الشهوة الجنسية وتأنيب الضمير
أنا مشكلتي عويصة وصعبة وحساسة وهي أنني إنسان متزوج ولدي ولد في الجامعة ومحروم من النوم مع زوجتي وذلك لعدم رغبتها في الجنس بكثرة ولا تجعل لي فرصة لذلك وكرهتني في الرغبة في النوم معها لأنها لا تنام معي إلا بمزاجها وفي وقت لا تكون لي رغبة جنسية فيها مثل صباح يوم الجمعة قبل الصلاة بساعة ونصف تقريباً ولا ينتصب عندي القضيب وقتها وذلك لحالتي النفسية الجنسية معها وعدم تقبلها جنسياً برغبتها هي ولدرجة أنني لا استطيع الزواج من امرأة أخرى لضيق ظروفي النفسية لدرجة أنني فكرت كم مرة في طلاقها حيث أن لي من أن تزوجتها 21 عام ولم أتمتع كثيراً خلال زواجي معها فما الحل?!!
تكفون ساعدوني حيث أن مشكلتي تفاقمت لدرجة أنني فكرت أكثر من مرة بأن أمارس الشذوذ الجنسي سواء راكب أو مركوب وهذه مصيبة عظماء حيث أنني كثير الاستمناء وبعد أن أقضي على الشهوة يأتيني تأنيب ضمير على ما عملته وما فكرت فيه وذلك لدرجة أنني على اتصال بأحد الأصدقاء وعملت معه علاقة جنسية لدرجة أن يتم الزواج منه أي الجنس الثالث وهذه من أكبر المصائب لدرجة أنني نمارس الجنس على الانترنت بالكام فما الحل برأيكم.
أحسن الله إليكم وافوني لأن لدي رغبة شديدة بالتخلص من ذلك حيث أنني استقبل منه صور عن عضوه الذكري وكلامه المعسول بالرغم من أني رب أسرة وأخاف على نفسي كثيراً من تأنيب الضمير والفضيحة لأني أقرأ مثل يقول من شب على شي شاب عليه وحيث أنني كنت أمارس هذا الفعل بالماضي ولكن مع زوجتي صار يهددني ذلك في المستقبل الحاضر فدلوني على الحل رحمكم الله.
26/10/2010
رد المستشار
أعود إليكم أعزائي القراء، وإن كنت لم أكتب ردودا منذ فترة على استشارات مجانين، فإنني صررت على صلة يومية بمن يتابعني: أقول لهم، وأسمع منهن... على بروفيلي بالفيسبوك:
وكثيرا ما أسرح بخيالي، وأتمنى أن أستعيد التواصل مع من أحبوني وتابعوني بداية من خبرة إسلام أون لاين مطلع هذا القرن، وعبر مساهمات مقروءة ومسموعة ومرئية، وما زلت أقول، والله من وراء القصد.
أعود للرد على هذه الرسالة المهمة الكاشفة لأحوالنا، وما زلنا مذبذبين بين الأمل والرجاء، والتفاؤل والتشاؤم، والأمر في حالتنا يقتضي غير هذا، وما زلت أحاول أن أشرح أننا نحتاج للرصد والمصارحة كحلقة أولى في مسلسل بحث وتحليل، واستكشاف سبل الحل، وبدلا من سلوك هذا المسار يصدمني أن كل محاولة للرصد والتشخيص كمقدمة للتحليل، ووصف العلاج، يصدمني أن محاولات التأمل في أوجاعنا تصل إلى الجمهور في صورة رسائل سلبية محبطة، ومدعاة للتشاؤم، ودعوة متجددة للبكاء والتحازن، ولا أدري ماذا أفعل في هكذا مفارقة؟!!
