ما زلت لا أعلم ما يحدث
في الفترة الأخيرة بدأت تحدث لي أعراض غريبة، فأنا أتذكر الأحداث البعيدة والأشخاص منذ طفولتي...
قابلت زميلة لي من الابتدائي ولم أرها منذ ذلك الوقت ولم يكن لي أي علاقة بها بل أظن أنها تركت الدراسة أو ما أشبه ذلك. وما حدث أني كنت أشتري ملابس ودخلت إحدى المحلات، وفي لحظة تذكرتُ تلك البنت وتذكرت اسمها بصورة واضحة جدا على الرغم من أني أعاني من ضعف ذاكرتي وخاصة في الأسماء وأماكن رؤية الأشخاص.
ومن فترة أيضا كنت في سيارة المواصلات، ودخلت إحدى الفتيات وسلمت عليّ وأخذت أتذكر وأنا أشعر بالإحراج أين رأيتُ تلك الفتاة من قبل؟ هل هي كانت معي بالكلية، على الرغم أني متخرجة حديثا؟ هل هي معي بالعمل؟ وبعد وقت من التفكير تذكرت أنها كانت معي في العمل الذي تركته منذ شهر تقريبا فقط، وأن اسمها سمر، ولكن أخذ ذلك مني جهدا.
وغير ذلك تمثل الأحداث القديمة عندي أهم ما في ذاكرتي وأتذكرها بوضح جدا بينما الأحداث القريبة لا أتذكرها بوضوح. فهل هذا طبيعي؟
أرجو الرد لأن ذلك الموضوع يؤرقني بشدة منذ فترة.
ولكم جزيل الشكر.
27/11/2010
رد المستشار
الأخت الفاضلة "محبة الرحمن"، لك مني تحية واحترام؛
أراك تشكين من ضعف الذاكرة وأن ذاكرتك للأحداث القديمة قوية في حين أنك تنسين الأحداث الجديدة. وهذا طبيعي لأن الذاكرة القديمة أثبت من الذاكرة الحديثة. تذكرك لزميلتك أثناء تسوقك يمكن أن يكون بسب ودود محفز أو مثير من لون ملابس أو صوت أو أي مثير أدى إلى استثارة واستخراج ذلك الحدث من بين كومة الذكريات.
والذاكرة يمكن تشبيهها بجهاز تسجيل يسجل الحدث في كاسيت (الدماغ) وثم يتم استعادة ذلك مثل تشغيل ذلك الشريط. ويؤثر على ذلك عدة أسباب منها: الإعياء وعدم التركيز والانتباه. وأن الحدث غير مهم بالنسبة لك وكذلك الحالة النفسية والانفعالية وغير ذلك.
فعندما يكون التسجيل في الأستوديو مثلا، أي عندما يكون التركيز عاليا وأن الأمر مهم بالنسبة لك وأن لا شيء يشغل فكرك وارتباط ذلك الحدث برابط انفعالي ومكاني وزماني قوي. يكون الاستذكار جيدا والعكس صحيح. وهذا لا يعتبر مرضا.
ولتحسين ذاكرتك يمكنك عمل روابط بين الأحداث وهي روابط زمانية ومكانية. ويمكن تكرار ما تريدين حفظه وتذكره حسب القاعدة الذهبية (التكرار ينفع الشطار). واستخدام المذكرة، متمنيا لك دوام الصحة والعافية.