أقرب أصدقائي شاذ جنسياً..!؟
السيد الفاضل دكتور وائل أبو هندي
لا أعرف من أين أبدأ ولكن سأحاول الدخول في الموضوع مباشرة.
أشك في أن أقرب أصدقائي شاذ جنسياً ولا أعرف كيفية التعامل معه، وأنا قد قرأت عن الشذوذ لكن أظن أن هذه الحالة مختلفة وسأبدأ من النهاية إلى البداية.
في الفترة الأخيرة وجدت بعض التلميحات منه، فمثلاً كنت قد استعرت منه رواية اسمها "............" لأقرأها، ومن ضمن شخصيات الرواية شخصية رجل أعمال شاذ، وحينما سألني عن رأيي في الرواية، كان أكثر جزء تحدث عنه هو الجزء الذي فيه الرجل الشاذ، وكان يمزح معي ويقول لي "طيب، هيا اخلع ملابسك"، ثم يضحك ويقول "طيب، كم تأخذ مني لتخلع ملابسك".
وبدأت في اعتبار الأمر مزاحاً، لكنني لاحظت أنه صار يتعمد الإمساك بيدي والضغط عليها، ويقترب مني بهدوء ويتعمد لمس أصابعي لمساً خفيفاً، وأشياء مثل ذلك، في البداية تجاهلت الأمر فكررها مرة ثانية.
صديقي هذا شخصية مسالمة جداً جداً، وكنت أعتبره نموذجاً للبراءة والطفولة. تقريباً لم أره يوماً منفعلاً، هو أكبر مني وأنا شخصية اندفاعية نوعاً ما، فكنت أحس أنه يكملني، وألجأ إليه أحياناً في المواقف التي أخاف أن أندفع فيها، أو أتخذ فيها قراراً قد أندم عليه.
كنت أعتبره أعز أصدقائي، وكنت أغضب منه جداً إذا مرّ أسبوع دون أن نتحدث في الهاتف، وقد تعودت أن أراه كل يوم. واشتركنا معاً في أنشطة كثيرة سواءً كانت عملاً وظيفياً أو عملاً تطوعياً.
في بعض الأحيان حينما أتحدث في موضوع الزواج كانت له تعليقات من قبيل: أن مثلنا لا يمكن أن يتزوج، فكنت أضحك وأقول له: "خلاص نقضيها شقق مفروشة".
لاحظت أيضاً في الفترة الأخيرة أنه صار يساعدني في أي قرار أتخذه، يعني مثلاً أنا لي آراء سياسية معارضة فأجده يشارك برأيه ويشير على الفيس بوك رغم أنه طوال الخمس سنوات التي عرفته فيهم لم يكن له أي اهتمام بالسياسة.
كما أن معظم صداقاته من الفتيات باستثنائي أنا وصديق أو اثنين آخرين. وكنت قد ذهبت إلى رفح مع قافلة للمساعدات أيام الحرب على غزة وشارك هو معي فيها.
أريد أن أقول أنني لم ألاحظ عليه يوماً أية علامات تخنث أو تشبه بالنساء بل بالعكس كان ملتحياً منذ ثلاث سنوات.
صحيح واجهتنا مشكلات عاطفية فأنا خطبت فتاة ثم فسخت الخطبة، وهو كان يحب فتاةً لكنها كانت تعتبره مجرد أخ لها.
كما أنه يحب الروايات الأجنبية
لاحظت أيضاً منذ سنتين أنني لو لم أقل له لنذهب لنصلي فإنه لا يذهب من تلقاء نفسه.
وبصراحة أنا لا أعرف ماذا أفعل وأرجو أن تساعدوني.
ورجاء لو هاتنشروا الرسالة تغيروا التفاصيل لأنه مشارك على نفس جروب مجانين دوت كوم
دمتم بخير
18/6/2010
رد المستشار
أخي العزيز,
أقدر اهتمامك بصالح صديقك وحرصك على صحته النفسية, لقد فهمت من كلامك أنك تفترض احتمال وجود شذوذ جنسي لدى صديقك وأنك طورت هذا الافتراض من خلال ملاحظة بعض السلوكيات الصادرة عنه مثل تركيزه على شخصية بطل القصة الشاذ, وترديده عبارات معينة ذات دلالة جنسية, يتقرب منك, يمسك يدك, يتعمد لمس أصابعك بخفة بشكل متكرر, يرفض فكرة الزواج خلال المناقشة, يتفق معك في آرائك السياسية, ولا يبادر إلى الصلاة إلا عندما تقوم أنت بدعوته. كما أنك وصفته بأنه يتمتع بشخصية مسالمة وبريئة وهادئة, وأنه لا يتمتع بأي مؤشرات تخنث أو تشبه بالنساء.
دعني أخبرك أخي العزيز, إن معظم السلوكيات التي قمت بملاحظتها لا تكفي بعد للحكم على شخص ما بأنه شاذ جنسياً, نظراً لأننا كثيراً ما نلاحظ مثل هذه السلوكيات لدى الأسوياء أيضاً, والواقع... فقد يكون صديقك شاذاً, وقد يكون غير ذلك, إلا أن ذلك لم يثر اهتمامي... بالقدر الذي أثارته ردة فعلك واستجابتك للسلوكيات الصادرة عن صديقك والتي اعتبرتها أنت بأنها شاذة!
هل يعقل, أخي العزيز, أن تستجيب لسلوكيات وصفتها أنت بأنها مربكة وأنها قد تكون مؤشر على وجود شذوذ لدى صديقك, لا سمح الله, بأن تتجاهلها وأن تأخذها على أنها مزاح أو (هزار)؟؟ أين شخصيتك وتوكيدك لذاتك ولموقفك حيال هذه السلوكيات, ولماذا لم تصارح صديقك مباشرة حول حقيقة الشكوك التي تراودك نتيجة سلوكياته المتكررة أو تحرشه بك, إن صح التعبير.
أجل.. قد يكون صديقك شاذاً, لكن عدم توكيدك لذاتك في مثل هذا الموقف قد لا يجعلك أفضل منه حالاً, نظراً لأن عواقب الصمت والتهاون مع السلوكيات الشاذة والتعامل معها بالمزاح أو التجاهل قد يقود الإنسان إلى عواقب يمكن أن تكون أشد من الشذوذ نفسه.
إذا كنت تتساءل حول الطريقة المثلى للتعامل مع صديقك الذي تفترض أنه شاذ جنسياً, فإنني أقترح أن تقوم في المرة القادمة بمواجهة صديقك بحقيقة الأفكار التي تراودك نتيجة لملاحظاتك المتكررة, مع التعبير عن رفضك للسلوك الشاذ عموماً, وللسلوكيات التي لم تعجبك مثل مسك الأيدي أو لمس الأصابع أو أي من السلوكيات أو العبارات أو التصريحات التي تراها أنت بأنها شاذة ومع الإشارة إلى عواقب الشذوذ بالطريقة التي تراها مناسبة.
وتعلّم, أخي العزيز, أن تقول كلمة (لا) وأن لا تخجل منها, فهي مثل كلمة (نعم), وأن الذي يحبك ويقدر صداقتك فعلا, لن يضحي بهذه الصداقة, وإلا فإنه لا يستحق صداقة إنسان مسئول وحريص على مصلحة أصدقائه مثلك, عدا عن أن كلمة (لا) سوف تقيك من صداقة إنسان قد يكون لديه ميول أو سلوكيات شاذة, لا سمح الله, وهي لا تناسبك بأي حال وغير مقبولة بالنسبة لك.
دمت بألف خير