خلل العلاقة الزوجية
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته؛ تزوجت عن حب من طرفي ومن طرف زوجي وقد قال لي أنه يحبني قبل أن أبدأ في حبه ولكنني اكتشفت بعد الزواج أنني أعيش مع إنسان يمارس علي كل العقد التي تعقدها في حياته سواء من الاتجاه العائلي أو من الاتجاه العاطفي والآن اكتشفت كل شيء معقد في شخصيته وهذا في حد ذاته خلق أزمة أخرى... عقد الطفولة والشباب تختصر في الأب الأناني الذي لا يحب مطلقا غير نفسه، الفقر ، الأصدقاء كانوا أفضل في المستوى الاجتماعي.
العقدة الثانية:
ارتبط بفتاة لمدة 11 عاما وانفصلا والسبب غير محدد بشيء واحد وإنما مجموعه من الخلافات في الطباع ووجهات النظر والأسلوب، والمشكلة الآن أنه يعاملني بشكل أناني جدا ويهملني من أجل أصدقائه حيث أنه أشترى سيارة جديدة فجعلته ينهي إلى حد ما عقدة الفقر ويشعر أنه مثل أصدقائه وأصبح لا يهتم إلا بالسيارة والخروج مع أصحابه بها والتفاخر والتباهي.
المشكلة الثانية:
أنه دائما يحقر من شأني ويتهمني بالغباء وينعتني بأسوأ الصفات الجمالية رغم أنني أعلى منه تعليما وأفهمه جيدا وهذا ما يؤلمه على ما أعتقد وفي مستوى الجمال متوسطة الحمد لله طولي 165 سم ووزنى59 ونحن تطلقنا مرتين والآن أنا حامل ولا أعرف ماذا أفعل حتى لا تحدث الطلقة الثالثة؟!!
ماذا أفعل؟!!
وشكرا لكم
6/12/2010
رد المستشار
أتعلمين أنك كأنك تقولين لنا أنك تزوجت من شخص لم تعرفيه من قبل، ولم تكتشفي فيه أي عقدة من عقده العديدة على مستوى تفكيره وسلوكياته وعواطفه نهائياَ، أو أنك اكتشفت كل ذلك فقط بعد ليلة بنائك فيا له من مخادع!!، هل تتصورين أننا حين نتزوج من أجل أن نتزوج لأنها سنة الحياة مثلاَ نكون قد فعلنا ما علينا، أو لأن هناك من تقدم ويقول أنه يحبنا فهذا يكفي لقرار الزواج الناجح، أو حين نتزوج بدافع أن ما نراه من الشخص المتقدم يقلقنا ولكننا نؤمن بأنه سيتغير بمجرد الضغط على زر الزواج ولا نعرف لماذا لم يتغير مع أننا تزوجناه!!، فقصتك يا صديقتي للأسف تتكرر كل يوم، ونحن نصر على تأهيل وتعليم الفتيات والشباب عن ما هو الزواج، ولماذا نتزوج وكيف نختار أيضا كل يوم؛
والآن أعود إليك تحديداَ فأقول لك، حديثك عن عقده الكثيرة يدل على أنه لن يتغير دون تدخل متخصص ليضع معه من أول وجديد حقيقة الحياة ومعانيها ودور الإنسان تجاه نفسه وكيف يتكيف مع مشكلاته وكيف يتعامل معها وكيف يقرر هو التغير وكيف سيبدؤه، ولا أعلم هل وسط كل تلك العلاقة المزمنة بينكما هل ستتمكنين بذكائك أن تقنعيه بأنه يحتاج للتواصل مع مرشد زواجي مثلا ولا تقولين طبيب نفساني أم لا، لأنك لن تتمكني وحدك من فعل ذلك، فلقد ظل في علاقة فاشلة لمدة 11 عاماَ، ولم يتمكن من أن يتحمل مسؤولية تغير نفسه ولا ألا يكرر أخطاء أبيه، ولا أن يكف عن التشبث بمعلومة الخطأ في تربيته هو سبب معاناته وستظل هي الشماعة التي يلقي عليها كل شيء حتى لو بلغ الستين، ولقد تم الطلاق بينكما مرتين؛
وهنا يجب أن تسألي نفسك سؤالا مهما "هل وجود طفل بينكما وأنتما منفصلين سيكون أفضل فلا يتعرض للشجار ولا السخرية ولا التجريح الذي سيظل بينكما، أم تظلي معه وتنتجي طفلا به كل العقد النفسية التي في أبوه وضيفي إليه العاهات النفسية التي يتسبب فيها عدم الوفاق بين الأم والأب؟، أيهما أفضل؟، هل خوفك من الطلاق وتحملك الحقيقي لسوء اختيارك سيغلب أم التفكير المنطقي لأنك ستصبحين أم ومسؤولة عن طفل ليس له ذنب في اختياركما لبعضكما البعض؟، سؤال صعب، وموقف أصعب، والحقيقة التي أراها أنك ترفضين فكرة انفصالك وتبعثين لنا حتى نرشدك ماذا تفعلين حتى لا تقع طلقتك الأخيرة،
وأقول لك: مادمت ترغبين في الاستمرار معه فعليك أن تتقبليه دون محاولات للتغير ، وأن تلتقي معه دوما في مساحات الاتفاق بينكما، وأن تتعهدي قدر إمكانك طرق التربية السليمة وتحدثيه عنها قبل وصول طفلكما بطريقة لبقة، وأن تمدحيه وتقدري تصرفاته وتكفي عن المجادلة والاستفزاز له؛ لأنه لا يملك مرونة ولا سعة صدر وأن تتمتعي بحلو الخصال فيه ليجبر عيوبه، وإلا فلا مفر من الانفصال، ففي بعض الحالات يكون الطلاق عذباَ رغم كونه أبغض الحلول.