هادئ ولبق لكن أفكر بالانتحار..!؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛ بداية أود أن أشكركم على هذا الموقع الذي له دور كبير في حل العديد من المشكلات وبأسلوب علمي وعملي وأدعو الله أن يجعل هذا في ميزان حسناتكم...
لا أعلم كيف أبدأ فهذه المرة الأولى التي أحكي فيها لشخص عن مشكلتي وحالتي وسأبدأ بنشأتي باختصار وأعتذر عن الإطالة, أنا شاب عندي 27 سنة لدي 3 أخوات بنات أصغر مني؛ فالأولى أصغر مني بسنة والثانية بأربع سنوات والصغيرة بثمان سنوات, عشت في السعودية 15 سنة حيث سافرنا إلى هناك وعندي عدة أشهر وقضيت فترة طفولتي ونشأتي هناك وكانت حياتي مرفهة وتربيت تربية إسلامية سليمة وكان الفضل في ذلك يرجع لوالدتي لأنها من أسره متدينة جداً وكنت أذهب إلى المسجد يومياً لحفظ القرآن والالتزام التام بالفروض الخمسة في المسجد حتى أصبحت عادة كالطعام والشراب كما أنني كنت أذهب إلى النادي يومياً لممارسة الرياضة فكنت أحب اللياقة البدنية والجمباز والحمد لله كنت ملتزماً في المذاكرة وكنت دائماً أكون من أوائل المدرسة كل سنة وهذا بفضل الله سبحانه وتعالى أولاً ثم بفضل والدي اللذان خططا لي حياتي ولكنني كنت معزولاً تماماً عن الناس وعلاقاتي محدودة جداً ولكن هذا لم يسبب لي أي مشكلة..
انتقلنا للعيش في مصر وتغيرت الظروف فجأة حولي فوالدي استمر في العمل بالسعودية وأنا علي أن أتعامل مع الناس حولي ولكنني لم أستطيع رغم أن الكل يشهد لي بالأدب والأخلاق وكنت ملتزماً في المذاكرة وفي العبادات كما كنت في السابق وكانت فترة الجامعة هي أفضل فترات حياتي حيث كنت نشطاً في أعمال الخير ومساعدة الناس وكنت أشجع من حولي للأعمال الصالحة والاهتمام بالنفس والرياضة ونجحت في عمل بعض العلاقات ولكن للأسف كنت طيب وحسن الظن بالناس جميعهم مما يجعل البعض منهم يستغلني أسوأ استغلال خصوصاً بعد تخرجي وأثناء بحثي عن عمل..
بحمد الله وجدت عملاً بعد تخرجي مباشرة وانتقلت من عمل لآخر وكانت جميعها في وظائف حكومية في مراكز علمية مرموقة كالجامعة ومراكز البحوث وهذا لأنني لا أستطيع التعامل سوى مع الأساتذة والعلماء وكان أستاذي في الجامعة هو الذي أوجد لي هذا العمل بعد محاولات عدة فقد كنت خائفاً جداً من مواجهة الناس للبحث عن عمل ولكن هذا بشكل مؤقت وبأجر رمزي جداً وللأسف الكل يستغل خبرتي في مجال الكمبيوتر في أرقي المراكز ولا أجد سوى كلام معسول ووعود بالتثبيت وأنا بسبب طيبتي المبالغ بها كنت أوافق وأتحمل مسئولية أعمال كبيرة وكنت رغم ذلك أراعي الله في عملي وكنت أكمل هذا العمل على الوجه الأكمل حيث أن هذا العمل سيكون واجهه للجهة التي أعمل بها ووصل الأمر إلى أن بعض أعمالي وصلت لجهات دولية كبيرة وكان المقابل مبالغ كبيرة جداً وأنا لم ينلني منها سوى الكلام والوعود فقد كنت أميناً وملتزماً ومتمكناً من عملي بحمد الله ولكنني كنت وحيداً ليس لي واسطة..
في البيت أيضاً تغير الوضع للأسوأ فقد نصب على والدي واستطاع أحد النصابين في المنطقة أخذ البيت الذي بنيناه أثناء سفرنا في السعودية وكانت صدمة كبيرة على والدي جعله يضيع كل شيء حتى وظيفته والسيارة الجديدة دون إعلامنا بذلك وأصبح يتصرف بغرابه حتى أصبح لا يملك أي شيء واستطاعت والدتي أخذ جزء من البيت ونحن نعيش فيه الآن ووالدي يعيش بمفرده في الشقة القديمة وأنا أزوره أسبوعياً لكي لا أشعره بالوحدة ولأن ربي أمرني ببر الوالدين رغم أن بإمكاني أن أسترد كل ما ضاع مقابل أن أتهمه باختلال عقلي ورغم أن هذا قد يكون صحيحاً إلا أنني لا أستطيع خوفاً من ربي..!
