لعبة النرد: رمية لمغدور، والثانية أحمق!!
لعبة النرد: رمية لمغدور
أرسلت أمل (مقدمة رعاية، 28 سنة، كندا) تقول:
السلام عليكم،
الرد متميز بارك الله فيك، بسببه لدي الكثير من الأسئلة!
الجهل يلف حياتنا ويقيدها، ولا أفهم سبب ذلك بما أننا المفروض "خير أمة أخرجت للناس" أي لدينا دستور ومرجع، ومع ذلك لدينا مشاكل مع المفاهيم وإدراكها أي لا نفقه مفهوم الشيء وبالتالي إدراك معناه، وهذه هي مصيبتنا مع فقه الحياة وفقه العلاقات الإنسانية.
1. كيف السبيل إلى معرفة وفهم فقه الحياة، وفهم العلاقات أي معرفة البشر وخبرات الحياة؟
2. كيف أثقف نفسي أنا الفتاة وكذلك الشاب بخصوص عالم الآخر، ذلك العالم الذي سيكون منه يوماً من أراده الله لنا إما زوجاً أو زوجة؟.
3. كيف تكون لي/له تجارب مع الآخر صحيحة ومتوازنة؟.
4. ما هي أدوات عصرنا الحالي التي نحتاج إلى امتلاكها واتقان استعمالها والتفنن فيه؟.
5. كيف الاستفادة من خبرتك؟.
أسوأ ما نعاني منه نحن الفتيات/ الشباب في الوقت الحالي عدم وجود القدوة العملية لنا، أتمنى من كل قلبي لو نقدر على ملازمة خبيرة/ خبير لمدة ولو على الأقل 6 أشهر لنستقي الخبرة التي هي أشد ما نحتاجه الآن أكثر من الهواء والطعام، فما فائدة الحياة إن لم نفهمها وندرك معناها؟ خاصة في الوضع الراهن حيث الجهل بجميع أنواعه والظلم والعيش في الغرب يزيد الطين بلة.
أسعد كثيراً أو بمعنى أصح أشعر أني أحلّق عالياً أو مطمئنة عندما أقرأ شيئاً مفيداً أو يزيد من خبرتي، مثل قراءة تعليقاتك بارك الله فيك وزادنا الله فقهاً.
21/2/2010
وأرسل عبد الرحمن (صيدلاني، 23 سنة، مصر) يقول:
السلام عليكم،
أنا أحد متابعي موقعكم وموقع إسلام أون لاين، أهتم كثيراً بمشاكل المخطوبين والمتزوجين حديثاً وهؤلاء من هم مثلي يبحثون عن زوجة، لكن ما لفت نظري بالفعل أني لم أعد أعرف ما هو معنى كلمة متدينة!! أصبحت أشك في أن هذه الكلمة أساساً تستخدم للتغطية على من هم لا يجيدون معاملة الناس رجالًا كانوا أم نساء!.
أنا شخصياً لدي معرفة بشخصين ارتبطا لمجرد الجمال والدين لكن ما حدث بعد ذلك هو ما يهم، فأحدهم يقضي عمره الآن في العربة فقط ليستطيع تحمل أعباء المحاكم وليس أولاده!! والآخر يعيش حالة انفصال مع زوجته في بيته، يعود للبيت متأخراً متعباً حتى لا يسأل عن شيء.
لكن سؤالي الحقيقي: هل يجب إذن أن أرتبط بفتاة لها خبرة مع الأولاد حتى تستطيع أن تعاملني جيداً؟ هل يجب عليّ إذن أن أتعرف قدر ما أوتيت من قوة على فتيات حتى أستطيع معاملة زوجتي والحفاظ على بيتي؟!
قرأت مشكلة في إسلام أون لاين أن كان أحدهم تقدم لخطبة فتاة خام (قطة مغمضة) وتركها ليتزوج ذات الخبرة لأنه لم يستطع أن يبادلها المشاعر! أعرف أن ما أقوله غير منطقي لكن يبدو أنها الحقيقة، على الأقل بالنسبة لي.
نسيت أن أذكر أني أبحث في هذا الموضوع حتى لا تتحول حياتي إلى جحيم يومي كحياة أهلي، فأنا لن أحتمل يوماً آخر مما رأيته في بيتنا لمدة تربو عن العشرين عاماً،. أنا أعرف تقريباً ما أريد أن تكون زوجتي عليه، ولكن كيف؟!.