نتناول الأوجاع، ونكشف مواقع الخلل، ونتعب قي تشريح العلل مقدمة لوصف العلاج فماذا بصوتنا يضيع وسط صخب المتباكين على انهيار الأوضاع (يسمونهم المتشائمين)، والصارخون دفاعاً عن الأمل (ويسمون المتفائلين)، وليس ذلك هو موضوعنا أصلاً، فنحن لا نبحث عن الأمل، وندعو إلى اليأس، نحن ضد الجهل والتجاهل، والغفلة والتغافل، ومع البحث الحقيقي لما نعيش من مشكلات، هذه رسالتنا، ووظيفتنا ومهمتنا، ونشفق على أنفسنا وأمتنا من هذا الوقت الذي يضيع، والطاقات المبددة في لعبة التفاؤل والتشاؤم البائسة هذه!!! أنا أتحدث عن نفسي بالأساس، وعن كل الباحثين عن الحقيقة.
أعود إلى الرسالة فلا أستطيع أن أمنع نفسي من التعليق على بؤس وقصور وعدم كفاءة الطريقة التي نفكر ونمارس الزواج بها!!! وما زلت أكرر، ولا يصيبني الملل من تشريح تخلفنا في عالم العلاقات بين الجنسين باسم الدين أو العادات!!!
هل سيزعجكم أن أذكركم بالتنشئة المتخلفة التي تشب عليها ملايين البنات عندنا فتكون المحصلة امرأة مريضة مشوهة في علاقاتها بجسدها ورغباتها، وزوجها لاحقا؟!!
وهل يمكن لهذا أن ينفصل عن الطريقة التي يتربى بها ذكورنا في علاقاتهم بعالم النساء، وبمعنى العلاقة الإنسانية والجنسية بين زوجين؟!! وهل ينفصل هذا عن أساطير نتداولها عما نسميه الاختلاط بين الجنسين، وركام محاولات وحين تلتقي امرأة مشوهة كهذه مع رجل مشوه كهذا منعه؟!
ماذا يمكن أن تكون المحصلة؟! ومن منا لم يصبه التشوه؟!!
وإذا كانت هذه العلاقةـ واحتمالات الفشل تلاحقها ـ تحصل أصلا في مجتمع مشوه في مفاهيمه وإدارته للعلاقة بين الرجال والنساء، وفي نظرته للزواج ومعناه، والجنس وفنونه، وبديهيات بخاصة، فماذا ننتظر غير الفشل؟؟!
ويدهشني حقا من يقف وسط هذه الفوضى العارمة، والجهل المتفشي، والكذب المستمر الجريء الدءوب ليسأل: لماذا نفشل؟! لأن الفشل في حالتنا هو النتيجة المتوقعة للمقدمات المشهودة بوضوح، وغير الفشل يمكن أن يكون طفرة أو حالة للدراسة!!! وللفشل أنواع ومستويات وأشكال.
لذلك يا أخي صاحب الرسالة والسؤال هل يمكن أن تفهمني حين أقول لك أن أسبابا كثيرة، وتخمينات وتوقعات دارت في رأسي في محاولتي للإجابة على سؤال لا يبدو أنك طرحته على نفسك، ولا على طبيب أو طبيبة من أهل التخصص، وهو سؤال: لماذا؟!
لماذا يفشل التفاهم الجنسي بينك وزوجتك؟!
طبعا أنت طرحت الإجابات التقليدية من قبيل: زوجتي لا ترغب في الجنس بكثرة، ولو صح هذا فإنه يكون عرضا، وأحيانا يكون مرضا، وربما كان طبيعة أو ثقافة تزهد بموجبها زوجتك في المعاشرة إلا قليلا!!!
وفي حالات كثيرة نراها يشكو الأزواج مما يبدو لهم عزوفا عند زوجاتهم تجاه المعاشرة، والأمور الجنسية، بينما الزوجات نشيطات جنسيا جدا، ولكن هذا لا يظهر للزوج، أو أن الزوج لا يحسن قراءة علاماته، وربما يستفيد من هذا النشاط رجل آخر، والزوج ينعي حظه ظنا منه أن زوجته باردة، وهي ليست كذلك إلا معه!!! وقد رأيت حالات لنساء من هؤلاء، وبعضهن تقيم علاقة سحاقية.
