السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أنا اسمي أحمد وعمري 23 عاماً، أحمل شهادة دبلوم تجارة 2005. منذ خمس سنوات بدأت أعاني من وسواس سب الذات الإلهية -أعوذ بالله- في ذلك الوقت كنت أصلّي وأفعل كل ما يرضي الله حتى اتخذت لنفسي مجموعة من الأصدقاء الذين قادوني للطريق الخطأ، فنسيت كل شيء وعشت حياتي طبيعياً حتى العشرين من رمضان الفائت، حينها بدأت أفكر أن ما أنا فيه خطأ ولن ينفع الاستمرار فيه فعدت أصلي وأعمل ما يرضي الله.
في السابع والعشرين من رمضان شعرت بالاختناق ولم أدرِ ماذا أفعل! حتى قابلت ابن عمي -وهو شيخ- فقصصت له وضعي فقال لي لا تخف هذا فاسمه القرين، ومنذ ذلك الحين وأنا في حالة انهيار وبكاء وتوهان وخوف شديد، وظللت شهراً في حالة اكتئاب لا أشعر أني حيّ، وأفكار في رأسي لا أدري ماهيتها!
ولما رددت من حالة التوهان تلك بعد شهر وجدت نفسي وسط أفكار منها أني أخاف الموت جداً، وأخشى أن أجنّ، وأشعر بالتعب على الدوام، وقلبي فيه مشكلة! واستمرت حالتي على هذا النحو مدة شهر أيضاً، ثم في الشهر الثالث والرابع حاولت أن أضبط نفسي؛ يعني أقنع نفسي أن الحالات التي تأتيني تلك كلها وهم، ونوبات الموت والجنون وهم أيضاً... ضبط نفسي في تلك الفترة لكن الأفكار في دماغي في الشهر الخامس بقيت.
أضبط نفسي فأقول لها أن هذه الحوارت كلها التي أشغل نفسي بها إن أخرجتها من دماغي فسأستريح! كلما تأتيني فكرة أقول لنفسي هذا كله وهم.
بعض الأيام تمر أكون فيها بحال جيدة جداً جداً وليس ولا أشكو شيئاً، لكنها تعود فأشعر بخوف شديد وتعزلني عن العالم كله لمجرد دقائق، وحتى الآن أنا أشعر وسط هذه الأفكار. لا أدري ماذا أفعل؟ والله يا دكتور أنا حياتي لم تعد تطاق، أتمنى أن أعود كما كنت في السابق، ومع كل هذا أنا "نصف" ملتزم! يعني الصلاة في وقتها وأعمل كل ما يرضي الله.
أطلب منكم المساعدة بعد الله طبعا لأني زفافي في شهر تموز/يوليو القادم وأخشى أن أبدأ حياتي الزوجية مع هذه المعاناة، فلن أستمتع بها مطلقاً!.
ملحوظة: نوبات الموت والتوهان هذه جاءتني مرتين؛ مرة حين دخلت الأول الإعدادي، ومرة في أول تجاري، ولم تكن تستمر أكثر من شهر.
ملحوظة أخرى: أعاني من مشاكل أسرية مع أبي دائماً.
وجزاكم الله كل خير.
12/03/2010
رد المستشار
الأخ الفاضل،
أهم شيء فيما تقوله أنك تملك قوة الإرادة في التحكم في الأعراض وهذا ما نحاول أن نكسبه للمريض. لذا لا أظن أن الأمر صعب عليك، لكن لا بد من التوجه إلى أقرب طبيب نفساني لك لوصف الدواء اللازم الذي سيساعدك على تخطي كل العقبات إن شاء الله، وتكمل زواجك، ثم بعد ذلك يمكنك استكمال العلاج النفسي مع متخصص حتى تتمكن من التخلص من هذه الأعراض نهائياً إن شاء الله، فلديك الإرادة والقدرة العالية في التحكم في الذات وهذا أول الطريق وأصعب مراحله.
وحقيقة فإن تكرار هذه النوبات من الاكتئاب المختلط بالقلق Mixed Anxiety Depression يشير إلى أن عليك عندما تبدأ علاجك أن تستمر عليه مدة طويلة سيحددها لك طبيبك المعالج لأن تكرار نوبات الاكتئاب أكثر من مرتين يعني أن قابلية الاكتئاب الرديد للانتكاس عالية في حالتك، وبالتالي فمن المهم أخذ منع الانتكاس Relapse Prevention في الاعتبار ضمن الخطة العلاجية لكنك في نفس الوقت لا يجب أن تتردد في إتمام زواجك في الموعد المتفق عليه بإذن الله كما نصحك مجيبك، وأخيرا أنصحك بقراءة الاستشارات التالية:
أريج وخلطة القلق والاكتئاب
العصاب التوتري
وأهلا وسهلا بك دائما على مجانين فتابعنا بأخبارك.