أنا الآن علي أن أتحمل مسؤوليه البيت وإخوتي بل ومسئولية العمارة التي نسكن بها حيث هذا النصاب قام ببناء أدوار أخرى وقام ببيعها وهرب وأنا بصفتي ابن صاحب العمارة على الورق علي أن أكون في مواجهة أي مشكلة تتعلق بالعمارة وكانت مشاكل كبيرة وبحمد الله كنت على قدر المسئولية رغم أنها فعلاً كانت فوق طاقتي حيث أحياناً كثيرة لا أملك المال الكافي أو شخص ذو منصب يسندني في مثل هذه المواقف..!
أعيش حالياً في هذا الوضع وأعمل في مركز بحثي رفيع ولكن لا يوجد أي ضمانات أو حتى عقد وآخذ مقابل مادي بسيط جداً مما جعل والدتي تضطر إلى السلف من أختها كل شهر فإخوتي في مراحل دراسية والبيت أيضاً مصاريفه تزداد بشكل مستمر..!
من هنا بدأت أمر بحالات نفسية سيئة جداً وصلت إلى التفكير في الانتحار أكثر من مرة ولكن ما يمنعني هو خوفي من الله أولاً والتفكير في حال والدتي وإخوتي من بعدي فهم يعتبروني رجل المنزل وبدأت حالتي تسوء بترك الصلاة والعبادات ثم بالتحرش أحياناً بعد صدمة عنيفة كأن يقول لي مديري "ليس لك مكان هنا" بعد نجاح بحث أو مشروع ثم أدمنت الأفلام الجنسية والعادة السرية بشكل مبالغ فيه وصلت إلى عدة مرات في اليوم الواحد وأهملت نفسي كثيراً وقلت شهيتي للطعام وتطور الموضوع إلى التفكير في أشياء غريبة وشاذة ولكنني حتى لا أستطيع التلفظ بها بلساني خوفاً من الله فأنا رغم سيئاتي لم أقل لفظاً سيئاً أو معاكسة ولم أكذب ولو كذبة بيضاء فأنا أخاف من اللسان بالذات..!؟
أنا هادئ ولبق بشهادة كل من يعرفني وأحياناً كثيرة يلجأ لي البعض لحل مشكلاتهم في العمل أو المسجد والحمد لله وبحثت داخل نفسي عن أي عيوب قد تكون سبباً لما أنا فيه أو فعله فعلتها أو أذية لشخص ما ولكنني لم أجد فتزداد حالتي سوءاً وأحياناً أقتنع بأن هذه ابتلاءات من الله وأحياناً أخرى أشعر بالقهر والظلم الشديد..
إنني أشعر بالتناقض فأنا من ناحية مؤدب وملتزم ولكن التزام ناقص فأنا أعترف أمام نفسي وأمام الله بالمعاصي التي أرتكبها بيني وبين نفسي في السر وأندم عليها وأشعر بأنني لم ألتزم بتعاليم هذا الدين على حق مما يشعرني ذلك بالحسرة والندم على ما ضاع من عمري ومن جهة أخرى أرى الشباب حولي يقيمون العلاقات المحرمة فأرى الفتاة تظهر مفاتنها لشاب لا أجد فيه شيئا يميزه عني مما يجعلني كالثور الهائج أفكر في أشياء عجيبة لا أستطيع ذكرها وأحياناً في الانتحار فأنا أشعر أنني لم آخذ حقي من هذه الدنيا وأستمتع بسن الشباب كهؤلاء وبهذا لم أحقق أي شيء فأنا لم أحقق شيئا في حياتي ومستقبلي مما يجعل ظروف الزواج مستحيلة على الأقل بسبب إخوتي البنات أو حتى ألتزم فعلاً بهذا الدين وأترقى بشكل يجعلني أزهد هذه الدنيا وأعيش حياه دينيه صحيحة كما كنت صغيراً ولكن أشعر أن هذا مستحيل بسبب سوء حالتي النفسية ووجودي في وسط أجد فيه الشباب حولي يتمتعون بشهواتهم..!
