الخوف من زيارة الناس..!؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أعاني من مشكلة الخوف من زيارة الناس بسبب الخوف من المرض أمامهم! بالرغم من أني بصحة جيدة، لكن سبب المشكلة أني شاهدت فتاة تصرع في المدرسة فأصبحت أخاف أن يحدث لي مثلها!!!.
لاحول ولاقوة إلا بالله، كيف أعالج نفسي دون أخذ الحبوب؟.
14/8/2010
رد المستشار
الأخت العزيزة السيدة "نورة"،
عليك السلام ورحمة الله وبركاته،
أهلاُ وسهلاً بك في الشبكة العربية للصحة النفسية الاجتماعية وفي موقع مجانين، وسيسعدني أن أجيب على استشارتك التي من الواضح أنك أجبت عليها بنفسك من خلال تحديدك لسبب المشكلة.
لقد كان من الجدير بالذكر أن تخبرينا متى بدأت هذه الحالة لديك ومنذ متى وأنت على هذه الحال، وكان يهمنا أن نعرف إن سبق وشعرت بأعراض معينة خلال تواجدك بين الناس بحيث دعمت هذه الأعراض مخاوفك، وكان من الضروري أن تصفي لنا حالتك عندما يفرض عليك وتضطرين للتواجد بين الناس أو في الأماكن العامة، فمثل هذه المعلومات يمكن أن تساعدنا على فهم وتحديد المشكلة بدقة أكبر وتقدير أبعادها وشدتها، وذلك لنستطيع مساعدتك وتوجيهك بثقة أكبر في الاتجاه الصحيح.
أختي العزيزة؛
إن ما يفصل بين حالة الخوف السويّ وحالة الخوف المرضيّ هو أن الخوف السويّ من شأنه أن يضمن حماية الإنسان والمحافظة على حياته واستقراره واستمراره في متابعة حياته بشكل تكيّفيّ وسويّ. أما الخوف المرضيّ فعلى العكس؛ يتلبّس الإنسان ويمنعه من ممارسة حياته اليومية بشكل طبيعي ويحرمه من العمل والاختلاط بالناس وينتهي به وحيداً وعاجزاً، بل ويهدد حياته واستقراره.
فإذا أفترضنا أن تلك الفتاة التي رأيتها في المدرسة وبعد أن تعرضت لنوبة صرعية لأول مرة قد قررت تجنب التواجد بين الناس خشية تعرضها لنوبة صرعية جديدة ربما تهدد حياتها، فإن خوفها موضوعي وهو نتيجة لأسباب موضوعية مرتبطة بحالتها، وعلى الرغم من مرضها، فإنها مطالبة أن تحتاط لهذا الأمر مستقبلاً وأن تحرص على أن تلتزم بعلاجها الدوائي وتستمر في الاختلاط بالناس وفي ممارسة حياتها بشكل طبيعي.
أما ما حدث معك، فأنت شاهدت تلك الفتاة وهي تحت تأثير النوبة الصرعية، فأصابك الهلع بسبب هول الموقف والملامح التي رأيتها على وجوه الناس الذين كانوا حاضرين أثناء الحادثة، عدا عن أن نوبة الصرع وما صاحبها من اختلاجات ورعاشات وأعراض جسدية أخرى في سياق الموقف الكلي قد أثّر فيك بشكل عميق للحد الذي أطلق فيك تلك المخاوف وجعلك تتجنبين التواجد مع الناس خشية تعرضك لمثل هذه الحالة، وذلك مع إدراكك بأنك تتمتعين بصحة جيدة ورغم عدم توفر أي عامل مشترك يجمعك وتلك الفتاة.
وعلى كل حال، وأيّاً كانت المشكلة، ورغم أنني غير متأكد من وجود مشكلة أصلاً، يسرني أن أخبرك بأننا عادة لا نوصي بالعلاج الدوائي لمختلف الحالات التي تشبه حالتك، إلا عندما تكون الأعراض شديدة أو حادة بحيث تتسبب بحدوث تعطل في وظائف الحياة اليومية أو خطر على حياة الإنسان أو على الآخرين من حوله، حيث تستجيب معظم هذه الحالات للعلاج النفسي وحده.
يمكنك مراجعة أحد الأطباء النفسانيين أو أخصائيي علم النفس الإكلينيكي في منطقتك، على أن يكون من ذوي الخبرة في العلاج السلوكي المعرفي، وذلك من أجل تقييم وتشخيص الحالة بشكل دقيق وتنظيم الخطة العلاجية المناسبة.
مع أطيب تمنياتنا..