طبعا أنا لم أفحص زوجتك، ولا أستطيع، ولا أريد أن أتهم أحدا في دينه أو عرضه أو أمانته، ولكنني أحاول التشكيك العلمي والمنهجي في مقولة برود النساء العربيات، لأقول أن بعضهن باردات فعلا بسبب التربية والثقافة والعادات والتقاليد الشائعة، وبعضهن زاهدات في الجنس مع الزوج فقط لأسباب قد تتعلق به، أو أسباب تتعلق بها، أو بالعلاقة بينهما، ويلزم فحص للطرفين، ولتفاصيل العلاقة حتى يمكن الوصول إلى موضع الخلل، فهل فعلتما هذا؟!!
هل أضحك أو أم أبكي، أتفاءل أم أتشاءم حين أرى ملايين الأزواج والزوجات في مجتمعاتنا غير سعداء عاطفيا أو جنسيا بسبب سوء التربية، أو غباءات إدارة العلاقة الزوجية من خطوة الاختيار، ومسارات التعارف، وتدريبات التفاهم، حتى جهود الإمتاع والمعاشرة!!
وماذا عن مجتمعات وحالات زواجية لم تعرف أصلا شيئا اسمه اختيار، أو تعارف، أو تفاهم، أو تدريبات، أو إمتاع؟! ثم نتخارس ونتواطأ ونسمي هذا الذي نفعله زواجا، وشبكات العنكبوت هذه نسميها أسرة، ونرسل لموقع مجانين نتساءل عن مشكلات تواجه "العلاقة الزوجية"، أو "الأسرة" الفلانية، ومن الأصل لم يكن لدينا لا علاقة حقيقية، ولا أسرة، غير أفراد يقيمون تحت سقف واحد!!!
وطالما هذا هو الوضع في حالات كثيرة سيكون الباب مفتوحا، والطريق ممهدا لأنواع واختراعات الخلل، وإبداعات الانحرافات، والتخاريف!!
وبدلا من مواجهة أنفسنا، وتصحيح مسارات حياتنا، وبدلا من أن يخضع الزوج نفسه، وزوجته للفحص، ويتعاملان مع النتائج بالعلاج، أو بالطلاق والانفصال، بحسب النتائج، وبحسب اختياراتهم، بدلا من هذه المسارات العقلانية الإنسانية البديهية نندفع في مسارات أخرى تزيدنا تشوها على تشوهنا!!!
ومن المدهش ألا يلتفت الزوج إلى أن ممارسته للواط قبل الزواج من شأنها التأثير على علاقته بزوجته، مثلما تتأثر العلاقة الزوجية والجنسية لأن الزوجة كانت تمارس العادة السرية، أو السحاق قبل الزواج!!
وطالما الجهل المركب هو سيد الموقف فلا أحد يستوعب بديهية أن الفشل الجنسي للزوجين، وللعلاقة بينهما هو المتوقع على خلفية تاريخ من الاستمناء، أو العلاقات الشاذة قبل الزواج ما لم يتم تفهم وعلاج آثار هذه الخبرات المختلفة تماما عن خبرة إقامة علاقة عاطفية وجنسية بين رجل وامرأة!!
صخب هائل ومزعج يملأ حياتنا، وشاشات في غرف النوم والمعيشة ما بين شاشة جوال، أو تلفاز، أو حاسوب، وأبحث عمن يقول لنا أو يعلمنا كيف نقيم علاقة صحية وسليمة ومرشحة للسعادة والنجاح والإمتاع مع الجنس الآخر!!!
كيف يتفاهم رجل وامرأة ويعيشان معا؟؟!
ابحثوا أرجوكم لتجدوا إما كلاما عاما أهبل يشبه قول القائل: النظافة خير وقاية من الأمراض!!
أو كلاما مستوردا مترجما، أو بلغته الأصلية، يحسبه الظمآن ماءا، حتى إذا جاءه لم يجده شيئا تقريبا، أو وجد فيه بعض النفع الذي ما زال يحتاج إلى جهد كبير ليكون مناسبا لنوعية وعمق ودرجة التشوهات الحاصلة في حالتنا، وكذلك لنظرة عقيدتنا وثقافتنا ونظامنا المعرفي.