أنا الآن أخاف أن يتطور بي الموضوع لما هو أسوأ من ذلك فقد بحثت عن وسائل عديدة لحل مشكلتي
وأدعو الله أن يجازيكم خيراً وأن تساعدوني للخروج من هذه الحالة..!؟
09/04/2010
رد المستشار
كثيراً ما يتصور الناس أن ورق الكوتشينة مجرد حظ، ولكن الحقيقة أن أوراق الكوتشينة قد تتوزع توزيعاً سيئاً جداً ولكننا "بحرفية" اللعب وسلامة التفكير والرغبة في الفوز نفوز! لقد ساءت أوراقك منذ فترة ووجب عليك اللعب بحرفية لتفوز في تلك الحياة، فأنت في مصر المحروسة منذ اثني عشرة عاماً، جئت إليها في بداية مرحلة الثانوية، وتكبدت ثمن الانتقال من مرحلة رغد العيش والحياة بسلام لحياة القلق والاضطراب وسنوات تملؤها مشكلات من كل نوع، ولقد أثبت -دون أن تعي- أنك تستطيع أن تنضج وتنجح فتمكنت من المرور بمواقف ذات عيار ثقيل وخضت بمشقة ما أحب أن أسميه "بألم النمو"، ولكنك الآن تشعر بأن الكيل طفح وأنك لم تعد تقوَ على ذلك كثيراً حتى تمنيت الهروب بالموت، لكني أرى ذلك تزييفاً لحقيقة قدراتك التي أثبتتها السنوات الماضية!
فالحقيقة.... أنك تحمل طاقة نفسية عالية ظللت تملأها يوماً بعد يوم بمواقف تلو الأخرى حتى تكدست وكادت تنفجر، وحين نصل لتلك المرحلة لا بد وأن نأخذ نفساً عميقاً ونصفّي ذهننا ونُعلي صوت العقل حتى نتمكن من المواصلة وتحقيق الأحلام رغم أنف التحديات. لن يحدث ذلك إلا بخطوات كثيرة غاية في الأهمية تكاد تصل لدرجة أن تكون أو لا تكون، وأتصور أن أهمها هو أن تعي ما يدور حولك بفهم صحيح؛ لأنك حتى الآن تحيا في ظل مفاهيم خاطئة تؤثر بقوة على مشاعرك وسلوكك وبالتالي على قوة جهازك النفسي المُثقَْل، وسأحاول أن أصحح لك بعضها على أن تكمل مع نفسك الباقي لتتمكن من اللعب بحرفية وبطريقة جديدة تمكنك من الفوز لذا أقول لك:
- تخيل لو لم تعد لمصر وظللت ذلك الشاب "النيء" الذي لا يعرف كيف يتعامل مع البشر ولا المواقف ولا تقلبات الحياة، وظل يحيا مثل الروبوت لا يبذل جهد حتى يكون إنساناً يثق في نفسه ويتعامل مع البشر على اختلافهم ويقرر ويتحمل تبعات قراراته؟ تخيل لو ظللت تتصور أن الحياة هي الدراسة وحجرتك وصلاتك في المسجد فقط؟ كيف كنت ستتقبل نفسك؟ كيف كنت ستواجه الحياة لو شببت أكثر من ذلك على ما كنت عليه حيث لا تحديات، لا حياة، لا إثبات للوجود؟ وليس معنى حديثي أن المشاكل والذل والقهر هو ما يبني الإنسان ولكن أظنه يجوز في وضعك أنت وطريقة تربيتك أنت وما كنت ستؤول إليه لو ظللت كما كنت شخصاَ ماسخاَ ليس له مذاق ولا طعم، ولا يستطيع أن يواجه مشكلاته ولا تحديات الحياة ولا البشر، فكثيراَ ما نتحمل قسوة ومرارة الألم من أجل الفوز بشيء ثمين للدرجة التي تجعل مسلماَ يدفع ثمناَ للجنة روحه وحياته مختاراَ، أو أن نتحمل غباء وسخف تعليمنا لننال درجة علمية تعد بمستقبل أفضل.
