بيني وبينكم: كلام قديم، وبركات جوجل
يبقى ويظل دكتور أحمد عبد الله متألقاً ومبدعاً، في كل رد أقرؤه له كل يوم، بالفعل أحييك أستاذنا على إجابتك الهادئة والهادفة... أتفق معك تماماً سيدي في غيرتك على الإسلام وغيرتك على أهلنا في الخليج "وإن كان الوضع في مصر غير بعيد".. لكنني مازلت أرى أن عبارات حضرتك وكلماتك تحتاج لكثير من الحوار لكي يصبح الجمهور العادي قادراً على تطبيقها.. فإشكاليات التنفيذ لأي تغيير أكبر بكثير مما نتصور.
كما أن أي تغيير يصحبه فترة "طويلة أو قصيرة" من عدم الاتزان وهو ما يمكن قوله سواءاً في التغيير على المستوى الشخصي أو على مستوى المجموع.
مازلنا نريد أن نفهم أفكارك أكثر وأن نتساءل جميعا: "طيب نعملها إزاي"؟
فبين تيارات تتمسك بأي موروث أو عادات ولو كانت مما لم ينزل الله بها من سلطان، وتيارات تنقل الفكرة الغربية وكأنها منتهى الأمل، يكون صوت العقل وصوت التغيير الجاد الصادق الحريص على الأمة صوتاً ضعيفاً يحتاج لكثير من الجهد والتفكير والتواصل مع الناس والواقع، لنفهم كيف يمكننا تغيير الكثير من هذه القناعات والأحوال.
مرة أخرى أحييك أستاذنا
وللحديث بقية إن شاء الله
19/5/2010
رد المستشار
أهلا بك مجدداً... أنا أكتب ردوداً على استشارات منذ عشر سنوات ونصف، وأكتب مدونات منذ أن بدأت فكرتها على الإنترنت، وأشارك كلما تيسر في لقاءات تلفزيونية أكرمني الله من سنوات بمن يرفعها ويضعها على موقع اليوتيوب فتصبح متاحة لمن يريد، وأقدم منذ حوالي سنتين برنامجاً إذاعياً أسبوعياً على إذاعة حريتنا على الإنترنت، وألتقى بمن أضافني كصديق على موقع الفيس بوك يومياً تقريباً، وأستقبل من يريد مشورة أو علاجاً في عيادتي، وأحاول إضافة أسلوب التدريب والدورات إلى بقية أنشطتي، وفي كل هذه المحاولات أسعى للتواصل والحوار حتى تصبح عباراتي وأفكاري واضحة، وفي متناول الجميع، وأزعم أن وضوح الأفكار ـ على أهميته ـ ليس هو الإشكال الوحيد على طريق تنفيذها، وأحسب أن انتظار الإجابات دون السعي الشخصي لتجريب وتطبيق ما استقر في ضمير القارئ من قناعات يمكن أن يكون مجرد حجة جديدة مضافة إلى ترسانة أسباب كسلنا وقعودنا، هذه المرة لأن الأفكار لسه مش واضحة كفاية!!
وأنا أحيانا أندهش أن البعض يتابعني من هنا إلى هناك، ومنهم من يقرأ كل كلمة، ويسمع كل حوار، ويسأل جملة وتفصيلاً ليفهم ويستوعب، وبعضهم من يقول: تعلمت منك كثيراً، أو تغيرت حياتي بسببك كثيراً، أو تنفك أحزاني، وتتضح أمامي اختيارات أخرى من خلال الاحتكاك بك وبأفكارك وكلماتك، ولست وحدي يا عزيزتي من يطلق صوت العقل، والتغيير الجاد الصادق الحريص على الأمة، ومن يبحث عن هذا الصوت يجده، ومن يفرح بغيره من الأصوات نراه يطرب لسماع ما يريد، وأرى أن لدينا من مقترحات الإصلاح، وبرامج وخرائط التغيير الذاتي والعام قدراً لا بأس به، ولكن هل لدينا العزيمة والرغبة في استثمار وقت وجهد وطاقة كافية لإنجاز هذا التغيير؟!
أترك الإجابة لكم، ومازلت أنتظر بقية حديثك الموعودة، وأرحب بكل مبادرة أو مقترح للتواصل، والتوضيح، أو التفصيل، والتساؤلات والحوار، لعل وعسى.