هل هو متناقض..!؟
أشكركم على الموقع الرائع، فأنا من أشد المعجبين به.
أنا شابة عمري 22 سنة، تخرجت العام الماضي من إحدى الكليات والحمد لله اشتغلت قريبا ًفي إحدى الشركات الصغيرة، يملكها شابان سنيان (ملتحيان) أحدهما متزوج والآخر أعزب وهما الاثنين في 28 من عمرهما.
المهم أن كلام ذاك الأعزب معي لم يكن واضحاً أو مفهوماً! يعني بدأ يسأل أسئلة شخصية كثيرة وأسئلته كلها تدور في محور واحد، مثلاً: لمَ لمْ تخطبي حتى الآن؟! ألم تقي في الحب قبلاً؟! ويسألني عن أهلي وعرف الكثير من التفاصيل عن حياتي، بل إنه في الأسبوع الثالث فقط من عملي لديهم وقبل أن يعرفني أو أعرفه فوجئت به يقول لي أنه أحضر لي عريساً!! استغربت جداً، لكني لم أردّ سواء بالرفض أو بالقبول فأغلق الموضوع وحده.
استمر في أسئلته التي لا أدري ما يرمي من ورائها، وبدأت أتعلّق به من طريقته معي، أحس أنه يهتم بي ويخاف عليّ جداً، ويجلب لي شوكلاتة وأشياء أخرى- أدري أنها قد تكون تافهة لكني في سن صعب أحتاج فيه جداً للاهتمام، لم أعد قادرة على احتمال أي كلمة حلوة وأي تصرف في اهتمام. بدأت أتعب نفسياً ولم أعد قادرة على التركيز في عملي بسببه فنحن نعمل في ذات المكان قريبين من بعضنا مما يجعلني متوترة بشكل دائم.
في الفترة الأخيرة طلب مني أن يتذوق "أكلي" وتحرجت جداً لكني صنعت له طبقاً! وبدأ يبعث لي برسائل قصيرة عبر الجوال دينية الطابع وأدعية وبعثت له بدوري أيضاً لأني أردت ذلك، كما أنه يغار عليّ من أي أحد نظر إليّ أو عاكسني على تليفون الشركة مثلاً، بل في مرة ذهبت للصلاة في مكتب مجاور كان فيه أحد زملاء وحين عدت لمكتبي وجدته منزعجاً وبدأ يوبخني على ما فعلت وأنني خيّبت أمله بي و"حرقت دمه" وكلام من هذا القبيل! وخاصمني ليومين تجنب التعامل فيهما معي! لا أدري لم كل هذا برغم أنه ليس هناك من شيء من ناحيته لم أعد أفهم!! ولأني بطبعي هادئة وخجولة لا أقدر على إحراجه؛ يعني أنا أتمنى أن أسأله لم يحاسبني بهذا الشكل وما دخله في شؤوني لكني عاجزة عن ذلك طبعاً.
هو متناقض أم ماذا؟! أستغرب جداً تصرفاته معي في حين أنه ملتحٍ، كيف يحصل هذا؟ أم أني مخطئة وكان يتوجب عليّ أن أضع له حداً منذ البداية، لكني أحب التكلم معه كما أني من أعطاه المجال ليكلمني في أمور شخصية، لكن في ذات الوقت هو من يقربني إليه بتصرفاته وكلامه، كنت أحب أن أكلمه لأني أرتاح له. صليت استخارة لأترك العمل وفي كل مرة كنت أقرر تركه أضعف وأقول لنفسي أني لن أستطيع الابتعاد عنه، لكني فعلاً تعبت فهو ليس واضحاً معي فلو كان يريد شيئاً لقاله -زواج مثلاً- فقد مضى ما يزيد عن 4 شهور أمامه عرفني فيها جيداً، كما أنه يمدحني طيلة الوقت: "أنت حلوة، أنت جميلة، أنت قريبة من ربنا..." وكلام كثير، طيب ماذا يريد؟؟
أنا متعلقة به ولا أدري ماذا أفعل؟ قررت ترك العمل وخبرته بذلك فقال أنه كان سيحزن جداً لم أتخذ مثل هذا القرار! ما معنى ذلك؟ فسألته إن كان يريدني أن أترك المكان ولماذا لم يقل ذلك قبلاً؟! فنفى أنه يريد ذلك!!. المهم أنا صممت على قراري بترك العمل فقد تعبت منه بجد من طريقته وأساليبه الملتوية تلك، بينما هو مصمم ألا أتركه ويريد معرفة دواعي قراري هذا، فقلت له أن أختي ستتزوج قريباً وسيحتاجونني معهم- أنا فعلاً أختي ستتزوج قريباً، فقال أنه يمكنني أخذ إجازة المدة التي أحتاجها أعود بعدها للعمل فوعدته أن أفكر.