إحصائيات الطلاق هنا في مصر لسنوات الزواج الأولى 5% فقط منها مشاكل مادية على ما أذكر... والباقي؟ أنا لم أتعرف على فتيات إلا قليلاً ممن كن يجمعني بهن العمل، أو ليس من حقي أن أنتقي أيضاً من لم تتعرف على رجال... أم أنني كنت واهماً؟ تُنْكحُ الْمَرْأَةُ لأرْبَعٍ: لمالها ولِحَسَبها ولِجَمَالها وَلدينها: فَاظْفَرْ بذاتِ الدِّينِ تَربَتْ يَدَاك;
هل يمكن لفتاة من ذوات الخبرة أن تكون ذات دين؟؟
21/2/2010
وأرسل دوست (محاسب، 40 سنة، مصر) يقول:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
رسالة صاحب المشكلة طويلة والرد كان طويلاً أيضًا.. لكني سأحاول اختصار مشاركتي في نقاط قدر المستطاع.
- عندنا مثل قديم يقول: (اللي بيشيل قربة مخروقة بتخر عليه).. ومثل آخر يقول: (اللي بيلعب بالنار بتحرقه).. فلا تجارب الرجل المجرب تنفعه، ولا تجارب المرأة المجربة تنفعها، (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَةٍ خَيْرًا يَرَهُ، وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ) فالانحلال لا يأتي بخير شئتم أم أبيتم.
- عندما يقول بعضهم: (الإسلام هو الحل).. ربما نظر إليه الآخرون شزراً أو اتهمهوه بانتماءات معينة، لكني شخصياً -رغم بعدي عن أي انتماءات- كلما تأملت هذه الجملة وجدتها صحيحة بكل ما تحمله من معنى.
- مشاكل كثيرة، ومجتمع ينخر السوس بنيانه، فلا الرجل يعرف حدوده، ولا المرأة تعرف حدودها، لا الرجل يريد أن يطبق شرع الله ولا المرأة تريد أن تطبق شرع الله!! الكل يهرب بعيداً عن الطريق الصحيح، ثم يفاجأ بنفسه في أحضان الشيطان، وربما شعر بالدفء والأمان والسكينة والطمأنينة في أحضانه!! ولا أدري كيف يكون ذلك؟! إلا أن يكون من تلبيس إبليس!!.
- الذي يبحث عن الحب وعن الخلاص في غير الطريق الذي أحله الله له، فلا ينتظر من الله عوناً أو توفيقاً أو صلاح أحوال، وإن لبس عليه الشيطان، والله أعلم.
- الحب عبر النت والشات وما شابه ذلك حب محرم -والله أعلم-، واسألوا في ذلك أهل الذكر (وهم علماء الدين يا سادة) إن كنتم لا تعلمون.
- للأسف الشديد، بعد العولمة والإنترنت وما شابه ذلك ضعفت صلتنا بديننا، الصلة الحقيقية، لا الشكلية. الصلة التي تهذب النفس وتنقي الروح.. ضعفت هذه الصلة وصرنا كالغنم الشارد، كل يهيم في واديه، فهنيئاً للذئاب بنا لقمة سائغة.
وشكراً.
21/2/2010
ومن حاسس بك (طالب، 17 سنة، مصر) يقول:
أهدي كلماتي التالية إلى أستاذي د. أحمد عبد الله، فبادئ ذي بدء أستميحك عذراً لأني لم أكن أهتم بمحاوراتك ولكني سمعت عنك الكثير من أصدقائي وهو ما دفعني إلى الدخول والقراءة، ولا أخفيك حقيقة أني دهشت من طريقة تفكيرك، فقد نهلت من كتاباتك الكثير مما جعلني أرجع بذاكرتي المتواضعة إلى الوراء بضع سنين حينما خطت أصابعي أول كتاباتي البسيطة والتي كانت بعنوان "التوفيق السليم بين التفكير المنهجي والتفكير الاستنتاجي"، وسأكون سعيداً جداً إن سبحت معكم في هذا الفلك الفسيح، فأنا مؤمن أشد الإيمان بقوة علم النفس وتأثيره في الغرس والإنبات، وإن كنتم بي مرحبين فإنها لسعادة غامرة، أما إن كنت في نظركم أصغر من أن أضاهي أفكاركم فسأولي خاسراً.