- الله سبحانه وتعالى، يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور بصدق، فهو سبحانه يعلم كم تتألم من معاصيك وكم تتمنى رضاه وكم تحزن لفشلك في العودة إليه كما كنت، فهل تتصور أنه لا يعلم؟، أو أنه لا يُقدّر هذا النوع من الألم؟، أم لا تعرف عنه سبحانه إلا مساحة الغضب والعقاب وأنه القهار الجبار؟، أيقول لنا سبحانه أنه أقرب إلينا من حبل الوريد وتقول بظنك في الله تعالى العكس؟، ألم تقرأ في موقعنا كم الفتيات والشباب الذين وقعوا في فخ العادة السرية؟، أم تنكر على نفسك الفطرة التي فطرها الله فينا جميعاَ وأنت شاب في السابعة والعشرين من عمرك وتتقافز حولك المغريات من كل مكان فجأة بعد ثبات عميق؟، فضحايا العادة السرية والرغبة الجنسية كُثر، ولكن هناك فارق عظيم بين من يقاوم ويحاول حتى لو فشل مرات ومرات وبين من لا يبذل عناء التفكير في كونها أمر لا يستقيم مع حُسن الخلق فلا يحزن ولا يفكر في محاولة جادة أساساَ، وأرجو من الموقع أن يرفق الإجابة بما وضعه المستشارون من جهد حقيقي لمقاومة العادة السرية.
- لا نستطيع أن نُقسم أن ابتلائنا الذي نراه ونتصوره هو حقيقةَ ابتلاء وكذلك لا يظلم ربك أحداَ فلا قهر ولا ظلم مع الله سبحانه، فالله يريد منا أن نستحق كونه ونستحق كلمة إنسان وقال لنا أننا سنظل في كدح حتى نلقاه وأن ما نراه سيء قد يكون فيه الخير الكثير، وقد يكون بسبب سوء تصرفنا ولا أقصد بذلك تقصيرك في الصلاة أو ممارستك للعادة ولكن سوء التصرف في التربية وتعلم فن الحياة والتفكير السليم وبناء شخصية سوية، والله يحب أن يرى منا العمل والحمد لله أنه لا يحاسبنا بالنتائج وإلا ضعنا، والله يثيبك كل لحظة على ما سميناه بألم النمو ويرى منك المحاولات الجادة وسيعينك وستهنأ حتماَ لو قررت أن تحظى بلقب إنسان ناضج ودفع ثمن ذلك بحب ورضا، ولو نظرت حولك لكل ناجح عظيم في الحياة ستجد أن السر الحقيقي كان دأبه، فلم يخيب الله سبحانه ظن شخص دأب بجد على شيء في علم أو رياضة أو فن أو فوز بتحقيق أحلام في الحياة، فلماذا تضن على نفسك أن تكون قصة نجاح مثلهم؟.
- لكل منا طاقة وقدرة على تحمل الضغوط تختلف باختلاف طبيعة الشخصية وقوة وتأثير الحدث والبيئة المحيطة والجزء الوراثي وطريقة التربية منذ الصغر والكثير الكثير، لذا اختلف الأمر بشدة بينك وبين والدك في تلقي ضربات اختلال الحياة الرغدة التي كنتم تحيوها للدرجة التي جعلته على ما هو عليه الآن وجعلتك أنت تتحمل وتقاوم لتكون رجلاَ بحق، والحقيقة لم أفهم غياب دور والدتك التام في قصة مؤازرة زوجها الذي استطاع لعمر طويل معها أن يوفر لها ما أرادت لولا تأثره النفسي الشديد مما حدث؟، ولا أعلم كذلك غياب دورها في تحمل بعض المطالب من خلال أي جهد تتمكن من القيام به غير أن تستدين من أختها كل شهر؟، ولا أعلم لماذا تفكرون بطريقة أنه يجب أن يقوم شخص بكل شيء مقابل أن يرتاح الجميع من كل وأي شيء؟!؛
فالحقيقة أنك أثبت خلال الأعوام السابقة الكثيرة أنك رجلٌ وأنك تتحمل المسؤولية وأنك تتمكن بشكل أو بآخر رغم الصعوبات وطريقة نشأتك من تخطي التحديات، لكن هذا لا يعني أنك تقوم بكل الأدوار وحدك، فأنت فرد مهم وحقيقي جداَ وفارق في عائلتك في تلك الظروف لكن أتصور أن إخوتك ووالدتك عليهن أن يقمن ببعض الأدوار من خلال البحث عن عمل مناسب أو المساعدة من خلال ما قد يتمكن من القيام به في المنزل أو على الأقل يساندنك نفسياَ ويشاركنك في حل بعض الأمور التي لا أتمكن من اقتراحها لأنك لم تذكر عنهم أي شيء سوى أنهم حملك الذي يجب أن تحمله وحدك وهذا غير منطقي ولا علاقة له بصفات الشهامة والتضحية والرجولة، فالزوجات الآن يساعدن أزواجهن ليس لنقص في رجولتهم، ولكن لأن الحياة صارت تتطلب ذلك خاصة في مصرنا الحبيبة، فلتفكر بهدوء كيف يمكن القيام بذلك بلباقة وذكاء، فلماذا لا تبدأ معهن حوار جديداَ توضح لهم احتياجك لهن؟.
