الأفكار الوسواسية المتجددة..!؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
بإذن الله وبعد فإني أعاني من أفكار وسواسية ومن نوع الأفكار المتجددة أي في كل شيء تأتيني هذه الوساوس وأنا أتعالج لمدة سنتين ونصف وآخر علاج تناولته كان أنافرانيل ورسبربدان بجرعات مختلفة وتحسنت معه كثيرا، ثم بعد حوالي 10 شهور من أخذ هذا العلاج بدأت أشعر بقلق وتوتر وضعف في الاستيعاب ورجعت إلى الدكتور فغير لي الانفرانيل إلى دواء ريميرون 45mg مع بقاء النصف حبة من رسبريدان 2mg وأصبح الاستيعاب جيد لكن بعد ثلاث أسابيع ومع العلاج السلوكي ذهب القلق والتوتر وعندما ذهب القلق والتوتر وأصبحت أفكاري جيدة أصبحت أميل إلى النوم والتفكير العميق وعندما تأتيني فكرة أو مشكلة أمتزج معها وأغرق في التفكير فيها حتى أن جدالا صغيرا حدث بيني وبين أخي جعلني ملقىً على الفراش يوما كاملا؛
ثم رجعت إلى الدكتور فأعاد الأنفرانيل بجرعة 150mg ونصف الحبة من الرسبريدان فلم تستجب معي ولم أشعر بتحسن وأنا في ذلك الوقت عندي امتحانات آخر العام ولا أستطيع المذاكرة بهذه الحالة لأن عندما تأتيني الأفكار أشعر بالخوف والرعب الشديد فلم أستطع الصبر على هذه الجرعة فقمت بتغيير الدواء وحدي بجرعة أعطاني إياها دكتور آخر قبل 10 شهور قلت في نفسي لعل الحالة تستجيب كما استجابت في السابق وهي 1mg رسبريدان و 75mg انافرانيل ليلا ونصف جرعة الانفرانيل صباحا ونصف بعد الغذاء ولكني الآن لست في تحسن وتأتيني نوبات اكتئابية بسيطة وأنا أخاف من الانتكاسة.
وأخيرا أريد أن أقول عندما بدأت آخذ الأنفرانيل كان بعد انتكاسة وبدأت أشعر معه في اختفاء الأعراض لكن المحتوى الوسواسي في ازدياد أي العقل يستحضر في الأفكار السيئة بتزايد فأفيدوني رعاكم الله لأنني في امتحانات آخر العام ولا أريد الرسوب وشكرا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
05/05/2010
رد المستشار
عزيزي المجهول؛
أود منك في البداية أن تعلم طبيبك النفساني المشرف على سير العلاج حول النوبات الاكتئابية البسيطة التي أشرت إليها, وأريدك أن تعلم أن الدراسات الحديثة في مجال اضطراب الوسواس القهري قد أثبتت أن المتعالجين يختلفون في الاستجابة للأدوية النفسية باختلاف خصائصهم السريرية, لذلك لابد من متابعة مسألة الاستجابة للعلاج الدوائي مع طبيبك, وإعلامه حول الآثار الجانبية التي يمكن أن تشعر بها وكيفية التعامل معها.
وأتوقع أن برنامج العلاج السلوكي الذي خضعت له قد زودك بمهارة الاستجابة الصحية للأفكار المقلقة بالاسترخاء وعدم الاستجابة لهذه الأفكار وتجاهلها, وتجاهلها مجدداً عند عودتها مرة أخرى, فأنت تعلم أن من طبيعة الفكرة الوسواسية العودة في إلحاحها بعد أن يتم تجاهلها, إلا أنك سوف تكتشف أن تأثيرها سوف يضعف بعد مدة قصيرة من عدم الاستجابة لها, لذلك لابد من الاستفادة من هذه التقنيات التي تعلمتها وامتلكتها بشكل مستمر, ويمكنك في هذا السياق القيام بنشاطات أخرى تشغل تفكيرك وتشتت انتباهك بعيداً عن الفكرة الوسواسية, كأن تقوم بالاتصال مع أحد الأصدقاء أو الزملاء وشغل نفسك في محادثة هاتفية بعيدة عن موضوع الفكرة الوسواسية.
وتوجد العديد من التقنيات التي يمكن أن نستخدمها للتصدي للأفكار الوسواسية, كأن تستجيب للفكرة الوسواسية بكتابتها 100 مرة مثلاً على دفتر مخصص لهذا الغرض, وإعلام الأخصائي النفسي الإكلينيكي المشرف بشكل أولي حول الأنشطة التي تقوم بها والنتائج التي تحصل عليها, لذلك فإنني أقترح أن تقوم بمراجعة أحد أخصائيي علم النفس الإكلينيكي القديرين من أجل الاستفادة من تدخل برنامج علاجي نفسي تكاملي يستهدف التصدي للأفكار الوسواسية وتحسين نوعية الحياة من خلال تزويدك بمهارات حل المشكلات وطرق إدارة القلق وحوار الذات الإيجابي وتطوير مهارات التدبر أو التعامل مع هذه الأفكار, مع التأكيد على تقنيات اختبار الواقع وإعادة توجيه طاقتك في أنشطة منتجة ومشتتة للانتباه.
وتذكر عزيزي المجهول, أنك طالب دراسات عليا وأنك إنسان واعٍ وقادر التحكم بهذه الأعراض بحيث تمنعها من التأثير على مستقبلك ودراستك, وأن عملية العلاج النفسي والطريق إلى الشفاء يتطلبان منك الإرادة والتصميم على التغلب على الأعراض المزعجة, وبذل الجهد المخلص مع الأخصائي المشرف لتحقيق أهداف العلاج.