4/3/2010
رد المستشار
أخي الكريم؛
أشكرك على ثقتك، وعلى سعة صدرك مقدماً لأنني في معرض الإجابة على رسالتك سأوجه نقداً لاذعاً للطريقة التي نعيش ونفكر بها، لذلك يمكن أن تعتقد أنني أخصك بالهجوم الشخصي، وهو ما لا يخطر لي على بال، بل أحترم رغبتك في الوصول إلى حل، وأحييك على قدرتك الجيدة في تصوير أحوالك، والتعبير عن ذاتك، ويهمني أن أساعدك.
قصة زواجك مؤسفة يا أخي الكريم، ويلزمني أن أقول لك أنك تزوجت مثل الملايين زواجاً مبنياً على أساطير وأوهام شائعة، ومغالطات ذائعة، ولا أدري بصراحة ما الذي اتضح لك منها، وما الذي ما يزال خافياً؟! وأنت تسترسل في وصف مسار علاقتك بزوجتك، وأخشى أنك تعتقد أنك قد تزوجت المرأة الخطأ دون أدنى انتباه إلى الأخطاء القاتلة والفادحة، وأكرر الشائعة جداً في طريقة الفوضى التي نعيشها عامة، وفي الزواج خاصةًً ودون أن تنتبه إلى أخطائك أنت!. أخي أنت تعتقد أنك صاحب عقل ورأي، وعلى وعي وقدر من الثقافة، وأنا أصدقك في أنك تظن نفسك كذلك، ومثلك ملايين، وتعالى معي نعيد قراءة بعض سطورك لنبحث عن العقل والرأي والثقافة والوعي، وأكرر أن ما فعلته أنت في زواجك ومع زوجتك، هو نفس المسار البائس الذي يسيره كثيرون منا أجيالاً وراء أجيال، ولعل من القراء الأفاضل من يرسل إلينا ليعزز ويؤكد، أو يتبادل الخبرة، ويفيد الجدد ربما، أقول ربما!!.
هل أذكرك بأسباب اختيارك لزوجتك هذه؟!
1 - علمك أن هناك من يحبك في الخفاء؛ شيء لطيف، ولكن ما علاقته ببناء زواج ناجح، خاصة أن من تحبك هذه لا تعرفك جيداً، ولا تعرف شيئاً عن عالم الرجال لتكون محبتها هذه أساساً متيناً لشيء؟!.
2 - كنت متعدد العلاقات قبل الزواج، وهذا من شأنه تكوين عقدة يعوضها الشاب بالارتباط بفتاة خام لم تحدث رجلاً قبله، ويعتبر هذه ميزة وهديه وجائزة!! طيب لماذا أنت متضرر الآن من تخبطها وحيرتها وقلة خبرتها؟! وماذا تنتظر من جاهلة في عالم العلاقات الإنسانية غير ما تفعله زوجتك بالضبط من هبل، وتضخم للذات؟!!.
3 - تقول أنك لم تصدق أن مثلها يعجب بمثلك، ولم تشرح ميزاتها التي تجعلها نجمة في سماء بعيدة كنت لا تطمح أنت بالوصول إليها، ولعلها ذات جمال وحسب؟! فأين ذهب رصيدها هذا؟! بحيث صرت لا ترى إلا غباءها الإنساني الحالي المفهوم والطبيعي جداً على خلفية الصفر الذي سجلته في عالم التواصل مع البشر قبل زواجكما؟!.
4 - طريق السعادة يا أخي –في رأيك- كان مضموناً بالزواج من نجمة لم تحلم أن مثلها يعجب بمثلك، ومن أسرة محترمة ومترابطة، وذات حسب ونسب، ومستوى اجتماعي مرتفع، وصفر في المعرفة بالبشر أو خبرات الحياة، حتى السطحية منها لأنها ذات حياء وأخلاق وملتزمة، كما تصفها أنت!! هذه المرأة يمكن لأي عابر سبيل ليس على قدر من الثقافة ولا الوعي، ولا... ولا....، أن يتوقع بسهولة أن تكون مغرورة أو شديدة الاعتداد بنفسها، وأنها يمكن أن تراك –ولو في ساعات الشدة- لست كفؤاً لها، وأن تقدم ذاتها الملكية الرفيعة على اعتبارات تراها أنت أساسية وخطيرة!! وهذا النوع من البشر يا أخي العاقل صاحب الرأي يكون شديد الغيرة، وواقع في مصيدة حب التملك والاستحواذ الذي يمكن أن ترى نفسها جديرة به كنجمة ليس لها شبيه أو مثيل، وملتزمة أيضاً أو تحسب نفسها كذلك، وتحسبها أنت أيضاً! وتوزيع الألقاب والصفات صار سهلاً!!.