- سعيدة أنا لأنك تمكنت -إلى حدٍّ- من تجاوز حاجز التعامل مع الناس ومواجهتهم ومواجهة الحياة، ولكنك تحتاج للمزيد لأنه لا يجوز بأي حال من الأحوال أن تكد وتتعب وتخلص في عملك بمقابل لا يتساوى مع الجهد والعلم الذي تملكه، فمن الآثار العميقة لطريقة نشأتك "ضعف الثقة بالنفس" و"ضعف توكيد الذات"، وهو الذي يُلجم لسانك ويسبب لك دقات قلبك المتسارعة حين تفكر أن تطالب بحقك المشروع جداَ في أخذ حقك، واستوقفتني كلمة انك لا تستطيع أن تتعامل إلا مع العلماء والأساتذة لماذا؟ أهي نرجسية أم خوف من التعامل مع المستوى الأقل فتقع في مشكلات معهم؟، فكيف كان الحال حين تعاملت مع العلماء والأساتذة؟ ألم تشكو منهم الاستغلال والظلم ثم تلصقه بأقدار الله!؟ أيرى الله من يَظلم دون توبيخ أو تنبيه، ويرى المظلوم لا يتمكن من فتح فمه ليطالب بحقه ونقول ابتلاء؟! فمما تخاف أكثر من ذلك؟ أم أن القصة أنك لا تقدّر بحق قدراتك العلمية والعملية؟، فأي مكان خاص يرى لديك قدرات ومهارات حقيقية سيزحف ورائك ليضمك له، فلماذا تفعل في نفسك ذلك؟، فلتقدر ذاتك وتطلب بقوة مهاراتك وإخلاصك حقك المشروع في هذه المراكز الرفيعة المستوى بلباقة وذوق مع حسم واضح، أو فلتكن في غيرها، فكفاك جبناَ وخوفاَ وتسمية تلك الأمور بأسماء "شيك" كالأدب والطيبة والرغبة في السلام!! وواجه مشكلتك وطالب بحقك واخرج مما تقيد نفسك به في التعامل مع فئة معينة لأنك تستحق أن تنال قسطاَ من الثقة والراحة النفسية والرضا والمال الذي سيفرق معك الكثير.
- قد تؤخر زواجك قليلاً حتى تتمكن إحدى أخواتك من الحصول على عمل لتقوم بدور مساعد معك ومع أسرتها وتتمكن من حصولك على مقابل لعملك بشكل مرضي خاصة أن لك مكان للزواج -ميزة عن غيرك- لكن لا تستبعد الفكرة نهائياً حتى لا تتمكن منك الرغبة فتهوى بك لما لا تتمناه، والله سبحانه وعدنا في حديث على لسان النبي صلى الله عليه وسلم أو كما قال "ثلاثة حق على الله عونهم: المجاهد في سبيل الله، والمكاتب الذي يريد الأداء، والناكح الذي يريد العفاف. رواه الترمذي"، فهنيئاً لك فأنت على الأقل ستنال من الله العون لأنك تريد نكاح يعفك وترجو أن تسد ديونك فلتظن بالله خيراً.
- تعمدت ألا أتوقف عند ما يضايقك من ألفاظ وخيالات عجيبة حتى نتحدث في الأهم ثم المهم وسأحتاج فيها لتفصيل، وكذلك أنبهك لوقوعك بوضوح في الاكتئاب الذي يسبب لك فقدان طعم الحياة وضياع الأحلام والرغبة في الانتحار وأقترح عليك أن تقرأ في العلاج المعرفي للاكتئاب فلقد كُتِبت مقالات مفيدة فيه على موقعنا لأن وضعك الآن لا يحتمل علاج نفسي لدى متخصص، وأخيراَ أتصور أن إجابتي هذه أطول إجابة لي في مجانين منذ أن عملت بها منذ خمس سنوات، ولكن على أية حال أرجو أن تفكر فيما قلت وتبدأ رحلة التغير لتحقق أحلامك، فلقد قمت بالأصعب منذ سنوات وما تبقى هو القليل..... هيا أكمل المسير وانتظر متابعتك.