لأنها في هذه الفترة تعتبر نفسها أمام امتحان الصبر، والشكر، وكل محب لله مبتلى.نتمنى أن تكون زوجتك من المؤمنات الصابرات المحتسبات، كما ونتمنى أن تأخذ بالنصائح السالفة الذكر لكي تتمكن من معرفة الخلل، حيث أننا متيقنين بأن القوى الجنسية عند الرجل لا تضعف حتى ولو تقدم بالسن إذا ما عاش حياة سليمة فيزيولوجياً ونفسياً.اقرأ على مجانين:والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.