إلى أن تستوعب يا أخي السائل طبيعة مشكلتك في ضوء ما أشرت لك، وحتى تنتبه أمتنا إلى مواطن الخلل، وتكف عن هراء أحاديث اليأس والأمل، وتتوقف عن الكسل، وتخاصم وتحارب الجهل بدلا من الاعتزاز به، وتستعيد احترام العقل والعلم والمنهج والرؤية فيما يواجهنا من مشكلات، وحتى تقرر يا أخي الاعتراف بأنك لست على علاقة حقيقية بزوجتك تلك التي تعيش معها دون أن تفهمها أو تتفاهم، أو تدرك وتتواصل معها... وحتى نعترف جميعا أن هذا الخبل الجماعي الذي نتعاون فيه سيثمر المزيد من المصائب، ونبدأ في السير نحو البحث والعلاج، حتى يحصل هذا سيظل البريد في مجانين ممتلئ بقصص مكررة حول نتائج فشل متوقع، ووقائع تعاسة مريرة لهؤلاء الذين صدقوا أن الزواج في حالتنا هو الطريق إلى السعادة، والإشباع الجنسي والعاطفي، هؤلاء الذين يحسدهم الملايين الذين لم يحظوا بفرصة هذا نسميه زواجا، وتجلس المتأخر زواجها تنعي حظها، وتحلم بالطرحة والكوشة، والحنان والأمان، وتنتظر الفرج والرزق يأتيها لتتزوج!!!
ملايين محرومة تئن من قلة الزواج، وملايين محصورة في قيود رباط فاشل عاجز تحقيق أبسط ما شرع من أجله، حتى يصل ببعضنا الحال إلى تصور الحل في ممارسة المتاح بالشذوذ راكبا أو مركوبا، ويمارس الجنس على الكاميرا مع رجل، وقد نسمي هذا الجنس في العالم الافتراضي، بينما زوجته في الواقع صارت علاقته بها افتراضية!!!
أي بؤس نعيش؟! وما هذا الذي نفعله بأنفسنا؟!!
وزوجة افتراضية هذه، أم هو أصلا زواج افتراضي؟!! ولا واقع غير البؤس!!
على كل حال... تنقص رسالتك تفاصيل كثيرة أغفلتها عن طبيعة مشاعر زوجتك العاطفية تجاهك، وهل هي تحبك وتقدرك وتحترمك، أم غير ذلك، ولماذا؟!!
وهل علمت سابق ممارستك للعلاقات الشاذة؟! أو تعلم بواقع ممارستك حاليا؟! وهل ميولك الجنسية أصلا للرجال أو للنساء؟! وأسئلة أخرى تطرح نفسها...
تقول مثلا أن ظروفا نفسية تمنعك من الزواج الثاني؟! ولم أفهم هذه كما أغفلت ذكر أسباب تأنيب ضميرك لك، وماذا يقول لك ضميرك حين يؤنبك، وعلى ماذا يؤنبك ضميرك بالضبط؟! على اضطراب علاقتك بزوجتك أم على علاقات الماضي أم الحاضر؟! أم على إدمان الإنترنت؟! أم ماذا؟!
كما أغفلت ذكر تاريخ الشذوذ السابق على الزواج: هل هو قديم؟! متكرر؟! درجته؟! علاقة واحدة أم أكثر؟!!
وهل أصلا لديك مشاعر عاطفية قوية تجاه زوجتك؟!
وكيف تزوجتما؟! عن طريق العائلة؟! أم ماذا؟!!
ولم تذكر لنا في أي المدن تقطن؟! وهل أنت وزوجتك من الحضر أو البدو أو ماذا؟!
وماذاـ في تصورك ـ يمكن أن يكون علاج اضطراب العلاقة بينك وبين زوجتك؟! أو بلفظ آخر: أين الخلل بالضبط؟!
بالتالي حين تسألنا عن حل، ماذا تقصد بالحل؟! حل لأي شيء بالضبط؟! ما الذي تريد عمله؟! العلاج من الشذوذ؟! أم إصلاح علاقتك الزوجية؟! أم الزواج الثاني مثلا؟!