لقد مرّ أسبوع حتى الآن على تركي للعمل وعرضه ما زال قائماً ويضغط عليّ لأقدم رداً، ومنذ اليوم الأول لتركي للعمل وهو يبعث لي برسائل عبر الجوال يشكو فيه من أن المكان موحش من دوني وأن لا أحد سيتمكن من اخذ مكاني أبداً!!!!.
أمتلئ بعلامات التعجب والاستفهام، وما عدت أفهم شيئاً أو آخذ قراراً في هذا الصدد، علماً بأني والله ملتزمة وأصلي وملبسي محترم وهادئة ورأي الناس بي أني خام وبريئة وطيبة. هل العيب فيّ أم ماذا؟ وكيف يكون ملتحياً ويعمل ذلك معي؟ أهو سهل هكذا التلاعب في مشاعر الآخرين؟.
آسفة جداً على الإطالة لكني محتاجة لرأي متخصص وأنا واثقة أني سأجده لديكم، ولو نصيحة أعمل بها.
وجزاكم الله خيراً.
05/05/2010
رد المستشار
لقد تعبت من كلمة بريئة و"مش عارفة" و"مش قادرة"، فهذا الشخص واضح وضوح الشمس! كيف تجدينه غامضاً؟ فالرجل يا ابنتي حين يقرر الزواج من فتاة يرجوها زوجة وأماً لأولاده يفعل كل شيء، يتحمل غلاسات الاتفاقات المادية، ونظرات الأب غير المرحبة، ومصمصة شفاه حماته، ودلال فتاته..... هو مثله مثل الملتزمين المتناقضين أو الذين لا يتمكنون من الثبات على حالة تريحهم، فهم يفهمون التدين بدرجته المتشددة ويحكمون على الناس بتلك النظرة ويمارسون طقوس تلك النظرة على ذويهم من الأزواج والأبناء، ثم يصطدمون برغبتهم في التعرف والتأكد والارتياح وكل قائمة الرغبات البشرية الطبيعية فتخرج تصرفاتهم متخبطة وتحير معهم من حولهم.
هو يبين لك أنك تخصينه ولكنه لم يتجرأ بفتح فمه بكلمة تحسب عليه، فهو شخص متردد، متشدد، متذبذب، لم يحسم أمره في مشاعره تجاهك ويضعك دوماً في اختبارات تعني له أشياء كصلاتك خارج المكتب؛ فهي تعني أنك فتاة لديك درجة من الاستهتار والتسيب من وجهة نظره التي تجعلك تصلين في مكان في شاب- لكن وجوده حيث تصلّين لا يشكل أي مشكلة، وبالمناسبة هو يختبرك بكل رسائله وكلماته التي تحمل معنى الغزل والمدح ليرى ردة فعلك التي يتمناها رغم سطحيتها وتشددها الغريب لشخص ملخبط، فكان يتمنى منك ردعه وتهزيئه وتوضيح ضيقك الشديد من تلك الكلمات ولكنه في نفس الوقت يراك طيبة ومتدينة ولم يخرج منك العيب، لذلك كان رد فعله حين قلت أنك ستتركين العمل غريبة عليك وغير مفهومة، لكنها كانت في نفس الوقت ترضي تمنياته وآماله فيك بأنك لا ترضين بالعمل خارج البيت أو العمل مع شابين وغيره، هل فهمت شخصه الآن؟.
دعك من تلك الاختبارات السخيفة ولا تكوني ضحية نفسك وضحية لاحتياجاتك، فهو ليس رجلاً كفاية، هو يكن لك بعض المشاعر ولكنه متردد جداً تجاهك، يراك إنسانة جيدة ولكنك لست بالتفصيلة التي يريدها تماماً، فهو يختلف عنك وسيذيقك متاعب كثيرة لو قدر الله لكما الارتباط؛ لأنه ليس مقتنع تماماً بك ولست على درجة التدين الذي يرغبه رغم سطحيتها وتشددها "عالفاضي"، وأحذرك بأنه سيزيد من رسائله والجري ورائك كلما صددته لأن معنى ذلك أنك حازمة ومحترمة جداً فأنت هكذا تناسبينه، ولكنك حينها ستطوقين نفسك بما لا يناسبك فانضجي وتعاملي مع احتياجاتك دون ضعف أو تخاذل.