سحر والوسواس والمكان الحساس م
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛ صاحبة رسالة "سحر والوسواس والمكان الحساس" بداية لي استفسار عن أسباب عدم الرد عن رسالتي السابقة فكانت لي فيها شكوتان أرجو الرد علي بخصوصها، ولي استفسار في هذه الرسالة فأنا مازلت كثيرة التشكك في طهارتي وكثيرا ما أسأل نفسي على هذه اللذة التي أحسست بها، هل يجب أن تتطهري منها (هي لذة خفيفة نتيجة الحركة لا يترتب عليها رعشة أو فتور) فلقد وجدت بعض الفقهاء يقول إن الاغتسال بخروج المني بلذة (أي وضع كلمة لذة على الإطلاق سواء خفيفة أو يترتب عليها رعشة أو فتور).
قد أحس ببعض التضارب في الفتاوى فما رأيكم؟ وما حكم الدين في الشك وهل يمكن أن أصلي برغم وجود هذا الشك وصلاتي الدائمة وأنا ناقضة للوضوء بسبب الغازات المرضية هل سيعفو الله عني؟ فأنا حزينة لأني أصليها ناقصة بدون وضوء كامل ودائمة الخجل من نفسي وجزء من الاغتسال يكون الوضوء وأنا بوجود الغازات قد أمكث في الحمام لفترة قد تكون طويلة لإتمام الاغتسال بدون إخراج الغازات.... هل مجرد تدفق الماء على الجسم مع الاستنشاق والمضمضة يعتبر اغتسالا صحيحا وأستغني عن الوضوء كمرحلة من مراحل الاغتسال حتى لا أشق على نفسي؟ جزاكم الله خيرا
26/03/2010
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته؛
قد رددت على رسالتك ومتابعتك الأولى منذ فترة، وأرسلتها إلى الموقع!!
بالنسبة لسؤالك عن قول الفقهاء: (الاغتسال بخروج المني بلذة)، المقصود بها اللذة الكبرى، أما اللذة الصغرى فهي تتسبب بخروج المذي.
والمقصود من هذه العبارة: (خروج المني بلذة): أن الغسل لا يجب إلا عند نزول المني مصاحبًا بلذة. وذلك أن بعض الفقهاء يقول: يجب الاغتسال حتى لو خرج المني بغير لذة، كأن خرج بسبب ضربة على الظهر، أو حمل ثقيل...، وهناك آخرون يشترطون حصول اللذة عند خروجه لوجوب الغسل، بمعنى أنه لو خرج المني وحده من غير لذة فلا يجب الغسل.
فهذه العبارة ليس المقصود منها بيان نوع اللذة، وإنما بيان أن الغسل لا يجب إلا إن نزل المني مع اللذة (حسب القول المذكور عندك). لهذا لم يفصل فيها هل هي لذة كبرى أم صغرى، وخاصة أنه يفترض أن يكون القارئ عالمًا بقضية أن المني لا ينزل إلا عند اللذة الكبرى.
ويمكنك بكل تأكيد الصلاة مع هذا الشك الذي عندك، لأن الأصل أنك طاهرة ولا يجب عليك الغسل إلا عند حصول الجنابة بيقين. حتى لو رأيت شيئًا ولم تعرفي ما هو، فيمكنك أن تعتبريه مذيًا وتتوضئي فقط، وصلاتك صحيحة.
أما بالنسبة لحزنك من صلاتك الناقصة، فقد ذكرت لك في إجابتي السابقة أنه لا يوجد كمال مطلق عند الإنسان، والكمال بالنسبة لك أن تؤدي الطاعة على حسب استطاعتك، ولا تطالبين بأكثر من هذا، فلا تحزني...
أخيرًا تسألين عن الغسل: وحقيقته أن يعم الماء جميع شعرك وبشرتك. أما الوضوء فهو سنة من سننه. وغسلك صحيح وإن لم تتوضئي. بل إن الغسل يرفع الحدث الأصغر والأكبر، أي يستطيع الإنسان أن يقف فيصلي بعد اغتساله فورًا، وإن لم يتوضأ أثناء اغتساله، بشرط ألا يحصل منه ناقض للوضوء أثناء الغسل أو بعده، وإلا وجب عليه أن يتوضأ إن أراد الصلاة.