لكل شيء ثمن!!
آسفة للإطالة عليك ولكن لابد من أن أشرح لك الموضوع حتى تستطيع إفادتي.
أنا طالبة في كلية التجارة وعمري تسع عشرة سنة، وكنت أعمل في إحدى الصيدليات نظراً لوفاة والدي عندما كنت في الرابعة عشرة من العمر وكنت وقتها في الصف الثالث الثانوي، وكان هناك شخص يسكن بجوار الصيدلية التي كنت أعمل بها. وكان رجلاً متزوجاً. وفي يوم من الأيام قال لي أنه لديه عمل لي أفضل من الوقوف في الصيدلية، وحينما سألته عن ذلك العمل قال لي أعطيني رقم هاتفك وأنا سأخبرك، فأعطيته رقم هاتفي. واتصل بي وقال أنه سيجعلني أتدرب في إحدى الشركات التي يعمل بها، وقال أنه من الضروري أن أقابله، وبالفعل قابلته وخرجنا سوياً وصار يحدثني عن زوجته وغيرتها وأنه منزعج منها، فقلت له "ربنا يهديها" وأخبرني أن لديهما طفل واحد وأن زوجته حامل في شهرها الثاني، وتنزهنا قليلاً مع بعضنا وطلب مني أن أعتبره كأخي، فقلت له أن ذلك يشرفني، واتفقنا أنني سأنزل للتدريب في الشركة بدلاً من الوقوف في الصيدلية والعودة المتأخرة إلى المنزل.
وخرجنا معاً مرة أخرى وبعدها أخبرني بأنه يحبني منذ أن عملت في تلك الصيدلية وأنه معجب بي لأنني فتاة مهذبة ومحترمة وأن أي رجل يتمنى من هي مثلي، وقال أنه سيكون سعيداً إن قبلت بالزواج منه، وأنه لن يغضبني يوماً لأنه يحبني فعلاً، وأنا تعلقت به جداً وأحببته كثيراً وبالفعل عملت في الشركة معه، وصرت أذهب وأجيء معه بسيارته التي أعطتها له الشركة. وكانت أسعد أيام حياتنا حينما كنا معاً. وحينما عرفت أمه وإخوته بالأمر كادوا أن يسببوا لي مشاكل في منزلي، ولكنه وقف بجانبي وأنكرنا الأمر، وقال أننا سننتظر حتى أنهي دراستي ثم سنتزوج مباشرة، لأنني كنت أرفض أن أتزوج وأنا أدرس.
وذهبت إلى أخته وتحدثت معها وأقنعتها أنه لا يوجد أي شيء بيننا، وأقنعت أمه وإخوته كذلك ولكن بعد أن أنبوه كثيراً. وقام هو بإحضار بعض الصور التي التقطها وهو مع فتاة أخرى حتى تغطي على أمر موضوعنا ولكنهم كانوا متأكدين من حبه لي، لأنه يتحدث عني أمامهم طوال الوقت، وعلمت بأمر تلك الصور وأنه خانني مع أخرى ورفضت أن أكلمه، ولكنه قال أنه فعل ذلك من أجل مصلحتي، ولأنني كنت أحبه بجنون فقد سامحته لأنه فعل ذلك من أجلي.
واستمرت علاقتنا وصرنا نذهب ونجيء معاً، وجاء إلى بيتنا مرة ولكنني أخبرت والدتي بأنه مجرد أخ لي لا أكثر، وكان يتصل بأختي أيضاً وأحضر لها هدية في عيد ميلادها، وكان يحضر لنا الهدايا في كل مناسبة كالعيد ورمضان، وصار يشتري لي ملابس. وفي نفس الوقت أنجبت زوجته طفلاً فقلت له إن كنت تريد أن تبقى مع زوجتك وأولادك وأن أبتعد عنك فأنا موافقة، رغم أنه لم يتغير أبداً في معاملته لي بعد مولد الطفل الثاني، بل بالعكس فقد زاد تعلقه بي وحبه لي. وصرت أحبه كثيراً ولا أستطيع الابتعاد عنه، ولا يمر يوم دون أن أراه فإن لم يكن فكان يكلمني عن طريق محادث بالفيديو، وأقصى مدة قضيناها ونحن متخاصمين كانت يومين فقط وكنت أقضيها في تعب شديد واختناق وكنا سرعان ما نتصالح. وصارت أمه وإخوته يحبونني كثيراً ولكنهم لا يعرفون أنه يحبني، وأهلي دائماً ما يتحدثون عنه وهو معي في نفس مكان العمل، وأنا صرت لا أستطيع الابتعاد عنه أو نسيانه، ولا أدري ماذا أفعل؟
وأخيرا أنا بحاجة للنصيحة.
برجاء الرد وشكراً.
17/8/2010
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
ثوابت وأسس الحياة واضحة واتباعها مريح ولكن عندما نختار تجاهلها أو الالتفاف عليها نتعب، وللحقيقة أي دوران يكون مثيراً ومبهجاً ولكنه يسبب التعب بعد قليل وهذا ما حصل معك.
من الثوابت أنه لا أخوة بين رجل وامرأة عبر لها عن إعجابه وميله لها، وكذلك من الثوابت أن العلاج الصحيح للميل والإعجاب هو الزواج، وقضية رفض الزواج ممن تحبين ولا تطيقين فراقه أثناء دراستك حجة للمماطلة والاستمرار في الاستفادة من الرجل وما يقدمه من أمور مادية ودعم في الحياة لعدم اقتناعك به كزوج.
تظنين أنه يمكنك الاستفادة منه دون مقابل ولكن تأكدي لكل شيء ثمن ففي مقابل الاستفادة من وجوده الغريب في حياتك تدفعين ثمنا باهظا من أعصابك ومشاعرك في الوقت الحالي ولن يطول الأمر حتى تخسري المزيد من سمعتك فاسألي نفسك هل ما تحصلين عليه يستحق ما تدفعينه دون انتباه، وحدك القادرة بنيتي على الحكم على قدراتك ومجريات حياتك.
توحي سطورك وطريقتك في العرض ببراءة وفطرة سليمة أرجو أن تحافظي عليها وأن تساعدك في اتخاذ القرار السليم إما بقطع العلاقة معه تماما وإما وضعها في إطار ديني واجتماعي صحيح قبل أن تقذفك بعد مدة من الدوران حول الثوابت في قيعان قذرة نفسيا واجتماعيا عسى الله أن يحفظك وجميع فتيات المسلمين من شياطين الإنس والجن الذين يزينون السيئات.