5 - من المسؤول عن أن فترة الخطوبة إلى البناء لم تستغرق سوى خمسة أشهر؟! ولماذا لم تعطِ نفسك أية فرصة لتتعرف على هذه النجمة العظيمة التي ستتزوجها لترى هل تناسبك أم لا؟! الحاصل أنك مثل ملايين اكتفيت بالكلام الأجوف عن الالتزام، وأنها لم تعرف رجلاً... إلخ، وهو كلام إن صح فقد يدخلها الجنة من أوسع الأبواب، لكنه لا يجعلها بالضرورة صالحة أو مناسبة كزوجة لك أنت! طبعاً أنا لا أشك لحظة أن لديك جوانب من التميز في شخصيتك، وأحسبها كذلك، ولكن ليس من جوانب هذا التميز لديك أو لديها القدرة على اختيار الشريك المناسب وإدارة التعارف عليه، ثم العلاقة به نمواً وتبادلاً للمشاعر، وتحملاً للعيوب، ومساهمة في علاجها!! وربما بسبب ما تظنه عن نفسك وتؤكده من أنك متميز، وما تعتقده هي أيضاً عن نفسها وتميزها تتعقد الأمور بينكما، لأن العلاقة بين الرجل والمرأة تحمل ملمحاً عظيماً يغفل عنه كثيرون للأسف، وهي أن هذه العلاقة -في جانب منها- مناخ وفرصة للتعليم والتعلم، ومعرفة الذات قبل الشريك والنمو الشخصي والإنساني للطرفين إذا تعاملا بنفسية وذهنية من يطمح للتعلم والارتقاء، أما المتميزون ابتداءً فلا ينتج عن احتكاكهم سوى البرق والرعد كما السحاب في يوم غائم!!.
ولم أتبين يا أخي الكريم أي أثر تعليمي للعلاقات التي تقول أنها كانت متعددة في حياتك قبل الزواج!!! فماذا تنتظر إذن لتعترف بجهلك في فقه العلاقات من الاختيار، وحتى إدارة المسار؟!! وإلى متى ستظل ترى عيوب زوجتك دون أن ترى أخطاءك أنت في اختيارها ثم في إدارة العلاقة معها؟!! وحتى ممن يمكن أن تتعلم نهجاً أكثر رشداً؟! وهل تحتاج لفشل جديد من نوع آخر أو مع امرأة أخرى يظهر لك ما ينبغي لك أن تتعلمه؟!!.
بالمناسبة إن كان يطمئنك أو يربت على قلبك أن أقول لك أنني في مثل سنك لم أكن أفضل حالاً منك، ولم أكن أعمق ولا أوسع معرفة في عالم النساء والعلاقات!! ويبدو أنني أيضاً كنت أعتقد أنني متميز ومحصلتش!! مبسوط يا سيدي؟!!.
ابتسم من فضلك، وتأمل معي، أنا أردت أن أؤكد لك أنه جهل شائع وأساطير ملفقة، وترهات متداولة تلك التي هي أساس تعاملنا في مسألة الزواج والعلاقات، وأعرف أكثر من صديق لم يتبينوا هذا إلا بعد تجارب زواج مريرة، بعضها تبدو معه حياتك مع زوجتك ملحمة سعادة فعلاً!!! ومن الأخطاء والمفاهيم القاتلة أن نعتقد في النوايا الحسنة، والأحلام العامة، والمعايير الإجمالية المتساهلة بوصفها مقدمات ومداخل إلى طريق السعادة بينما هي مطبات واضحة قبل المنحدر القاسي الذي ينزلق إليه معاشر المتميزين من أمثالك وزوجتك وآخرين!! وأصارحك أن أغلب ما هو متداول من معرفة في هذا الصدد هو محض لغو، وكلام خفيف وخطير أوصلنا إلى ما نحن فيه من بؤس، وتفكك أسري رهيب لا يراه إلا من يطلع على أسرار البيوت، وما وراء كواليس مسرح الحياة!!.
