المتعة والمنطق
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
دكتورتنا العزيزة د. حنان، بعد جزيل الشكر على كل آرائك وحلولك لمشكلات كثير من البشر عبر هذا الموقع وغيره، بالتأكيد لك أن تفخري بمهنتك وتفخري بإنجازاتك.
أولا: أؤيدك، لأنه ليس على طالب الاستشارة هنا أن يهدر 5 سنوات من عمره هباء وهو على أعتاب التخرج.
ثانيا: نعم، يمكنه أن يدرس الهندسة إذا شاء بعد تخرجه ولكن هذا مرتبط بقوانين وشروط يجب توافرها، يمكنه مراجعتها.
ثالثا: اسمحي لي بالاختلاف معك في بعض النقاط التي جاءت في حلك لهذه المشكلة.
كيف تخبرين أن المجتمع في حاجة للأطباء أكثر من المهندسين!! هل هذه إحصائية عن مركز للدراسات وكانت نتيجته حاجة المجتمع للأطباء أكثر؟؟؟
في اعتقادي وكلمتي أمام كلمتك (بدون دراسات!!!)، أن المجتمع في حاجة لمهندسين يقدرون بعشرة أضعاف الأطباء!! هل من دليل؟
أيضا أختلف معك في ذلك وبشدة، لأنه بحق، كيف يمكن لطبيب في تخصصك أن يقول هذا حتى لو من باب التشجيع، وإلا ربما يصبح السائل طبيب فاشل بدلا أن يكون مهندس ناجح.
ومن قال أن الهندسة هواية ويكتفي بها كهواية... نعم، المهندس الناجح هو من كانت هوايته الهندسة وكذلك الطبيب الناجح هو من كان الطب هوايته.
أعتقد، أنه يوجد من يستطيع (من الهواة) التحليل النفسي أفضل من الدكاترة؟؟ وإذا كانوا لا يسمح لهم بكتابة وصفات طبية، أيضا لن يسمح لهواة الهندسة أن يصنعوا أو يبتكروا شيئا ما لم يكن معهم التراخيص اللازمة. وأولها شهادته الهندسية.
الطب مجال أناني، الهندسة أشد أنانية، كل لحظة يوجد تطوير في مجال الاتصالات ومجال الكمبيوتر وأعنيها، كل لحظة وليست كل ساعة أو يوم، كل يوم يوجد جديد في مجال هندسة الطيران وغير ذلك من الهندسات المختلفة.
نسيت أن أخبركم بأن لولا الهندسة لما أستطاع الطبيب اكتشاف الأمراض والعيوب بهذه السهولة والدقة، أنظر حولك:
- أجهزة أشعة
- سونار
- مناظير
- كمبيوترات
- طابعات
- أجهزة اتصالات
لو أظل أعد، لما أنهيت... ربما يجادلني مجادل بأن هذه الأجهزة تأتينا عبر البحار ونحن نتحدث عن مجتمعنا.
عفوا، لن يأتي المهندسين عبر البحار ليقوما بصيانتها وتركيبها وتطويرها ومتابعة المشاكل التي قد تواجه الطبيب الذي يعمل عليها متناسيا دور المهندس داخل عيادته.
أخي السائل، رأيي الشخصي، إذا كنت تجد في نفسك أنك ستكون مهندس بحق ومهندس يرفع راية الهندسة. وترى في المقابل أنك ستكون طبيب وسط 10000 طبيب. لك الاختيار أولا وأخيرا.
بالأصالة عن نفسي وعن الهندسة، أخبرك بأن الهندسة عالم، لا يستطيع تصور جماله إلا من يعشقه ويعرف معنى الهندسة ويكفينا أن نقل "الله هو المهندس الأعظم"، الكون هندسة يا صاحبي. وشكرا لك د. حنان وآسف أنني لا أستطيع أن أسامح في هذه النقطة كما طلبت.
ولك تحياتي وتقديري دكتورة حنان.
م. محمد علي حشيش
عضو جمعية المهندسين العالمية IEEE
6/2/2010
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
مهندسنا محمد حشيش حياك الله وأشكر لك تفاعلك المستمر مع مجانين. هدئ روعك قليلا ولا تصعد الموقف ولا تأخذه بصورة شخصية فرأيي ناتج عن مهنيتي، وكما ذكرت أنت فلكل حالة خصوصيتها وعندما تشير ينبغي أن تضع هذه الخصوصية في الاعتبار، لو لاحظت فالسائل كان قد غير بالفعل من الهندسة إلى الطب ولذا حان الوقت لأن يغير طريقته في التفكير لا التخصص.
ورغم معارضتي لمحتوى مشاركتك أناقشك فيها ونعرضها وللسائل الحرية الكاملة أن يأخذ برأيي أو يتجاهله أو يتبنى رأيك فالهدف من المشاركات تحقيق مزيد من التنوير.
وبعد تلك المقدمة لم أجد في كلماتي ما يشير إلى أن الطبيب الفاشل أفضل من المهندس الناجح وحب التخصص والحماس له أحد الجوانب الهامة في التميز فيه وولدنا طالب متميز أنهى تقريبا السنة الخامسة من دراسته.
ومع القول بأن الفلسفة هي أم العلوم وبالتالي فهم أشقاء لا ينبغي التمييز بينهم بل يجب أن يتعاونوا ويتكاتفوا أرى أن الطب أكثر فائدة من الهندسة، فلو كان المهندس معلولا لما أنجز ولا ابتكر، وعندما يصيب الطبيب صداعا أو ألما بعينيه لن يستطيع أن يستخدم كل الأجهزة الهندسية، بدون الهندسة ستعود الحياة للعصر الحجري ولن نستطيع التواصل عبر الإنترنت ولكن الطبيب قد يبعد عنا الألم لنستمتع بحياة بسيطة ونلون بهدوء وسعادة جدران الكهوف.
وانحياز مقابل انحيازك أرى أن علم النفس أكثر العلوم أهمية على الإطلاق فما جدوى أن نعيش حياة تعيسة ولو كنا في قصور ونملك كل وسائل التكنولوجيا والاتصال وليس لدينا من نتصل به لضعف علاقاتنا الاجتماعية أو اكتئابنا، صدقت أنا أحب مهنتي وتخصصي ولكن لم أنجز فيه بعد فدعواتك.
إن شئت الحق نحن بحاجة لمدرسين متميزين أكثر من الأطباء والمهندسين كي يستطيع الأطباء والمهندسين أن يزدهروا وينتجوا نحن بحاجة لحكماء يوجهوا الطاقات ويستوعبوا الشتات كثيرة هي حاجاتنا ولذا أغمد سلاحك فلست عدوة لك ولا لأي فروع العلم.