إن فقه العلاقات الإنسانية، وديناميات التفاعلات بين البشر هو فقه ضامر، أو شبه غائب عن وعينا ومعرفتنا، ونحن فيه مثلما في غيره إنما نردد "كليشيهات" وعموميات ومقولات لا تقدم بل تؤخر غالباً، ونتورط في المحنة تلو المحنة دون أن نمتلك شجاعة المصارحة، أو إرادة التعلم!! ولا يتسع المقام أن أوجز لك خبرات يتعلمها الناس من واقع الممارسة ومن التدريب والتحاور وتبادل الخبرات، وهي فروض وأجواء غائبة عن حياتنا ومجالسنا للأسف الشديد، ولا يمكنني أن أزعم تقديم علاج أو حلول مكانها عيادة الطبيب النفسي، أو مكتب استشاري العلاقات الزوجية، وهو علم يدخل مؤخراً إلى مجتمعاتنا، وتظل اللغة عاجزة عن اختصار الخبرات؟ لكن تعال نحاول فحص خبرتك مع المرأة الأخرى:
1 - ما هو مستقبل علاقة كهذه؟! هل ستظل هي تكتفي بالعلاقة الإليكترونية: شات وكاميرا وهواتف ومسجات؟! وهل تقابلتما على أرض الواقع؟!.
2 - ما الذي تحققه هذه العلاقة لتلك المرأة؟! هل هي سعيدة أنها قادرة على إغواء رجل متزوج أو تعليقه بها؟ أو تغيير حياته بقوة ونعومة وجودها وعشقها؟!.
3 - أنت أصبحت مدمن لهذه المرأة، فماذا لو وجدت هي الرجل الذي يطرح عليها عرضاً بالزواج؟! ماذا سيكون موقفها؟! وماذا ستفعل أنت وقتها؟! هل ستترك زوجتك؟! وهل ستخون هي زوجها من أجلك؟؟ أليس هذا مطلباً تحتاجه هي؟! أي الزواج والإنجاب؟! أو هل ستجمع أنت بينها وبين زوجتك بزواج متعدد؟!.
4 - يبدو أنك أحببت في هذه المرأة ما تفتقده في زوجتك من نضج وتفهم ومحض عشق تبديه لك وتستمتعان به، فهل نسيت أنك اخترت زوجتك على أساس أنها بلا خبرة ولو حتى سطحية، وأن المقارنة بين زوجتك وبين تلك المرأة ظالمة بكل المقاييس، وعلى كل الأطراف، أي ظالمة لزوجتك وللحقيقة، ولك، بل وللمرأة الأخرى كذلك!!!.
5 - ألا تعرف الفارق بين وضعية الزوج وما ينتظر منه، وبين وضعية العاشق، وما ينعم به من امتيازات نسبية؟! وهل ستظل أنت في وضعية العاشق هذه لوقت طويل أم ماذا؟! متى ستنزل عن عرش العاشق، وماذا ستفعل عندئذ؟!!
6 - ما هو تصور تلك المرأة لمستقبل العلاقة بينكما، وبخاصة أنها تهدد بتركك لو حصلت مشكلات بينك وبين زوجتك بسبب وجودها في حياتك؟! فما هو المتوقع منك في تقديرها بإطار علاقتك بها؟! وما هي الخطوة القادمة في هكذا علاقة؟!!.
أخي،
أطلت عليك كثيراً، وأعتذر عن هذا، ولكن رسالتك فعلاً "متميزة" وتفتح الباب على مساحات كثيرة تستحق التعمق والاستعراض والتحليل في غياب فقه الحياة، وخبرة الوعي والممارسة في عالم العلاقات، الأمر الذي يحتاج إلى مدرسة للتعلم وتداول المعرفة في هذا الصدد، وربما يتحمس موقع مجانين لفتح هذه المساحة التي تضيق الفرصة هنا عن الإحاطة بها وعندي فيها الكثير، ولعلك –إن بدا لك ذلك مفيداً- تقرر زيارتي قريباً، وقد كتبت في بياناتك أنك من مصر، ولا أحسبك مصرياً، فهل تعيش في مصر؟!! أهلاً بك دائماً.